الجيش السوداني يعلن السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون وهزيمة قوات الدعم السريع
أم درمان 12 مارس 2024 – أعلن الجيش السوداني، الثلاثاء، سيطرته على مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بعد معارك ضارية ضد الدعم السريع بدأت في الساعات الأولى من الفجر.
وجاء استيلاء القوات المسلحة على المقر الرسمي للإذاعة والتلفزيون، بعد وقت وجيز من إعلان الجيش تدمير قوة عسكرية ضخمة لقوات الدعم السريع كانت تخطط للهروب من المقر الذي ظل محاصرا لعدة أيام.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم الجيش السوداني تلقاه سودان تربيون إن”قواتكم المسلحة والقوات النظامية الأخرى وأبناء بلادنا الذين يعملون جنبا إلى جنب معها تمكنوا اليوم من انتزاع مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون (ذاكرة ووجدان الأمة السودانية)، من دنس مليشيا آل دقلو الإرهابية والمرتزقة من الدول الأخرى”.
وبثت صفحات موالية للجيش السوداني مقاطع فيديو وصورا تظهر سيطرة الجيش على مقر الإذاعة والتلفزيون، وأعلن فرحات ود العمدة وهو مقاتل ضمن القوات الخاصة بسلاح المهندسين، سيطرتهم على مقر الإذاعة والتلفزيون بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
وخلال الشهرين الماضيين كثف الجيش السوداني من عملياته العسكرية في منطقة أم درمان العسكرية ما مكنه من تحقيق انتصارات كبيرة على قوات الدعم السريع بإخراجها من أغلب أحياء أم درمان القديمة.
وأطبقت القوات المسلحة حصارها على قوات الدعم السريع التي تسيطر على مقر الإذاعة والتلفزيون منذ اليوم الأول للحرب في 15 أبريل 2024، وذلك بوصول جنودها لمدخل جسر شمبات المدمر من إتجاه أم درمان، علاوة على تمركزها الكثيف في منطقة حوش الخليفة وغيرها من المواقع القريبة من مقر الإذاعة والتلفزيون.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم القوات المسلحة في وقت سابق من اليوم “احبطت قواتنا بمنطقة أم درمان في الساعات الأولى من صباح اليوم محاولة يائسة من قبل مليشيا آل دقلو الإرهابية للهروب من الطوق الذي تفرضه عليها قواتنا بمحيط الملازمين والإذاعة”.
وأشار إلى أنه تم تدمير معظم القوة الهاربة وتدمير واستلام عدد كبير من الآليات، وكشف عن تدمير مجموعة أخرى حاولت إسناد قوة المليشيا الهاربة من إتجاه الغرب – طبقا للبيان.
ونوه إلى أن الجيش يتعامل مع مجموعات صغيرة من ما أسماه بقوات العدو تحاول الهروب من خلال أزقة أم درمان.
وأقر المستشار بقوات الدعم السريع عمران عبد الله بخسارة مبنى الإذاعة.
وأكد عمران على حسابه في منصة اكس أن قوات الدعم السريع خسرت الاذاعة ولم تخسر المعركة برمتها بسبب ما اسماه خرق الجيش لهدنة رمضان التي أقرها مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي.
وبثت منصات الجيش الرسمية، صورا ومقاطع فيديو أظهرت تدمير أعداد كبيرة من السيارات العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع، كما ظهر بعض المقاتلين التابعين للدعم السريع وهم يهربون من القذائف المدفعية والقنابل التي تطلقها الطائرات المسيرة.
كما استولى جنود الجيش على سيارات عسكرية وأجهزة تشويش المسيرات علاوة على مضادات طائرات كان يستخدمها جنود قوات الدعم السريع المتحصنين في الإذاعة والتلفزيون.
ونقلت مصادر عسكرية تحدثت لـ”سودان تربيون” أن الجيش السوداني دمر واستولى على أكثر من 120 مركبة قتالية بجانب كميات كبيرة من السلاح والذخيرة وأنظمة تشويش المسيرات.
وأوضحت أن معركة الثاني من رمضان بدأت عندما حشدت قوات الدعم السريع فجر الثلاثاء، نحو 40 مركبة عسكرية وسريتين مشاه خرجت من مقر الإذاعة ووصلت إلى حوش الخليفة تعاملت معها الطائرات المسيرة ما أدى الى تدمير أغلب القوة.
وتحدثت المصادر بأن الجيش تمكن من التعامل مع فزع لقوات الدعم السريع تحرك من حي تعويضات بيت المال غرب أم درمان وقام بتدميره كليا، علاوة على تدمير إمداد كانت قوات الدعم السريع إرساله عن طريق نهر النيل.
وظلت الإذاعة والتلفزيون منذ اليوم الأول، مسرحا لعمليات عسكرية موسعة بين طرفي النزاع المسلح في السودان، حيث اتخذتها قوات الدعم السريع كثكنة عسكرية ومقر إحتجاز الأسرى المدنيين والعسكريين، بينما كان الجيش يستهدف الموقع بإستمرار عن طريق المدفعية الثقيلة والطيران الحربي.
وبرغم المناشدات التي أطلقتها نقابة الصحفيين السودانيين وأجسام مهنية أخرى بعدم جعل مقر الإذاعة والتلفزيون كأهداف عسكرية إلا أن الطرفين تجاهلا كل المناشدات ورفضا إيقاف القتال حول وداخل المقر المدني.