Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

قلق أميركي وأممي من تعرض الفاشر لخطر محدق جراء هجمات الدعم السريع

مواطنو الفاشر يحزمون أغراضهم فرارا من العنف ــ صورة لـ "سودان تربيون".

الخرطوم 2 نوفمبر 2023 ــ أبدت الولايات المتحدة وبعثة الأمم المتحدة في السودان، الخميس، قلقًا من هجمات الدعم السريع على عاصمة ولاية شمال دارفور وتعريضها لمخاطر بالغة.

وتكثف قوات الدعم السريع هجومها بالمسيرات على قاعدة الجيش في الفاشر، بعد أن وصلتها تعزيزات عسكرية ضخمة من مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، وسط مخاوف من أن يُذكي هذا النزاع التوترات الأهلية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن بلاده “تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن هجوم وشيك واسع النطاق على الفاشر من قوات الدعم السريع”.

وأشار إلى أن هذا الهجوم يعرض المدنيين، بما في ذلك النازحين، إلى خطر شديد، حيث تفيد تقارير موثوقة بأن الجيش والدعم السريع فشلا في اتخاذ تدابير لمنع سقوط ضحايا مدنيين في الأحياء السكنية بالفاشر.

وتقول الأمم المتحدة إن النزاع بين الجيش والدعم السريع أودى بحياة 10 أشخاص واصاب 42 آخرين، فيما تشير تقارير حقوقية إلى حركة نزوح واسعة من المدينة خوفًا من العنف، خاصة وإن طرفي النزاع لم يلتزما بقواعد الاشتباك.

ودعا بلينكن الأطراف المتحاربة إلى وقف الهجمات على الفاشر والمناطق المحيطة بها فورًا، للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين.

ويأتي تجدد النزاع الضاري في الفاشر، عقب نجاح الدعم السريع في السيطرة على قاعدة الجيش في نيالا يوم الأحد وعلى مقر القوات المسلحة في مدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور يوم الثلاثاء.

وأدان وزير الخارجية الأميركي الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها، خلال الهجمات الأخيرة على نيالا وزالنجي والمناطق الأخرى، بما في ذلك مقتل المدنيين والاعتقالات التعسفية واحتجاز الطواقم الطبية ونهب المرافق الصحية.

ودعا الجيش والدعم السريع إلى الاستفادة من محادثات جدة، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق والاتفاق على وقف إطلاق النار، حيث لا يوجد عسكري مقبول لهذا الصراع.

واستأنف الوساطة المكونة من أميركا والسعودية والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، الأحد، المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في مدينة جدة، حيث تبحث هذه الجولة توصيل الإغاثة ووقف إطلاق النار وتدابير بناء الثقة وإمكانية وقف العدائيات.

بدورها، أعربت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للسودان والموظفة المسؤولة عن يونيتامس والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية، بشأن حماية المدنيين في دارفور، كليمنتاين نكويتا سلامي، في بيان تلقته “سودان تربيون”، عن بالغ قلقها إزاء التصعيد العسكري في دارفور وتأثيره على المدنيين.

وأضافت: ” أشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن المدنيين عالقون في شرك القتال الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في دارفور، في سياق التوترات القبلية المتصاعدة، مما يذكّر بالأحداث التي وقعت في الجنينة في دارفور خلال يونيو الماضي”.

وذكرت أنه عقب استئناف الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ يوم الخميس الماضي في نيالا (جنوب دارفور)، وزالنجي (وسط دارفور)، والفاشر (شمال دارفور)، والجنينة (غرب دارفور)، تأثر المدنيون بشدة، حيث شُرّد آلاف الأشخاص، وسقط كثيرون بين قتيل وجريح، ودُمرت ممتلكات المدنيين.

وكررت كليمنتاين، دعوتها إلى جميع أطراف النزاع في السودان للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين أثناء الأعمال العدائية.

وأردفت: “الخسائر التي يلحقها هذا الصراع بالمدنيين لا يمكن تصورها. يجب أن يتوقف القتال”.