حتى لا نؤجل الحرب.!
شمائل النور
لم يتسرب من مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع إلا الخطوط العريضة، هذا التكتم والسياج المُحكم يبدو أنه برغبة الوساطة السعودية الأمريكية التي تعمل بشكل متواصل لدفع الطرفين لتوقيع اتفاق.
ما تسرب من معلومات حتى الآن يؤكد أن المفاوضات ماضية وأنها تغلبت على بعض العثرات -حتى الآن- وهذا هو المطلوب.
لكن ”هذا المطلوب“ ينبغي أن يكون بإرادة ورغبة الطرفين (الجيش والدعم السريع) إرادة ورغبة حقيقيتيْن، لا أن يكون نتيجة الضغط الرهيب من قبل الوساطة السعودية الأمريكية.
رغم التفاؤل الذي بدأ يتسرب إلى الناس؛ مترقبين نتائج جدة إلا أن الخشية أن يكون هذا الاتفاق دون إرادة ورغبة الطرفين، بل مجرد رضوخ للضغوط.
صحيح أنه وفي نهاية الأمر قد تنتهي مفاوضات جدة إلى اتفاق وقف إطلاق نار، لكنه إذا لم يستند على أرض صلبة؛ أرض الإرادة والعزيمة الذاتية، فإن جُل ما يفعله هذا الاتفاق أنه يؤجل الحرب، خاصة وأن الدعم السريع بدأ مرحلة جديدة من التصعيد العسكري.
من المهم جداً توفر الإرادة والرغبة، وهذه قطعاً لن توفرها الوساطة السعودية الأمريكية ولا الأفريقية، هذه الإرادة المطلوبة ينبغي أن يتحلى بها السودانيون وحدهم، أن ينظر الطرفان إلى حجم هذا الخراب الذي لم يوصل أي طرف إلى أي نتيجة مرضية.
أنظروا لحال الناس الذين فرضت الفاقة سلطانها عليهم فباتوا يمدون أياديهم من وراء ستار في مواقع التواصل الاجتماعي؛ طلباً لسد الرمق، وما كان يفعلها السودانيون، أنظروا لحالهم ولو مرة واحدة.
حسناً؛ أجردوا خسائركم في نصف عام ويزيد وانظروا إلى المكاسب، هل تستحق هذا الثمن؟