استمرار المواجهات العسكرية في ولاية الجزيرة وتزايد فرار المدنيين
ود مدني 16 ديسمبر 2023 – تواصلت لليوم الثاني على التوالي الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، فيما تزايدت معدلات الفارين من المدينة إثر تكاثف القصف المدفعي والجوي.
وبدأت قوات الدعم السريع الجمعة، عملية عسكرية استهدفت عاصمة ولاية الجزيرة بعد أن توغلت قواتها في شرق ود مدني، حيث دارت اشتباكات عنيفة بينها والجيش السوداني بمناطق “العليلة وابو حراز، وحنتوب” قبل أن يتدخل الطيران الحربي ويقصف تجمعات قوات الدعم السريع في هذه المناطق.
ونقل شهود عيان لـ “سودان تربيون” أن “المعارك بين القوتين وصلت إلى محيط جسر حنتوب الذي يربط شرق مدني بغربها ” وتحدثوا عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات الدعم السريع من مواقعها في العيلفون وشرق النيل بولاية الخرطوم، كما وصلت الجيش تعزيزات عسكرية من الفرقة 17 بسنجة.
وأكد الشهود أن مدينة ود مدني بدأت تتأثر بالمعارك حيث تساقطت القذائف داخل أحياء عديدة في المدينة، كما ترددت أنباء عن سيطرة قوات الدعم السريع على مباني الشرطة.
ونفذ الطيران الحربي التابع للجيش صباح السبت طلعات جوية مكثفة استهدف تجمعات الدعم السريع في كل من أبو حراز وحي الإنقاذ علاوة على معسكر لقوات الاحتياطي المركزي التابع للشرطة السودانية شرقي مدني.
وبث ناشطون صورا ومقاطع فيديو تظهر تصاعداً لأعمدة الدخان جراء استهداف الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة التابعة للجيش لمواقع انتشرت فيها قوات الدعم السريع.
وأدى تواصل المواجهات ووصولها لتخوم جسر حنتوب، إلى استمرار موجة النزوح العالية لمعظم سكان مدني، حيث أظهرت صور بثها ناشطون تدافع لأعداد كبيرة من السكان نحو محطات النقل في السوق الشعبي مدني، فيما شوهد آخرين راجلين وهم يحملون امتعتهم.
وفي الاثناء أغلق الجيش السوداني، جسر مدينة رفاعة شرقي ولاية الجزيرة تحسبا لاستغلاله من قوات الدعم السريع في العبور نحو مدني عن طريق الاتجاه الغربي.
وكان والي الجزيرة المكلف الطاهر إبراهيم أصدر أمر طوارئ بفرض حظر التجوال في عموم الولاية بدءاً من السادسة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، كما أنه حظر كافة التجمعات مع إغلاق للأسواق في الفترة المسائية.
وتستضيف مدني ما يزيد عن 1.5 مليون من سكان ولاية الخرطوم الذين نزحوا إليها منذ بدايات المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي حيث يقيم بعضهم في المدارس التي أصبحت مراكز إيواء مؤقت.
الخارجية تندد
إلى ذلك نددت وزارة الخارجية السودانية في بيان السبت، بالعملية العسكرية التي تنفذها قوات الدعم السريع على قرى بشرق ولاية الجزيرة، لافتة الى أن تلك المناطق تخلو من اي مظاهر عسكرية.
واتهمت قوات الدعم السريع بترويع السكان وتشريدهم علاوة على تهديد الأنشطة الإنسانية والعاملين فيها.
ونوه إلى أن مدني عاصمة ولاية الجزيرة تأوي أعداد كبيرة من النازحين الفارين من الحرب في الخرطوم، وأن الهجوم عليها يعد جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني يحاكم مرتكبيها أمام المحاكم الدولي.
ورأى بأن استهداف الجزيرة يجئ امتدادا لممارسات المليشيات في الخرطوم واقليمي دارفور وكردفان، متهما إياها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي وعنف جنسي.
ورحبت الخارجية بإدانة المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية بالأمم المتحدة لهجوم المليشيا على ضواحي ود مدني، وتأكيدها أن مرتكبي الأعمال الإرهابية سيخضعون للحساب، كما رحبت بموقف السيناتور الأميركي كريس كون عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
وجدد بيان الخارجية مطالبتها للمجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع جماعة إرهابية وتجريم تقديم أي شكل من المساعدة أو الدعم لها من أي جهة واعتبارها شريكة للمليشيا في المسؤولية عن الأعمال الإرهابية.
ونادى مجلس الأمن الدولي للقيام بدوره في التصدي لإرهاب قوات الدعم السريع، في ظل ما أسماها شبهة عدم الاتساق الأخلاقي للمجلس في هذا الخصوص الناتجة من أن أحد اعضائه غير الدائمين شريك في العدوان على السودان- في إشارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.