شكاوى من انحدار الوضع الانساني في بابنوسة إثر تواصل المواجهات
بابنوسة 26 يناير 2024 – تأزمت الأوضاع الأمنية والإنسانية بمدينة بابنوسة في غرب كردفان جراء استمرار المواجهات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الخامس على التوالي مخلفة أعداد كبيرة من القتلى كما نزح غالب سكان المدينة.
وفي 12 يناير الجاري، أطلقت قوات الدعم السريع عملية عسكرية واسعة استهدفت مدينة بابنوسة في محاولة للسيطرة على قيادة الفرقة 22 مشاة، حيث قادت معارك ضارية مع الجيش الذي صد الهجمات المتوالية.
وقال الصحفي محمد حمدان البشيري لـ “سودان تربيون” إن “القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين مازال مستمراً لليوم الخامس وأوقع ضحايا في صفوف المدنيين العالقين بمناطق الاشتباكات”.
وأشار الى أن الجيش مازال يحتفظ بقيادة الفرقة 22 مشاة، رغم فرض قوات الدعم السريع حصارا على المقر.
ونشرت منصات موالية للقوات المسلحة، صورا ومقاطع فيديو تشير إلى تمكن الجيش من استعادة مقر اللواء 89 التابع للفرقة 22 بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة عليه لعدة ايام.
إلى ذلك قال فارون من المواجهات العسكرية وصلوا إلى مدن الفولة والمجلد التي تبعد نحو 33 كلم عن بابنوسة إن الطيران مازال يسقط براميلاً متفجرة على مواقع قوات الدعم السريع داخل أحياء بابنوسة بجانب مناطق قرب المجلد مخلفا اعدادا كبيرة من الضحايا ودمار هائل طال المنازل.
وأفاد حريكة الصافي وهو مواطن فر إلى المجلد “سودان تربيون” أن الاحصائية الأولية لضحايا الاشتباكات بين الطرفين تجاوزت الخمسين قتيل وعشرات المفقودين بينهم نساء وأطفال وكبار سن، ونوه الى أن أغلب سكان المدينة فروا الى المجلد والفولة علاوة على قرى “أم جاك، شعاع، القنطور، التبون” وغيرها، وهم في وضع إنساني سيء وفي حاجة إلى مساعدات عاجلة.
وأوضح أن قوات الدعم السريع، ارتكبت انتهاكات عديدة شملت سرقة أموال وهواتف الراغبين في الخروج من مواقع الاشتباكات، بالإضافة إلى سرقتها للمنازل في الأحياء التي انتشرت فيها.
وتتعاظم المخاوف، من تدمير هائل يطال مدينة بابنوسة ذات الموقع الاستراتيجي الرابط بين ولايات كردفان ودارفور جراء استمرار الاشتباكات داخل الأحياء السكنية والمواقع الخدمية.
استهداف الضعين
الى ذلك قصف الطيران الحربي، في وقت متأخر من ليل الخميس مواقع عديدة بمدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور.
ونقل شهود عيان لـ “سودان تربيون” إن مقاتلات حربية تابعة للقوات المسلحة أسقطت عدد من البراميل المتفجرة ما أدى إلى وقوع أضرار بالغة طالت أمانة الحكومة وقيادة الفرقة 20 مشاة علاوة على منظمة الشهيد واحد المساجد الرئيسية بالإضافة الى مواقع في حي المطار والقبة.
وتحدثت مصادر عن أن الامكان المستهدفة تضم مستودعات وقود وأسلحة كانت في طريقها لامداد القوات الموجودة في بابنوسة.
وتعد هذه هي المرة الأولى، التي يستهدف فيها الطيران الحربي مدينة الضعين العاصمة التاريخية لقبيلة الرزيقات التي ينتمي إليها أغلب قادة وجنود قوات الدعم السريع منذ أن سيطرت الأخيرة على المدينة في نوفمبر الماضي.
وخلال الثلاث أسابيع الماضية، كثف الطيران الحربي عملياته العسكرية في إقليم دارفور حيث ظل يقصف باستمرار مواقع في ولايات جنوب وغرب وشمال دارفور.
ووجدت خطوة استهداف المدن الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع في إقليم دارفور انتقادات من قوى سياسية وجماعات حقوقية بسبب الأضرار التي تلحق بالمدنيين.
وبالمقابل يبرر الجيش عملياتها الجوية في المنطقة بأنه يستهدف إمداد لقوات الدعم السريع اوصلتها دولة الإمارات العربية التي يتهمها الجيش بتوفير الإسناد العسكري لقوات الدعم السريع.