جبهة مدنية ضد الحرب..بدأ اللطم والعويل وشق الجيوب..!
مرتضى الغالي
طبعاً كما توقعنا وتوقع الجميع ما أن التأم السودانيون من أجل تكوين جبهة مدنية موحّدة ضد الحرب ومن اجل استعادة مسار الديمقراطية تحت شعارات ثورة ديسمبر المجيدة حتى هرّت كلاب الحي..! وما أسرع أن شمّر الفلول عن أكمام العار المهترئة وأثواب الارتزاق والنفاق المهترئة واتشحوا بدلاقين البهتان وشحذوا أسلحة الكذب الصدئة..وانطلقت أصوات الخوف والذعر من (مراكز الشُبهات) ومنصات النفاق وقنوات الإفك والتضليل..وخرجت الحشرجات من كل وكر ونفق ومنعطف يرتكس فيه المصلحيون والقتلة وأرباب الضلالات وأعداء الوطن وذئاب الحرب والمرتشون و(جداد الخرائب) وبعض المندرشين على الفتات..!!
لقد انتظمت صرخاتهم في (منغومة مشروخة) وجزع مرتجف ونعيق كريه مرذول على موجة (متطابقة الترديدات) خوفاً من كل أمر يجتمع عليه الشعب وجزعاً من كل دعوة تتحدث عن توحيد الكتلة الشعبية لمناهضة الحرب بشعار (الحرية والعدالة والسلام)..فهل هذا بالشيء الغريب على أصحاب (القهر واللصوصية والإجرام)..!
لا تخطئ العين (منظومة توزيع الأدوار) المفضوحة و(حركة المال الحرام) في هذه الحملة الباطلة العاطلة.. ولا يمكن أن يفوت على أحد ما هو مُعتاد من فحيح منصات الشر ومواقع التزوير وقنوات (الإيجار من الباطن) التي تتغذّى من ريع الفلول بـ(حساب القطعة)..!
وأستميحكم عذراً سادتي الكرام بأن أشير من باب المعرفة الشخصية بسلوك بعض الصحفيين والإعلاميين من منسوبي الفلول و)نافخي كيرهم( بدخاخينه النجسة..أن مسار هذه الحملات المضللة والمرتجفة و(المدفوعة) تستبين لي من بعض الصحفيين والإعلاميين الذين أعرف ما يحركّهم وأعلم متى يستفيقون من سُباتهم وخدر جهالتهم وأرزقيتهم ليلحقوا بـ(قطار الرشاوي) قبل أن يخرج عن الخط..! فيصدر عنهم الفحيح الهزيل والعبارات المكرورة السمجة الخالية من المنطق والمضمون..عديمة القيمة والروح والتي تريد فقط أن تعلن عن صاحبها (أنا هنا) حتى لا تفوته حصته من مال السُحت..! حاله حال العامل الكسول الرمّة عديم الضمير والقيمة الذي لا يتحرّك إلا عندما يلوّح له (صاحب العمل) بالكرباج أو يكشكش له برنين الفلوس…إنه غارق في ملاهيه أو عطالته لا يدرى ما يجري تحت عينيه..ولكن الفلول عند (زنقاتهم) يزوّدونه بعنوان (حملة الشتائم) ثم يتركون له المجال لاستنهاض قاموسه الخاص من البذاءة..و(أريحيته من الدناءة) وفتح دفاتره البالية من السباب المعطون في الجهل والرعونة وقلة الحياء..!
أما إذا أولينا مستنقع هذه الحملات الخائبة ظهرنا ودلفنا إلى هذا الجهد الوطني الكبير..فإن الجبهة المدنية لإيقاف الحرب هي مبادرة جادة ابن ساعتها بل إنها تأخرت عن موعدها..! وهي ليست موضع هزل ولا ملعبة فارغين..فالسودان الآن على حافة الانزلاق إلى هاوية العدم بسبب هذه الحرب اللعينة التي يقف خلفها الفلول وحركتهم الذميمة ومؤتمرهم الوطني وكورال اللصوصية من مطلوبي العدالة..ثم أنها جبهة عريضة تضم أطياف السودانيين أحباب الثورة بشبابهم وأحزابهم وكياناتهم الاجتماعية وقواهم المدنية التي توحّدت تحت شعار لا للحرب..!
وفي هذا اللقاء الابتدائي التشاوري العام المفتوح الذي ليس فيه رئيس ولا مرءوس من الوارد أن تتباين الرؤى..وهذا من طبيعة الجبهة التي تأتلف تحت أهداف رئيسية متفق عليها (إيقاف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي والحكم المدني) وفي ما عدا ذلك فلا بأس من تنوع الآراء والوسائل والمقترحات..فهذا هو (ألف باء) الديمقراطية والتفاعل الوطني..!
ثم إن هذا الجبهة المدنية الموحدة لا تقصي أحداً غير “المؤتمر الوطني بؤرة الشر والفساد” وفلوله والذين ينادون معه باستمرار الحرب على رءوس المواطنين لإكمال الخراب الذي صنعتنه الإنقاذ بانقلابها ومليشياتها..! والباب عدا ذلك مفتوح على مصراعيه..فلا يقولن احدٌ من الناس أن الجبهة لم تدعو هذا الفلان أو تجاهلت ذلك الكيان…هذا عمل وطني مفتوح لأهل السودان جميعاً وهذه (ضربة بدايته)..!
ولا نظن أن أحداً من أبناء وبنات السودان الأحرار يرفض أن يكون جزءاً من الدعوة لإيقاف الحرب..دعوا الفلول يقفون وحدهم وهم يولولون خوفاً من انتهاء الحرب وعودة الناس إلى مساكنهم والوطن إلى طريق المعافاة..دعوهم وحدهم يهرّون مثل الكلاب المسعورة وهم تتشمّم الجيَف..الله لا كسّبكم..!