كي لا تنفجر دارفور مرة أخرى.!
شمائل النور
انتهت الجولة الأولى من مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع دون التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث تأسفت الوساطة في بيانها لذلك بينما تم إنجاز اتفاق إنساني والتزام بإجراءات بناء الثقة بين الطرفين تمهيداً لاتفاق وقف إطلاق النار.
كان من المتوقع أن يتعثر اتفاق وقف إطلاق النار. مؤشراته اتضحت منذ بيان الجيش الذي قال فيه إن القبول بالتفاوض لا يعني وقف العمليات ثم أكمل الدعم السريع الحلقة بياناً بالعمل، ذلك بالتصعيد العسكري العنيف في دارفور؛ نيالا، زالنجي والجنينة ذلك بالتزامن مع استئناف التفاوض.
هناك تساؤل موضوعي في أذهان الجميع، وهو كيف سيصمد اتفاق إنساني دون وقف لإطلاق النار، وعلى كل فإن اتفاق وقف إطلاق النار ينبغي أن تُكثف وتُضاعف لأجله الجهود الوطنية قبل تحديد موعد للجولة الثانية من قبل الوساطة، لا بد من ضغط حقيقي من السودانيين على الطرفين بأعجل ما تيسر، فالتصعيد العنيف في دارفور لا ينبئ بنهاية قريبة لهذه الحرب، بل انتقالها لمربع جديد.
حينما حذر الأمريكان من الاقتتال في الفاشر، ليس فقط تزيّداً غربيا اعتدنا عليه لإبداء القلق من توسع الصراع المسلح، ليس مجرد تحذير روتيني، إنما لأن الفاشر وضعها يختلف، حيث تتمركز قوات الحركات المسلحة في المدينة وما حولها، بعضها تحت مظلة القوات المشتركة، وبعضها خارج هذه المظلة.
قوات الحركات هناك تقدر بخمسة آلاف مقاتل، وهذه الحركات ظلت حريصة على أن لا تنجر إلى أرض المعركة، وهي الآن في موقف عصيب، بل البلاد كلها وإقليم دارفور خاصة في هذا الموقف العصيب، وكل المؤشرات تقول إن الفاشر قاب قوسين من المعارك بين الجيش والدعم السريع حيث التحشيد في أوجِه.
بعض الحركات تتعرض لضغوط رهيبة للخروج من دائرة الحياد والانحياز علناً وعتاداً مع طرف ضد الآخر، ولا أظن أن الحركات تقبل بالخروج من الفاشر لتمنحها هدية للدعم السريع للسيطرة عليها، وبالمقابل لن يكون بإمكانها اتخاذ موقف منحاز للجيش.
الفاشر لا تزال تحتاج ضغطاً شديداً لإيقاف الاقتتال فيها، وربما الدور الأهلي يتمكن من تحقيق اختراق أكبر من أي دور آخر.