«حميدتي» يؤكد في خطاب مصور استعداده لوقف إطلاق النار وبدء محادثات سياسية
الخرطوم 21 سبتمبر 2023 – أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الخميس، استعداد قواته لوقف إطلاق النار، وبدء محادثات سياسية ترمي إلى تشكيل حكومة مدنية، وكشف عن القبض على بعض المدانيين في جريمة اغتيال دبلوماسي أميركي يقاتلون بجانب الجيش السوداني.
ودخلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها السادس، وسط اتساع نطاق المواجهات العسكرية بين القوتين، وخلف القتال بين الطرفين أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين.
ومع اشتداد المواجهات المسلحة في الخرطوم ودارفور وكردفان، تكثف أطراف دولية وإقليمية من ضغوطها على طرفي النزاع من أجل حملهم على وقف القتال والعودة لطاولة المفاوضات.
وقال “حميدتي” في خطاب مصور ومسجل من مكان غير معلوم موجه للأمم المتحدة قبل وقت وجيز من تقديم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بيان السودان في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة إن “قوات الدعم السريع على استعداد تام لوقف إطلاق النار في كافة أرجاء السودان للسماح بمرور المساعدات الإنسانية وتوفير ممرات آمنة للمدنيين ولعمال الإغاثة وبدء محادثات سياسية جادة وشاملة تؤدى إلى حل سياسي شامل وإقامة حكومة مدنية، تقود البلاد نحو التحول الديمقراطي والسلام الحقيقي الدائم”.
وأوضح أن الحرب في السودان بدأت بمحاصرة قواته في معسكراتها من قبل الجيش، وهو ما قاده الى اجراء اتصالات مع قائد القوات المسلحة والوسطاء الدوليين لمنع وقوع الاقتتال في حينه.
وأضاف “لكن بعد اتصالاتي الهاتفية بقليل، بدأت القوات التي كانت تحاصر الدعم السريع بالهجوم عليها، بينما بدأ سلاح الطيران التابع للقوات المسلحة السودانية بشن هجمات جوية مكثفة على معسكراتنا وهو ما قادنا للدفاع عن أنفسنا وصد العدوان”.
ورأى أن الحرب الحالية فعل إجرامي يقوِّض السلم والأمن الدوليين، وحماية حقوق الإنسان، وتقديم الإغاثة أو المساعدات الإنسانية.
وحذر حميدتي من تحول السودان إلى مسرح جديد لنشاط الجماعات الإرهابية، عقب إلقاء قواته القبض على عناصر من جماعة “داعش” وقتلة موظف المعونة الأميركية جون غرانفيل يقاتلون في صفوف الجيش السوداني.
وأشار إلى أن إطلاق قيادة الجيش في إطار تحالفها مع منسوبي حزب البشير دعوات للمدنيين للمشاركة في الحرب سيزيد من خطر الجماعات الإرهابية.
وتحدث عن الجهود التي بذلتها قواته لمعالجة الأوضاع الإنسانية التي خلفها النزاع بإنشاء وكالة معنية بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع، علاوة على جهودها في معالجة الانتهاكات ومحاربة المتفلتين من جنود الدعم السريع بإنشاء لجنة لمحاربة الظواهر السالبة.
وشدد على أن تحقيق السلام الشامل في السودان يأتي عبر إنهاء العنف الذي بدأته القوات المسلحة، وأشار إلى أن القتال شرد أكثر من 4 ملايين مواطن من الخرطوم بجانب الألاف في دارفور وكردفان.
وأوضح أن قواته ليس لديها عداء مع من أسماهم بشرفاء القوات المسلحة الذين فرض عليهم عبد الفتاح البرهان وقادة النظام القديم الحرب – وفقا لتعبيره.
وأعاد حميدتي التذكير بالرؤية السياسية التي طرحتها قواته في أغسطس الماضي لحل الأزمة في السودان وإيقاف الحرب والتي تتضمن إطلاق نار طويل الأمد وقيام حكم مدني ديمقراطي، ومنح أقاليم السودان نظام حكم فدرالي، فضلا عن الإقرار بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية.
وجدد التزامه بالعملية السياسية، المفضية إلى نقل السلطة للمدنيين وخروج العسكريين من الحكم وحمل البرهان ومنسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول مسؤولية تقويض وإفشال الجهود الرامية إلى إقامة نظام حكم ديمقراطي بإشعال حرب 15 أبريل برغم توافقهم على المبادئ التي تحكم عملية الإصلاح الأمني والعسكري وبناء الجيش الواحد بالتوقيع على ورقة الأسس والمبادئ في 15 مارس الماضي، وتحديد موعد التوقيع على الاتفاق النهائي في الأول من أبريل الذي بموجبه يخرج العسكريون من السلطة.
وكان قائدا الجيش والدعم السريع وقعا في ديسمبر 2022 إطار اتفاق مع قوى مدنية مؤيدة للديمقراطية نص على تشكيل نظام حكم مدني وابعاد العسكر عن السلطة، ولكن خلافات قوية اندلعت بينهما حول الإصلاح الأمني والعسكري حال دون التوقيع على الاتفاق النهائي لينتهي الخلاف بين القوتين بحرب 15 أبريل.