تحديث.. الكوليرا تضرب القضارف والأوبئة تهاجم السودانيين في ملاذاتهم بعد جحيم الحرب
القضارف/ بورتسودان 26 سبتمبر 2023 ــ تأزم الوضع الصحي في السودان بشكل كبير إثر انتشار مخيف لحمى الضنك والإسهالات المائية والملاريا والكوليرا بولاية القضارف شرقي البلاد، وسط انهيار النظام الصحي ونقص حاد في الأدوية، كما ظهرت حالات اصابة بالكوليرا في الخرطوم.
وأعلن وزير الصحة الاتحادي المكلف هيثم محمد إبراهيم الثلاثاء عن تسجيل277 حالة إصابة بالكوليرا منها 19 وفاة بولايتي الخرطوم والقضارف.
وكشف لسودان تربيون عن تسجيل 264 حالة كوليرا منها 16 حالة وفاة بولاية القضارف شرقي السودان.
وأعلن عن ظهور اسهالات مائية بولاية الخرطوم حيث سجلت في مستشفى البان جديد 13 حالة منها 3 حالات وفاة.
وقال “ظهرت حالات الاسهالات المائية بولاية القضارف في نهاية أغسطس الماضي حيث تم ارسال فرق لأخذ العينات وتوفير المحاليل الوريدية وفرق للمسح الميداني بمنطقة القلابات الشرقية المتاخمة لدولة إثيوبيا.
وأشار إلى أن فحص العينات أثبت أنها موجبة بالفحص السريع وتم أخذ عينات للفحص في معمل الصحة العامة بولاية البحر الأحمر بدلا عن معمل استاك، حيث أثبتت نتائج الفحوصات حالات كوليرا وانتشرت بعد ذلك حالات الاسهالات المائية في عدد من محليات ولاية القضارف بالقريشة والقلابات الشرقية.
وقال الوزير إن علاج الكوليرا يعتمد على السوائل والمحاليل الوريدية بينما الحالات الخطرة هي التي تحتاج إلى مضادات حيوية.
وأضاف أنه بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية تم إلاعلان عن حالات كوليرا في ولاية القضارف للتعامل معها وتوفير الإمداد اللازم لتوفير تحصين في المستقبل حتى يكون السودان مؤهل لاستلام التحصين.
وشدد على ضرورة تكثيف عمليات مكافحة الباعوض الناقل لتقليل الأعداد الناقلة للمرض بصورة كبيرة.
ولفت إلى ظهور الإسهالات المائية مبكرا في ولاية جنوب كردفان لكن الحالات بالولاية انحسرت بعد نهاية فترة الوباء.
وفاقم القتال الذي يدور بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي بالخرطوم ومناطق واسعة في إقليمي دارفور وكردفان من الوضع الصحي لخروج معظم المستشفيات عن الخدمة عقب احتلالها من قبل قوات الدعم السريع، كما أن أغلب الصيدليات وشركات الأدوية تعرضت للنهب والتخريب.
وتعد ولاية القضارف شرقي السودان من أكثر المناطق تضررا من انتشار حمى الضنك والإسهالات المائية، حيث ضرب المرض أحياء عديدة منها وهي “الناظر، ديم النور، سلامة البي، سواكن، والمفرقعات” علاوة على قرى في محليتي القلابات الغربية والشرقية تعاني من انتشار الإسهالات المائية وسط انتقادات وجهت للسلطات بعدم سرعة الاستجابة لمحاصرة الأوبئة حيث تواجه المراكز الصحية ومستشفى القضارف التعليمي نقصا حادا في الأدوية مع استمرار توافد الحالات من الأحياء الموبوءة.
وقال عثمان جدو وهو مسعف طبي بولاية القضارف لـ “سودان تربيون” إن “مستشفى القضارف التعليمي وعددا من المراكز الصحية ما تزال تستقبل في الحالات الجديدة بوباء حمى الضنك” وقدر عدد الحالات المؤكدة بالمرض حتى ظهر الثلاثاء، بما يفوق 750 حالة مسجلة بصورة رسمية.
وأضاف: “الوضع في عدد من الأحياء ومراكز إيواء الفارين من الحرب ينذر بخطر في ظل الزيادة المضطردة في الحالات”.
بدوره، قال أحد المتطوعين في مبادرة حماية القضارف من الأوبئة مفضلا حجب إسمه لسودان تربيون إن عدد المصابين بحمى الضنك في الولاية يقدرون بالآلاف وأن ما أوردته السلطات بشأن إحصائيات المرضى لا يتعدى نسبة 10% من المصابين.
وتابع: “الولاية أصبحت منطقة موبوءة بحمى الضنك والداء صار منتشرا بشكل غير عادي. المرضى في المنازل بأعداد كبيرة مع ضعف إمكانيات الجهات الرسمية، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية”.
وكشف عن ظهور جهات تعمل على بيع الأدوية في السوق السوداء عقب اختفائه من كل الصيدليات بشكل كامل خلال الثلاثة أيام الماضية.
وأشار إلى أن منظمة الهلال الأحمر تدخلت من أجل المساعدة في محاصرة المرض إلا إنه عاد وقال”إن الأمر يفوق المقدرات فقد تمددت الحالات لتشمل كل محليات الولاية”.
إلى ذلك قالت سواكن الهادي وهي مواطنة تقيم بحي ديم النور لسودان تربيون: “حمى الضنك تنتشر بصورة كبيرة وسط سكان الحي، وهناك عدد كبير من المرضى يحتجزون في منازلهم ولم يتم نقلهم لمراكز العلاج.. إن إستجابة السلطات لمحاصرة الوباء ضعيفة للغاية حتى الآن”.
إحصاءات حكومية
في ذات السياق، أعلن وزير الصحة الاتحادي المكلف هيثم محمد إبراهيم، عن إرتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك بولاية القضارف إلى 700 حالة على الأقل بينها 8 حالات وفاة.
وأوضح الوزير لسودان تربيون أن وباء حمى الضنك ينتشر في 8 ولايات هي” البحر الأحمر، كسلا، القضارف، الجزيرة، سنار، شمال كردفان، جنوب كردفان، وشمال دارفور”.
وأوضح أنه رغم التوالد الكثيف للبعوض الناقل للمرض لاستمرار هطول الأمطار وارتفاع عدد المصابين لكن معدل الحالات الخطرة لا يتجاوز 5% تحتاج إلى نقل دم أو تنويم في المستشفى.
وتابع “معظم الحالات تحتاج إلى محاليل وريدية أو تناول السوائل والبندول”.
وأشار إلى أن الوزارة أطلقت حملة مكافحة البعوض ونواقل الأمراض بولاية القضارف منذ اسبوعين بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونسيف بمشاركة فريق إسناد اتحادي بالولاية.
وكشف عن وصول إمدادت كافية من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الاتحادية للولاية وهي عبارة عن محاليل وريدية وأكياس نقل دم وغيرها.
بدورها، ذكرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء، أنه تم الابلاغ عن تفشّي الكوليرا وحمّى الضنك شرقيّ السودان، حيث يحتمي ألاف الأشخاص من احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال بيان أصدرته المنظمة إن 162 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا تم ادخالها إلى المستشفيات بولاية القضارف ومناطق أخرى على طول الحدود مع إثيوبيا، موضحة أنه جرى التأكد من ثمانين حالة إصابة، بينما توفي عشرة أشخاص بسبب الكوليرا، وهي عدوى بكتيرية حادة تسبب الإسهال مرتبطة بالأغذية أو المياه الملوثة.
وأشارت إلى أنه أبلغ عن أكثر من 500 حالة يشتبه في إصابتها بحمى الضنك في جميع أنحاء السودان معظمها في المراكز الحضرية في القضارف.
وأوضحت أن الرقم المذكور هو “قمة جبل الجليد”، لأن العدد الفعلي أعلى بكثير، بالنظر إلى أن معظم المرضى يعتمدون على العلاجات المنزلية، وغالباً لا يذهبون إلى المستشفيات.
الملاريا في شمال دارفور
وفي ولاية شمال دارفور كشف مسؤول في وزارة الصحة بالولاية عن ارتفاع معدلات حالات الإصابة بالملاريا إلى أكثر من 80 ألف إصابة بالولاية.
وقال نائب مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور أحمد محمد الدومة لـ “سودان تربيون” إن كل محليات شمال دارفور سجلت زيادة في حالات الإصابة بالملاريا حيث بلغ مجموع الحالات بالولاية 79692 حالة إصابة.
وأضاف أن عدد الحالات وسط النازحين في مراكز الإيواء بالفاشر حوالي 47 حالة خلال هذا الأسبوع.
وكشف عن تسجيل 25 حالة إصابة بحمى الضنك من دون تسجيل حالات وفاة.