الجنيه السوداني يواصل تدنيه أمام سلة العملات الأجنبية
بورتسودان 20 فبراير 2024 ــ سجل الجنيه السوداني انخفاضًا جديدًا امام العملات الاجنبية، فيما يرتفع طلب المواطنين على شراء الدولار مع تزايد موجات الهجرة من البلاد جراء استمرار الحرب والتردي الاقتصادي.
ولم ينشر جهاز الإحصاء المركزي أي بيانات عن التضخم منذ فبراير 2023 وكان آنذاك يسجل 63%، لكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة توقع أن يظل مرتفعًا بنسبة أكثر من 300%.
وقال متعاملون في الأسواق الموازية، لـ “سودان تربيون”، الثلاثاء؛ إنهم “يتداولون الدولار الواحد عند 1300 جنيهًا، بينما يتبادلون الريال السعودي بحوالي 330 جنيهًا”.
وأرجعوا الانخفاض إلى تزايد الطلب على العملات الأجنبية خاصة الدولار والريال، من الراغبين في الهجرة إلى خارج البلاد.
وجرى تداول الدولار في معظم البنوك في حدود 1.050 جنيهًا، بينما تراوحت أسعار الريال في بنك الخرطوم عند 282 جنيهًا وفي بنك أم درمان الوطني 308 جنيهًا.
وانخفضت قيمة العملة المحلية لأكثر من النصف، بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، حيث كان الدولار الواحد يُعادل آنذاك نحو 560 جنيهًا.
وأرجع المحلل الاقتصادي هيثم فتحي، انخفاض سعر صرف الجنيه السوداني إلى عدد من الأسباب في مقدمتها تدني الصادرات وارتفاع الواردات سواء من الشركات أو الأشخاص.
وقال فتحي، لـ “سودان تربيون”، إن انخفاض الجنيه شجع التحول في اتجاه التعامل بالدولار حيث دفع فقدان الثقة المستمر في العملة المحلية أصحاب رؤوس الأموال للبحث عن الدولار.
وأشار إلى أن تزايد معدل شراء السودانيين للدولار سواء الراغبين في السفر أو الراغبين في الحفاظ على قيمة مدخراتهم، يُعد من أسباب انخفاض قيمة العملة.
وتحدث فتحي عن عوامل أخرى تساهم في تدهور قيمة الجنيه من قبيل الانكماش الاقتصادي المستمر والمضاربة المالية، إضافة لتفاقم الأوضاع الاقتصادية في مصر كدولة يعتمد عليها السودان في توفير كثير من السلع والخدمات.
وشدد على أن ضعف العملة يزيد من التأثير السيء للتضخم، مما يؤثر بشدة على الفئات الأقل دخلًا الذين ينفقون المزيد من الأموال على الأمور الأساسية مثل الطعام.
وتابع: ” الاضطراب والانخفاض المستمر في قيمة الجنيه يعكس الدمار الهائل العام والبنيوي الذي ضرب أسس الاقتصاد الذي تحطمت قطاعاته الإنتاجية، وتقلصت بشدة مصادر إيراداته. كما حالت الحرب والعقوبات الدولية الغير معلنة على البلاد دون أي استثمارات أجنبية مباشرة او غير مباشرة وواسعة ومتعددة ولايات السودان”.
ويقول البنك الدولي إن اقتصاد السودان في 2023 انكمش بنسبة 12%، بينما توقع صندوق النقد الدولي ارتفاع الانكماش هذا العام ليصل إلى 18.3%؛ وذلك جراء تطاول أمد الحرب.