حريق ضخم بمصفاة الخرطوم للنفط ونفاد مواد الإطفاء لدى الدفاع المدني
الجيلي 21 يونيو 2024 – تشتعل النيران منذ يومين في مصفاة الخرطوم للبترول التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وسط أنباء عن نفاد مواد الدفاع المدني الخاصة بإطفاء الحرائق.
ومنذ نوفمبر الماضي تتعرض مصفاة الخرطوم للنفط الواقعة بمنطقة الجيلي على بعد حوالي 70 كيلومتر شمالي العاصمة السودانية الخرطوم للقصف من دون أن يتبنى الجيش السوداني مسؤولية استهدافه المنشأة الاستراتيجية.
وكان أول استهداف للمصفاة في نوفمبر الماضي وحينها تبادل طرفا الحرب مسؤولية انفجارات ضخمة، وفي أواخر مايو الماضي اتهم الدعم السريع، الجيش بقصف وتدمير المصفاة بالكامل.
لكن الحرائق المشتعلة منذ مساء الأربعاء الماضي تعد الأكبر حسب شهود عيان من الريف الشمالي بأم درمان تحدثوا لسودان تربيون، حيث تقع المصفاة على الضفة الشرقية للنيل على بعد حوالي 20 كيلومتر.
وحسب مصادر قريبة من المكان فإن الحريق أتى على مستودع استقبال خام مزيج النيل القادم من حقل هجليج بولاية غرب كردفان، ولم يعرف حتى الآن سبب اشتعال النيران.
وتشير ذات المصادر إلى نفاد مادة “الفووم” لدى فرق الدفاع المدني بمصفاة الخرطوم وذلك لكثرة اشتعال الحرائق وشح الإمداد بالمادة التي تستخدم في إطفاء حرائق الوقود.
وأبدى نشطاء مدنيون مخاوفهم من الأثر البيئي لاشتداد حرائق مستودعات النفط على المنطقة، فضلا عن إطلاق دعوات لإخلاء العاملين وأسرهم من السكن الملحق بمصفاة الخرطوم.
يذكر أن تجمع العاملين بقطاع النفط قال في بيان أصدره يوم 24 مايو الماضي إن المصفاة خارج الخدمة ومتوقفة عن العمل منذ منتصف يوليو 2023 والعاملين من مهندسين وإداريين يداومون بصورة يومية وما زالت بعض الأسر تقيم في ثكنات المصفاة.
وأفاد البيان في حينه بأن قوات الدعم السريع اعتقلت بعض الإداريين وتم إطلاق سراحهم لاحقاً.
وناشد قيادة الجيش للتعامل بمسؤولية والحفاظ على مقدّرات البنية التحتية ومراعاة حساسية المنشآت النفطية وخطورتها على الإنسان والبيئة.
وتعد مصفاة الخرطوم للنفط أكبر مصفاة في السودان وأنشأت في العام 1997 بطاقة تصميمية تبلغ مائة ألف برميل في اليوم وتنتج الديزل والبنزين وغاز الطهي، إذ توفر 45% من احتياجات البلاد النفطية.
وترتبط مصفاة الخرطوم بخط أنابيب للتصدير بميناء بشائر على البحر الأحمر شرقي السودان بطول 1610 كيلومتر، كما ترتبط بآبار النفط في غرب كردفان وفي دولة جنوب السودان، لكن الحرب وسيطرة الدعم السريع على بعض الحقول اسهم في تقليص إمداد الخام وتوقف صادر نفط جنوب السودان.