برنامج الغذاء العالمي يحذر من تحول السودان الى أكبر أزمة جوع في العالم
جوبا 6 مارس 2024- أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تحذيرات جديدة من تحول الوضع في السودان الى أكبر أزمة جوع في العالم.
وقالت سيندي ماكين المديرة التنفيذية للبرنامج ان الحرب في السودان حطمت حياة الملايين وخلقت أكبر أزمة نزوح في العالم.
وأنهت المسؤولة الأربعاء زيارة إلى جنوب السودان حيث التقت بالأسر الهاربة من العنف والجوع المتصاعد في السودان، وحذرت من “خطر تحول هذه الكارثة لأكبر أزمة جوع في العالم ما لم يتوقف القتال”.
ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الحادي عشر مخلفة أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد بعد فرار ما لايقل عن 7 ملايين سوداني مابين نازح داخليا ولاجئ الى دول الجوار.
وقالت ماكين بحسب بيان لبرنامج الأغذية العالمي ان دارفور شهدت قبل 20 عاما أكبر أزمة جوع في العالم، واحتشد العالم للاستجابة لها، لكن شعب السودان أصبح اليوم في طي النسيان وباتت حياة الملايين والسلام والاستقرار في المنطقة بأكملها على المحك.
وبحسب البيان فان أكثر من 25 مليون شخص في جميع أنحاء السودان وجنوب السودان وتشاد محاصرون في دوامة من تدهور الأمن الغذائي، فيما لا يتمكن برنامج الأغذية العالمي من إيصال المساعدات الكافية للمجتمعات المحتاجة والمحاصرة بالقتال بسبب العنف وتدخل الأطراف المتحاربة.
وأضاف البيان “90% من الأشخاص الذين يواجهون مستويات طارئة من الجوع في السودان عالقون في مناطق لا يستطيع برنامج الأغذية العالمي الوصول إليها”.
وتعطلت المساعدات الإنسانية بشكل أكبر بعد الغاء السلطات التصاريح اللازمة لقوافل الشاحنات عبر الحدود، مما أجبر برنامج الأغذية العالمي على وقف عملياته من تشاد إلى دارفور.
والاسبوع الماضي اعترض وزير الخارجية السوداني على طلب البرنامج الاممي بايصال المساعدات عبر تشاد من غرب دارفور، غير أن الخارجية أعلنت الاربعاء موافقتها على فتح معابر جديدة برا وجوا لاستقبال المساعدات.
وتلقى أكثر من مليون شخص في غرب ووسط دارفور مساعدات برنامج الأغذية عبر هذا المسار الحيوي منذ أغسطس، وكان البرنامج بصدد توسيع نطاق دعمه لهذا العدد كل شهر مع استمرار ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية في دارفور.
وفي الوقت نفسه، يفر المزيد من الأشخاص إلى جنوب السودان وتشاد، ووصلت الاستجابة الإنسانية إلى نقطة الانهيار بحسب البيان.
وسافرت المديرة التنفيذية ماكين إلى الرنك في شرق جنوب السودان حيث عبر ما يقرب من 600،000 شخص من السودان خلال الأشهر العشرة الماضية.
كما زارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي مخيمات العبور المزدحمة حيث تصل الأسر جائعة وتواجه المزيد من الجوع.
ويشكل النازحون الوافدون حديثاً إلى جنوب السودان 35 % من أولئك الذين يواجهون مستويات كارثية من الجوع -وهو اقصى مستوى ممكن- على الرغم من أنهم يمثلون أقل من 3 بالمائة من السكان.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني من سوء التغذية واحد من كل خمسة أطفال في مراكز العبور عند المعبر الحدودي الرئيسي. وفي ظل الموارد الحالية، يكافح البرنامج لمواكبة المستوى الكبير من الاحتياجات.
وقالت المديرة التنفيذية: ” التقيت بأمهات وأطفال فروا للنجاة بحياتهم ليس مرة واحدة، بل عدة مرات، والآن يطوقهم الجوع “.
وأضافت: “إن عواقب التقاعس عن العمل تتجاوز بكثير عدم قدرة الأم على إطعام طفلها، وسوف تشكل المنطقة لسنوات قادمة. واليوم أوجه نداءً عاجلاً لوقف القتال، والسماح لجميع الوكالات الإنسانية بالقيام بعملها المنقذ للحياة”.