Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

حمدوك : «لسنا مسؤولين عن أي قطرة دم» واتفقنا على برنامج سياسي لوقف الحرب

عبد الله حمدوك

أديس أبابا 30 مايو 2024 – أكد رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المنتخب حديثاً د. عبدالله حمدوك، أن المدنيين ليسوا مسؤولين عن أي قطرة دم أراقها أطراف الصراع في حربهم المندلعة منذ 15 أبريل 2023.

واختتمت التنسيقية، التي تضم غالبية القوى السياسية الرافضة لحرب 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مؤتمرها التأسيسي بمشاركة نحو 600 شخص، بانتخاب رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك رئيساً.

وهتف المؤتمرون خلال الجلسة الافتتاحية مطالبين بوقف الحرب، وأطلقوا هتافات تنادي بعودة العسكر للثكنات وحل قوات الدعم السريع والعودة إلى المسار الديمقراطي المدني.

في كلمته خلال ختام المؤتمر، أكد حمدوك، أن المدنيين بذلوا كل الجهود لمنع اندلاع الصراع المسلح والتحذير منه قائلاً: “حذرنا منه ونقول بالفم المليان لسنا مسؤولين عن أي قطرة دم سودانية”.

وأكد حمدوك أن “تقدم” ترفض تسييس العمل الإنساني والعون الإنساني، وكشف عن وضع خطة عمل لمعالجة الوضع الإنساني في السودان، الذي يمر بأكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم ، وناشد المجتمع الدولي والقوى الإقليمية بدعم الهيئة الوطنية للعون الإنساني المنشأة في مارس الماضي.

وأكد أن المؤتمر توافق على وقف الحرب والمحافظة على وحدة السودان وخلق مشروع وطني تقف فيه الدولة على مسافة واحدة من كل الأديان، ومشاركة المرأة ودعم قضاياها والتوافق على تمثيل النساء بنسبة 40 بالمائة، والشباب بنسبة 40 بالمائة.

كما نوه إلى توافق المؤتمرين على تأسيس نظام للحكم يشمل مشاركة كل السودانيين يقوم على أسس فيدرالية ووفق كل ما نادت به ثورة ديسمبر، وبناء جيش قومي مهني وبرنامج عملي للعدالة الانتقالية وتبني سياسة خارجية متوازنة.

وفي السياق ذاته، أكد رئيس التنسيقية عدم استبعاد أي أحد عن المائدة المستديرة المزمعة والتي حوتها الرؤية السياسية المجازة، بمشاركة القوى التي تقول لا للحرب.

وأكمل: “لا نريد أن نفصل الآخرين، وسندعو كل السودانيين للجلوس لتفصيل أجندة وكل ما يمكن أن يتم في هذه المائدة بغرض وقف الحرب”.

وبعث حمدوك بعدة رسائل بعد انتخابه للوطنيين السودانيين الرافضين للحرب خارج تنسيقية تقدم، قائلاً إن طبيعة تكوين تحالف “تقدم” تسمح بالاختلاف في الرؤى وتتفق على العمل المشترك.

ودعا أطراف الصراع إلى وقف الحرب لأنها لن تقدم أي حل غير القتل والدمار، معتبراً أن موت أي سوداني خسارة للوطن ويجب أن تتوقف هذه الحرب.

وأكد حمدوك في رسالته الثالثة والتي بعثها للشعب السوداني في مناطق الصراع، على بحث كل السبل لإنهاء الحرب مؤكداً أنه لن يستجيب لخطابات التخوين والاستفزاز. وقال إن الحرب ستتوقف قريباً بالإرادة والعزم.

وأضاف: “أيدينا مفتوحة للتحاور والقبول بكل أشكال العمل المشترك ولسنا منحازين لأي طرف، وملتزمون بصرامة بوقف الحرب ومهما حاول البعض وصمنا بالانحياز لطرف فهذا غير صحيح”.

وقال حمدوك: “إن البعض راهن على فشل هذا المؤتمر وتحدث بعضهم عن خلافات، لكن بحمد الله والإرادة والتصميم اعتقد أننا نجحنا في هذا المؤتمر”.

وشهد المؤتمر الذي استمر لمدة أربعة أيام، مشاركة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، التي وجد وفدها استقبالاً حافلاً، وحزب المؤتمر الشعبي والحزب الاتحادي الأصل كمراقبين.

وشارك مندوبون للبعثات الدبلوماسية في الجلسة الختامية من بريطانيا وكندا وألمانيا والنرويج وفرنسا وهولندا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وكينيا وإثيوبيا الدولة المستضيفة للمؤتمر.

من جهته، قال ممثل وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عمار أمون، في كلمة بالجلسة الختامية للمؤتمر، إن التحدي الأكبر الذي يواجه القوى السياسية المدنية هو وحدة السودان لغياب المشروع الوطني لتجاوز الخلافات.

وأكد أن الحركة الشعبية تعتقد أن التئام مؤتمر “تقدم” فرصة جيدة للبحث عن المشتركات التي توحد السودانيين وتوقف القتال الدائر منذ 15 أبريل والحروب المندلعة منذ خروج المستعمر.

واعتبر أمون، أن التأسيس الصحيح للدولة السودانية لابد أن يكون دولة علمانية بطبيعتها، وغير منحازة لأي مجموعة بسبب الدين أو اللغة وتقف على مسافة واحدة من الأديان.

ووصف المؤتمر التأسيسي لـ”تقدم” بأنه حجر الأساس والنهج الصحيح في ترسيخ مبادئ الديمقراطية التي تجعلها تقف على أرضية صلبة والتي تسعى لإنجاز التحول الديمقراطي.

وأكد التزام الحركة الشعبية التام بما تم الاتفاق عليه مع تنسيقية تقدم في إعلان نيروبي الأخير، ومواجهة كل المخاطر التي تواجه السودان.

وفي سياق مواز، طالب نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي بدر الدين حامد، خلال كلمة له بالجلسة الختامية، بوقف الحرب فوراً، مؤكداً أن البلاد تعيش حرباً كارثية مدمرة.

وأدان بدر الدين الانتهاكات التي قام بها طرفا النزاع وكل الجرائم التي وقعت على المواطنين، لافتاً إلى رفض الحزب لكل القرارات الأخيرة بشأن مذكرات اعتقال القادة المدنيين وقانون جهاز الأمن الوطني الأخير.

وأعلن في الوقت نفسه، تأييد حزب المؤتمر الشعبي، لتنسيقية “تقدم” وتقديم مقترحات وملاحظات لها، وطلب منها العمل بمبدأ الشفافية والمساءلة، مؤكداً أن الحزب لا يريد زرع ألغام في طريق “تقدم”.

احباط محاولة لتخريب المؤتمر

وأوقف الأمن الإثيوبي، الخميس، شخصين سودانيين حاولا اقتحام وتخريب الجلسة الختامية للمؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”.

وكشفت مصادر متطابقة لـ”سودان تربيون”، أن عناصر من الأمن الإثيوبي الفيدرالي ألقت القبض على شخصين حاولا اقتحام المؤتمر وتخريبه، ونقلتهما لاحقاً للتحقيق بإحدى وحدات الاستجواب في أديس أبابا.

وقالت المصادر إن أحدهما حاول الدخول عنوة لكن طاقم الأمن نجح في إيقافه، فيما سعى الآخر إلى إطلاق هتافات سياسية تمجد أحد أطراف الحرب في السودان، مما أدى إلى فوضى في إحدى أركان القاعة تم احتواؤها.

وذكرت أن “الأمن الإثيوبي قام بتوقيف أشخاص آخرين تدور حولهم اتهامات بالتبعية لقوات الدعم السريع حاولوا الدخول إلى المؤتمر دون إثبات الشخصية وكانوا يخططون لشيء ما، لكن اليقظة العالية لعناصر الأمن كللت بضبطهم واستمرار الجلسة الختامية حتى النهاية بسلام – وفق المصادر”.