يوصفن بأنهن «خلايا نائمة».. اعلاميات في السودان يتلقين تهديدات بالقتل
بورتسودان 7 مايو 2024- تعرضت مجموعة من الاعلاميات السودانيات الى التهديد من جهات مختلفة وصل درجة التلويح بالقتل والتشهير بصورهن في مواقع التواصل الاجتماعي ما دفع بعضهن لمغادرة البلاد فيما فضلت اخريات البقاء ومواجهة المخاطر.
ودونت نقابة الصحفيين مجموعة بلاغات لحماية الصحفيات اللائي تعرضن لانتهاكات جسدية وتحرش أو تهديدات بالقتل في عدد من الولايات بجانب وضع تدابير تضمن سلامة العاملات منهن في مناطق النزاعات.
وتدشن النقابة في غضون ايام خطاً ساخناً لتلقي بلاغات الصحفيين من كل انحاء السودان وتقديم الدعم المناسب بجانب تسهيل رصد جميع الحالات خاصة الذين لم يستطيعوا التواصل معها.
وينسب تهديد الصحفيات في بعض الاحيان لجهات مجهولة كما تحدث لهن مضايقات من الاستخبارات العسكرية واخريات يتلقين التهديد من الدعم السريع في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم.
واضطرت الصحفية انعام احمداي التي تعمل بالجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور لتسليم معدات عملها من كاميرات واجهزة تسجيل تحت تهديد السلاح وقام عناصر من الدعم السريع باقتحام منزلها الكائن بحي الثورة وعندما رفض اقاربها تسليم الاجهزة وجهوا السلاح لرأس أحدهم وخيروها بين قتله او تسليم الكاميرات.
وصورت انعام مشاهد عنف قامت بها قوات الدعم السريع اثناء اشتباكات وقعت هناك بين الدعم السريع والمساليت بجانب تصوير مقاطع لمشاهد الجثث المتناثرة في الطرقات.
وقالت انعام لسودان تربيون: “تم تعنيفي باسوأ الالفاظ من هذه المجموعة وسرقوا المنزل وحرقوا بعضه” مؤكدة انهم شددوا عليها الحصار ما دفعها للتنكر للحصول على بعض الاحتياجات المعيشية من السوق.
واضافت انعام “تحت هذا الضغط واستمرار المعارك نزحنا الى ثلاث مناطق أخرى” ، واكتشفت الصحفية ان القوات تواصل البحث عنها فغادرت مع اسرتها الى احدى مدن شرق السودان وسط صعوبات كبيرة خلال الرحلة التي قالت انها استمرت أكثر من ثمانية ايام واجهت خلالها مضايقات كثيرة ، وأضافت ” الان اعيش بأمان ولكن لا أستطيع ممارسة عملي كصحفية”.
سبع بلاغات
وتقدمت الصحفية سمر سليمان بسبع بلاغات لدى نيابة المعلوماتية في كسلا الولاية التي تقيم فيها بصحبة اسرتها ومازالت تتلقى كل يوم رسائل التهديد بالقتل ما سبب لها ضغطاً نفسياً كبيراً كما انها ابلغت نقابة الصحفيين وعمدت الاخيرة لتقديم بلاغ ايضا لحمايتها.
وافاد مسؤول العون القانوني بنقابة الصحفيين طارق عثمان ان سكرتارية الجندر بالنقابة ترصد حاليا أوضاع الصحفيات اثناء الحرب موكدا تعرض 6 منهن للعنف الجسدي والتحرش وحالة واحدة اعتداء جنسي و2 حالة وفاة حدثت في دارفور.
واكد عثمان تدوينهم بلاغات بالنيابة لحماية اي حالة بلغت النقابة بالتنسيق مع بعض الجهات القانونية كاشفا عن بدء النقابة في تدشين خط ساخن لتسهيل مهمة التبليغ من الصحفيين حال حدث اي اعتداء خاصة في مناطق الاشتباكات.
وروت سمر لسودان تربيون تجربتها مع سلسلة التهديدات التي بدأت بعد سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة قائلة “انشط في العمل الطوعي منذ فترة وكونت ومجموعة من المتطوعين فريق عمل لخدمة النازحين وتوفير السكن لهم”.
وافادت ان الفريق لجأ لفتح مدارس ايواء بعد ان ضاقت فرص المنازل وزادت الايجارات بشكل كبير وكنا نستخدم علاقاتنا كأبناء منطقة لتقديم مساعدات للنازحين.
واضافت سمر تفاجأت بنشر صوري على صفحات منصة “اكس” مع رقم هاتفي بما يفيد بتدوين بلاغ لدى الاستخبارات العسكرية فحواه ان سمر من الخلايا النائمة وتعمل على تسكين اسر تنتمي للدعم السريع بمبالغ كبيرة.
واكدت انها ظلت بشكل راتب تستقبل رسائل من ارقام مختلفة تهددها بالقتل مع الفاظ نابية موضحة انها تعيش ضغطا نفسياً واحساسا بعدم الأمان.
واشارت سمر الى انها تصر على مواصلة العمل الطوعي وتقديم الخدمات للنازحين لكن ها في ذات الوقت تشعر بالخطر من كل جانب وتشير الى انها تلقت تهديدات من وزير سابق كان يشغل المنصب خلال فترة النظام المعزول.
وقصة مشابهة ترويها الاعلامية عزاز كمال الدين التي كانت تعمل في فريق واحد مع سمر لخدمة النازحين في منطقة كسلا التي تزايد التوافد عليها بعد وقوع الجزيرة تحت سيطرة الدعم السريع.
ورجحت عزاز في حديثها لسودان تربيون ان يكون تهديدهن ناتج عن تأسيسهن مبادرة تحت مسمى “افضح مستغل” في مواجهة جشع سماسرة العقارات مؤكدة انها كانت تشرف على مركز ايواء مدرسة التجارية وان التهديدات لم تشغلها عن عملها تجاه النازحين.
وتابعت ” لكن وثيرة التهديد استمرت بصورة مزعجة وبدلا عن تلقي اتصالات لمساعدة الناس اصبحت اتلقى مكالمات تهديد بالقتل واتهامي باني عميلة للدعم السريع ورمي بصفات قبيحة والفاظ نابية.
تقول عزاز انها لم تلتفت للتهديدات لأن الصفات تلك لا تعنيني بشي لكن اسرتها ارتعبت من التهديد المستمر والمضايقات وغادرت كسلا الى دولة خليجية فيما لازالت التهديدات تلاحقها كما تقول.
وانشغلت الوسائط الاعلامية في الفترة الفائتة بحادثة الصحفية عزة ايرا في بورتسودان شرقي السودان بعد ترويعها من مجموعة قالت انها تابعة لحركة العدل والمساواة قيادة جبريل إبراهيم.
وقالت ايرا لسودان تربيون “يبدو ان هذه المجموعات تترصدني لأنها باغتتني بدون اي سبب واعتدت على لفظيا وجسديا” مؤكدة عدم سلامة الصحفيين في ظل الاوضاع الامنية التي تعيشها الدولة وان العمل الصحفي بات خطرا على النساء.
واصدرت نقابة الصحفيين قبل ايام بيانا صحفيا رفضت فيه الانتهاكات المروعة ضد الصحفيين مطالبة بالكشف عن مرتكبي هذا الفعل وتقديمهم للعدالة فورا.
وشددت النقابة على انها لن تتوانى عن حماية عضويتها وستعمل على تقديم كافة اشكال الدعم والمناصرة والعون القانوني لهم.