Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

هل تخلى المجتمع الدولى عن واجبه.؟

شمائل النور

شمائل النور


ليس هناك أي نوع من المبالغة أو التهويل حينما نصف الحرب في السودان بأنها لا مثيل لها ولا تشبه إلا نفسها، ليس فقط لكونها رمت بكل ثقلها على المدنيين الذين أحاطت بهم نيران المعارك من جهة والانتهاكات غير المسبوقة من جهة أخرى مما قاد لفظائع وشتات لم يحدث في تاريخ الشعوب، إنما أيضاً هي لا مثيل لها من حيث تعاطي المجتمع الدولي معها، ذلك التعاطي الباهت غير المسؤول.

وتعاطي المجتمع الدولي الذي نعنيه ليس مجرد بيانات الإدانة وإبداء القلق وحث الطرفين…الخ من التصريحات والبيانات الفقيرة التي لا تتجاوز حدود شاشات القنوات الفضائية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتنتهي بانتهاء بروز أحداث أخرى.

المجتمع الدولي مطالب بعمل حقيقي على الأرض تجاه السودانيين وهو من صميم واجباته وليس منة ولا هبة، المؤسسات الدولية والتي نحن أعضاء فيها لديها واجبات تجاه الشعوب ينبغي أن تلتزم بها.

والحد الأدنى من هذه الواجبات هو توفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية من علاج وطعام ومكان آمن، والآن جميع هذه الاحتياجات تملص عنها المجتمع الدولي، ويتم سدها حالياً بالجهد الشعبي الذي يترنح الآن بسبب فقدان السودانيين لمصادر دخلهم مع استطالة شهور الحرب وتراكم المسؤوليات لدى المغتربين الذين ضاقت بهم أيضاً.

حتى الآن المجتمع الدولي عاجز عن لعب دور فاعل وحقيقي لتحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار، وهذا ليس فقط من باب الحفاظ على استقرار السودان فحسب، بل تحاشيا لانفراط السلم والأمن الإقليميين ثم الدوليين وهو أوجب واجبات المجتمع الدولي المعروفة بالضرورة.
ولطالما عجز عن أوجب واجباته لأسباب عديدة قد تتعلق بالأطراف السودانية نفسها، فهذا لا يعني أنه يقف مكتوف الأيدي أمام جحيم السودانيين الذين تقطعت بهم السبل وطالت مأساتهم.

كيف ينظر المجتمع الدولي لمشهد السودانيين وهم يجولون البلاد بحثاً عن متر مربع آمن وما هو بآمن، كيف ينظر لهذه الآلاف التي تفترش الأرض ومواقف البصات السفرية تنتظر طوق نجاة مؤقت، وكيف يرى المئات الذين نجوا من الرصاص لكنهم ماتوا بسبب انقطاع العلاج أو الخدمة الطبية، وكيف يرى دول الإقليم وهي تفرض صعوبات مضاعفة أمام محاولات السودانيين النجاة من أرضهم.
أم لا ينظر؟