وكالات الأمم المتحدة تبلغ مجلس الأمن بتردي الأوضاع الإنسانية في السودان
نيويورك 20 مارس 2024 ــ أبلغت وكالات الأمم المتحدة، الأربعاء، مجلس الأمن الدولي بتردي الاوضاع الإنسانية السودان إثر الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع لنحو عام تقريبا.
وآتي الإخطار، في أعقاب تقديم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “المذكرة البيضاء” إلى أعضاء مجلس الأمن في 15 مارس الجاري، وفقًا لقرار صادر من المجلس في 2018 يطلب فيها من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير سريع عند “حدوث خطر المجاعة الناجمة عن النزاع وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع”.
وقال مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إيديم ووسورنو، إنه “مع احتدام الصراع، فإن السودان في طريقة ليصبح أسوأ أزمة جوع في العالم، حيث يواجه أكثر ثلث سكانه انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
وتوقع أن يواجه الناس في بعض مناطق دارفور، خلال موسم الجفاف في مايو المقبل، كارثة. كما أن مستويات سوء التغذية ارتفعت بصورة مقلقة وهي تؤدي بالفعل بحياة الأطفال.
وأشار إيديم إلى تقارير عن مقابر جماعية وعمليات اغتصاب جماعي وهجمات عشوائية في مناطق مكتظة بالسكان، مشددًا على أن الأعمال العدائية أدت إلى أضرار جسيمة ونهب وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية الحيوية.
وذكر أن المزارعين اضطروا إلى ترك أراضيهم، وفروا لحماية أطفالهم وأسرهم، فضلا عن انتقال النزاع إلى ولاية الجزيرة في ديسمبر 2023 والتي تنتج ما يقارب نصف إنتاج السودان من القمح.
ويتخوف أن تؤثر المداهمات المستمرة من قوات الدعم السريع على قرى ومدن ولاية الجزيرة، على أعمال حصاد القمح الذي يكون في مارس الجاري، بعد أن أدت سيطرتها إلى تدني المساحات المزروعة.
وقال إيديم إن النزاع الذي اندلع في 15 أبريل 2023، قاد إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية بنسبة 83% مقارنة بفترة ما قبل الحرب.
وتابع: “بكل المقاييس، وبالنظر إلى الحجم الهائل للاحتياجات الإنسانية وأعداد النازحين الذين يواجهون الجوع، فإن السودان يُعد واحدًا من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة”.
قلة الموارد
وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ومدير عملياته، كارل سكاو، إن “هناك خطراً حقيقياً ومتزايد من أن يؤدي العنف في السودان إلى خلق أكبر أزمة جوع”.
وأشار إلى أن البرنامج يعمل على تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة، رغم أن العوائق الشديدة والتي من بينها عدم إمكانية الوصول ونقص الموارد.
وشدد على أن 90% من الأشخاص في المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي والذين يحتاجون لمساعدات منقذة للحياة، محاصرون في الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان ويتعذر على الوكالات الإنسانية الوصول إليهم.
وقال إن جهود الوصول إليهم تواجهها تحديات العنف المستمر وتدخل الأطراف المتحاربة، كما أن العوائق البيروقراطية تعمل على تقليص مساحة العاملين في المجال الإنساني.
ووافقت السلطات السودانية على إدخال الإغاثة عبر معابر بحرية وجوية وبرية تربط السودان بتشاد وجنوب السودان ومصر، جميعها خاضعة لسيطرة الجيش.
وشدد كارل على أن الجهود المنسقة والدبلوماسية المشتركة أمر حاسم في منع السودان من التحول إلى أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يحتاج البرنامج إلى توفير جميع الأطراف إمكانية الوصول غير المقيد عبر الحدود.
بدوره، حذر مدير منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” مارويتسيو مارتينا، من اندلاق بعض المناطق، خاصة في غرب ووسط دارفور، إلى حالة كارثية من انعدام الأمن الغذائي مع اقتراب موسم الجفاف في مايو المقبل.
وقال إن النزاع يقيد الإنتاج الزراعي ويدمر البنية التحتية الرئيسية وسبل العيش ويعرقل التدفقات التجارية ويسبب زيادات حادة في الأسعار.
ويعمل نحو 80% من القوة العاملة في السودان، في قطاع الزراعة والرعي الذي يُساهم بنسبة 32.7% من إجمالي الناتج المحلي الذي بلغ 34.3 مليار دولار في نهاية 2021 وفقًا لتقديرات البنك الدولي.