لقاء البرهان بأعيان الرزيقات والمسيرية يحدث انقسامات وسط زعماء القبيلتين
بورتسودان 13 يونيو 2024 – تسلم رئيس مجلس السيادة – قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، «رؤية» من قبل قادة بارزين في قبيلة الرزيقات ترمي لوقف الحرب، في وقت اتهم بيان أصدره المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية للرزيقات عناصر تتبع لحزب المؤتمر الوطني بالتحدث باسم القبيلة. كما تبرأ ناظر العجايرة من وفد المسيرية الذي التقى البرهان.
و قال ناظر عموم العجايرة- احد بطون المسيرية- مختار بابو، في بيان، إن الإدارة الأهلية ظلت «على مر العصور والمنعطفات التاريخية الصعبة بوصلة توجه الرأي العام الأهلي لما فيه مصلحة البلاد والعباد».
وأضاف أنه بصفته ناظر عموم العجايرة لم يفوض أحدًا للتحدث باسم القبيلة، وقال إن الذين ذهبوا إلى مدينة بورتسودان من قبيلة المسيرية لم يستشيروا الإدارة الأهلية ولا حتى قيادات القبيلة، وبالتالي، يمثلون أنفسهم ومواقفهم الشخصية وأن القبيلة غير معنية بأي موقف يصدر منهم.
وينتمي قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» وآلاف المقاتلين في صفوف قواته لقبيلة الرزيقات، إلا أن غريمه البرهان أبلغ الوفد القبلي الذي التقاه في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في أول لقاء من نوعه، أن التمرد يقوده «آل دقلو» وليس الرزيقات.
وشمل وفد قيادات الرزيقات كل من الضيف عيسى عليو شقيق نائب حاكم إقليم دارفور السابق وهو معتمد أسبق بولاية شرق دارفور، علاوة على محمد يوسف التليب وهو وزير سابق في السلطة الإقليمية لدارفور وآخرون.
وقال إعلام مجلس السيادة إن «البرهان تسلم من وفد الرزيقات رؤية ومصفوفة معالجة الأزمة الراهنة في البلاد»، حيث أوضح البرهان بأن التمرد لا قبيلة له وأن ما حدث هو من تخطيط آل دقلو، مؤكداً أن الرزيقات ليسوا جميعهم لديهم علاقة بالتمرد.
وأشاد البرهان بقبيلة الرزيقات التي قال إنها أسهمت في رفد القوات المسلحة بالكثير من أبنائها، مضيفًا «هذه الحرب شخصية خطط لها حميدتي وشقيقه عبدالرحيم» للاستيلاء على السلطة بمعاونة من وصفهم بالعملاء بالداخل والخارج.
ويتبادل الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى مجموعات سياسية الاتهامات بشأن من أطلق الرصاصة الأولى في الخامس عشر من أبريل 2023 بالعاصمة السودانية الخرطوم، بينما بدأت الدعم السريع حشد قواتها في العاصمة منذ ديسمبر العام قبل الماضي، وسيطرت على قاعدة مروي الجوية شمالي البلاد قبل 3 أيام من اندلاع الحرب.
وأشار البرهان إلى أن هناك جهات تريد تفكيك السودان ونهب موارده، مبينًا أن هذه الحرب تضرر منها كل الشعب السوداني، ونوه إلى أن هناك قوى سياسية صغيرة تآمرت مع المليشيا تريد حكم السودان.
وأفاد قائد الجيش أن التمرد استعان بمرتزقة من الخارج، مشيراً الى أن معلوماتهم المؤكدة تشير إلى أن 70% من الموجودين في مصفاة الجيلي شمالي الخرطوم من المرتزقة الأجانب.
مؤسسة قومية
من جهتهم، أكد المتحدثون خلال اللقاء وقوفهم ودعمهم للقوات المسلحة باعتبارها المؤسسة القومية التي تضم في داخلها كل أبناء السودان بمختلف مكوناتهم الاجتماعية.
وأعلنوا تبرؤهم مما تقوم بارتكابه مليشيا آل دقلو مؤكدين أن المشروع الذي تتبناه هذه الأسرة “تخريبي يستهدف أمن واستقرار الوطن”.
وأوضح المتحدثون بأن السودان يواجه أكبر مؤامرة تريد النيل من سيادة وسلامة أراضيه، مؤكدين أن التنسيقية ستعمل على دعم المقاومة الشعبية من خلال انخراط أبنائها في صفوفها وتقديم الإسناد اللازم لها حتى تضطلع بمسؤولياتها في الدفاع عن الأرض والعرض ووحدة السودان.
ودعا المتحدثون إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل قفل الإمداد الذي يصل للمليشيا عبر تشاد، مشيرين إلى أنهم سيقومون بالتواصل مع مجتمعاتهم للوقوف في وجه المجموعات القبلية التشادية التي تدخل البلاد عبر دارفور، وأوضحوا أن هذه الحرب لا يقوم بها الرزيقات وإنما بيت آل دقلو مشيرين للأدوار الوطنية العظيمة للقبيلة منذ استقلال السودان.
وأكد المتحدثون أن مجيئهم لبورتسودان أملته ما وصفوها بالمسؤولية الوطنية التي تقتضي الوقوف بجانب القوات المسلحة من أجل الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
في المقابل، اتهم بيان أصدره المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية للرزيقات، الأربعاء، من قالوا إنهم عناصر تتبع لحزب المؤتمر الوطني بالتحدث باسم القبيلة.
وذكر البيان أنه ليس للقبيلة في البناء الهرمي للإدارة ما يسمي بالتنسيقية، ورأى بأن الناظر أعلى سلطة أهلية شرعية ويليه الأمراء والعمد والمشائخ.
ونوه بأن المجموعة التي وصلت إلى بورتسودان غير قادرة على معالجة مشكلة صغيرة داخل الإثنية من تبني قضايا وهموم الرزيقات، مشيرًا إلى أن الحرب الدائرة الآن أهدافها وهي القضاء على مكونات قبلية بعينها وخاصة الرزيقات، بحسب البيان.