أرض البرتقال لم تعد حزينة.. غسان كنفاني يعود للحياة
مع رجال ونساء تحت الشمس في غزة
ياسر عرمان
في ذلك اليوم أضئت شاشة التلفاز ورأيت كائنات كونية تطير بلا ريش وأجنحة تعبر الجدران، وسوف تتغير كثير من السرديات والمياه الراكدة وسيمتد ذلك حتى جامعة كلومبيا، وفي أيامنا هذه الثورة والمقاومة والحروب متلفزة فالدماء أشد أثراً في تشكيل حفريات التاريخ ورسم المستقبل.
لا أدري لما تذكرت على وجه التحديد غسان كنفاني ربما لجمال الشهداء والمعنى، فالشهداء لا يسقطون بالتقادم وربما لانه رسخ أدب المقاومة وأرض المقاومة أو لقوة عارضته متحدثاً طلقاً لا يُنسى باللغتين العربية والانجليزية ينتمي للإنسانية جمعا، وقد بدأ لي بوضوح ان هذه الكائنات ستعيد غسان كنفاني مرة أخرى للحياة، وكما يتردد في أيامنا هذه كثيراً أسم أبو يوسف النجار وكمال عدوان في مداوة الجراح.
بدأت المقاومة منذ عقود في شكلها الحالي غريبة في الخارج وطوبى للغرباء ثم توطنت في أرضها وطوبى للأرض وعاد رجال من مرج الزهور وتلك رحلة واحدة لا نفرق بين أحد من رسله (ويا جبل ما يهزك ريح).
عاد غسان كنفاني هذه الأيام مع أطفال ونساء ورجال تحت الشمس في غزة والخير والحق صنوان وان طال الزمان بهما، فسلام على أرض البرتقال والزيتون والمقاومة وسلام على الأطفال والنساء والرجال وسلام على روح غسان كنفاني إلى أبد الابدين.
25 أبريل 2024