الأمم المتحدة تقول إن سوء التغذية عند أطفال السودان وصل لمستوى الطوارئ
بورتسودان 30 مايو 2024 ــ قالت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، الخميس، إن سوء التغذية عند الأطفال وصل لمستويات الطوارئ، حيث يخاطر السودان بضياع جيل في ظل استمرار النزاع.
وتوقعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في 15 أبريل المنصرم، معاناة 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك 730 ألف طفل سيعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم.
وقالت يونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، في بيان مشترك تلقته “سودان تربيون”، إن “سوء التغذية لدي الأطفال في السودان وصل إلى مستويات الطوارئ”.
وأشار البيان إلى أن تقديرات نسبة سوء التغذية الحاد تبلغ 15.6% بين الأطفال دون سن الخامسة في وسط دارفور، فيما تقترب النسبة من 30% في مخيم زمزم للنازحين بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وشدد على أن سوء التغذية الحاد يمثل تهديدًا للحياة، حيث يكون الأطفال الذي يعانون منه أكثر عُرضة للوفاة بما يصل إلى 11 مرة مقارنة بالطفل الذي يتمتع بتغذية جيدة.
وأفاد بأن لسوء التغذية، حتى عندما يتعافى الأطفال منه، آثار مدى الحياة على النمو البدني والمعرفي، حيث يخاطر السودان بضياع جيل كامل مع ما يترتب على ذلك من خطورة على مستقبل البلاد.
وسلط تحليل حديث، آجرته وكالات الأمم المتحدة الثلاث، الضوء على أن استمرار الحرب يؤدي إلى تفاقم أسباب سوء التغذية لدى الأطفال، حيث تتمثل هذه العوامل في عدم إمكانية الحصول على الغذاء ومياه الشرب المأمون وخدمات الصرف الصحي وزيادة خطر الإصابة.
وقال البيان إن الوضع يتفاقم بسبب النزوح الجماعي ومواجهة السودان للخطر المتزايد للمجاعة الناجمة عن الصراع، حيث ستكون لها عواقب كارثية بما في ذلك فقدان الأرواح خاصة بين الأطفال الصغار.
وأضاف: “جميع المؤشرات تشير إلى تدهور كبير في الوضع الغذائي للأطفال والأمهات في السودان، حياة الأطفال في خطر وهناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية جيل كامل من سوء التغذية والمرض والموت”.
ويكافح السودانيين من أجل البقاء، بعد تعطل سُبل العيش في المناطق الحضرية والريفية بسبب النزاع المتطاول، حيث يُعاني 18 مليون شخص منهم من الجوع الشديد ومن ضمن هؤلاء يوجد قرابة الـ 5 ملايين فرد على حافة المجاعة.
وحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان، هذا الأسبوع، من وفاة 7 آلاف أم جديدة و220 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في الأسابيع والأشهر المقبلة، مشددًا على أن الوضع قاتم بالنسبة لـ 1.2 مليون امرأة حامل ومرضع سيعانين من سوء التغذية هذا العام.
وضاعف البيان التحذيرات من أن وضع النساء والأطفال سيزداد سوءًا خلال الأشهر المقبل، حيث يعزل موسم الأمطار المجتمعات المحلية ويرفع معدلات الإصابة بالأمراض.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف كاثرين راسل، إن “أطفال السودان يعانون من أعمال عنف مروعة ونزوح وصدمات ويواجهون الآن مجاعة محتملة”.
وطالبت أطراف النزاع بضرورة السماح بوصول المساعدات بشكل عاجل، من أجل حصول الأطفال على الغذاء والماء والرعاية الطبية والمأوى، لكن الأهم ذلك كله أنهم بحاجة إلى السلام.
وأشارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إلى أن “معاناة الأمهات والأطفال في جميع أنحاء السودان من الهزال بسبب سوء التغذية، بعد أن جردتهم الحرب المستمرة من كل ما يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة”.
وتابعت: “إن حياة الملايين معرضة للخطر، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن وإلا فإننا نخاطر بخسارة جيل كامل من الأطفال”.
بدوره، أكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم على أن سوء التعذية ليست أزمة تحدث لمرة واحدة، وإنما يواجه الأطفال الذين يعانون منها تحديات تنموية واعتلال الصحة طوال حياتهم.
وتلاحق طرفي النزاع اتهامات بعرقلة وصول المساعدات إلى ملايين الأشخاص الذين بحاجة إليها، بما في ذلك العقبات الإدارية ونهب الإغاثة.