الدعم السريع تعلن السيطرة على قيادة الجيش في نيالا بعد معارك قادها عبد الرحيم دقلو
نيالا 26 أكتوبر 2023 ــ أعلنت قوات الدعم السريع، الخميس، سيطرتها على قيادة الفرقة 16 مشاة في نيالا بولاية جنوب دارفور بعد معارك ضارية قادتها ضد الجيش السوداني.
ومنذ نحو ثلاثة أيام إزدادات المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدينة نيالا عقب هجمات مكثفة شنتها الأخيرة للسيطرة على الموقع المهم.
ومنذ بدايات أكتوبر الجاري رمت قوات الدعم السريع بكل ثقلها في نيالا حيث استنفرت ألاف المقاتلين القبليين من ولايات وسط وغرب وشرق دارفور من أجل مساندتها في إسقاط قيادة الجيش في جنوب دارفور.
وتأتي أحداث نيالا اليوم بالتزامن من استئناف مفاوضات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم قوات الدعم السريع تلقاه سودان تربيون إن “أشاوس قوات الدعم السريع كسرت اليوم شوكة مليشيا البرهان وفلول المؤتمر الوطني الإرهابي بالسيطرة التامة على الفرقة 16 مشاة نيالا بولاية جنوب دارفور”.
وأوضح المتحدث أن قواتهم كبدت الجيش خسائر كبيرة في الأرواح تجاوزت 2000 قتيل، وتدمير آليات عسكرية ضخمة، والاستيلاء على كل العتاد العسكري.
وأشار إلى أن الاستيلاء على فرقة الجيش بنيالا يعني سيطرة الدعم السريع على الولاية الثانية في الترتيب بعد الخرطوم، إضافة إلى سيطرتهم على الولايات الأخرى في كردفان ودارفور ومساحات كبيرة من ولايات الجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل – طبقا للبيان.
وتعد قيادة الفرقة 16 مشاه بمثابة رئاسة قيادة المنطقة الغربية للجيش السوداني في إقليم دارفور، حيث يوجد بها عدد من الكتائب منها المدفعية والمهندسين وسلاح المدرعات، وتأخذ ولاية جنوب دارفور أهميتها لموقعها الاستراتيجي ومجاورتها لدولتي جنوب السودان وأفريقيا الوسطى.
ورأى البيان أن انتصار اليوم يمثل حدا فاصلا بين دولة الظلم والاستبداد والمحسوبية، وبين الدولة السودانية الجديدة التي يشارك جميع السودانيين في بنائها بما يتوافق مع تطلعاتهم المشروعة في الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية وفقا للبيان.
ونوه إلى أن “مدينة نيالا شهدت خلال الفترة الماضية من الحرب عمليات تدمير ممنهجة من خلال القصف الجوي والمدفعي الذي استهدف به الجيش الأحياء السكنية والمنشأت العامة مما تسبب في مقتل المئات وتشريد ألاف السكان”.
وبثت منصات قوات الدعم السريع عدد من مقاطع الفيديو يظهر فيها قائد ثاني القوات عبد الرحيم دقلو وعدد كبير من جنودها وهم يتجولون في مواقع داخل الفرقة 16 مشاة.
ولم يتسنى لسودان تربيون الحصول على تعليق من الجيش بشأن سقوط قيادة الفرقة 16.
إلى ذلك قال قائد ميداني تحدث لسودان تربيون إن قائد ثاني القوات عبد الرحيم دقلو ابتدر أوائل الشهر الجاري مفاوضات وصفها بالشاقة مع عدد كبير من الضباط والجنود من أجل ترك القتال في صفوف الجيش بولاية جنوب دارفور وأضاف “أن جهوده تكللت في إقناع عدد كبير من العسكريين للانضمام لقواته آخرهم دفعة انحازت أمس الأربعاء لقوات الدعم السريع”.
وكشف عن توسط عبد الرحيم دقلو لقيادات أهلية بينهم عمد يتبعون لقبيلة المسيرية بغرض التواصل مع قائد الفرقة 16 مشاة اللواء حسين محمد جودات لاقناعه بتسليم القيادة ، دون جدوى.
وتابع “ما حدث اليوم نتيجة طبيعية لتعنت قائد الجيش في نيالا ورفضه لخيار التسليم”.
تحذير من النموذج الليبي
بدورها حذرت هيئة محامي دارفور، وهي مجموعة حقوقية معنية برصد الانتهاكات من تكرار النموذج الليبي عقب سقوط قيادة الفرقة 16بولاية جنوب دارفور.
وقال بيان أصدرته الهيئة الحقوقية إنه حسب شهود عيان فإن حامية نيالا في قبضة الدعم السريع وقائد ثاني القوات عبد الرحيم دقلو موجود بالمدينة.
وأشار إلى أن الهيئة ظلت تحذر كل الأطراف من مآلات الأوضاع ونتائجها المدمرة وتكرار نموذج ليبيا وحفتر بالبلاد ولكن الجهات المعنية ظلت تتعامل باستهتار شديد – طبقا للبيان.
وطالبت الهيئة كل المكونات الشعبية والاجتماعية خاصة رموز المدينة والشباب والمرأة والطلاب ولجان الطوارئ بولاية جنوب دارفور ومدينة نيالا بالعمل على إيقاف الإنجرار تجاه شعارات الحرب والدمار والبحث في كافة الوسائل السلمية التي تجنب دارفور والبلاد مزيدا من الخراب والدمار.
معارك في الفاشر
إلى ذلك تزامنت المعارك اليوم للسيطرة على مقر قيادة الجيش في نيالا مع معارك اخرى في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
ودارت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وطبقا لمصادر محلية تحدثت لسودان تربيون فإن ثلاثة مدنيين على الأقل سقطوا قتلى جراء تبادل القصف المدفعي إلى جانب إصابة آخرين بجراح متفاوتة.
وقال الجيش السوداني في تعميم بثه على صفحته الرسمية بفيسبوك إن الفرقة السادسة مشاة بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور صدت هجوما من قوات الدعم السريع اليوم الخميس.
وأكد الجيش في بيان أن قواته كبدت القوة المهاجمة من الدعم السريع خسائر كبيرة.