مقتل والي غرب دارفور وأصابع الإتهام تحيط بقوات الدعم السريع
الجنينة 14 يونيو 2023 ــ قُتل والي ولاية غرب دارفور ورئيس التحالف السوداني خميس عبد الله أبكر، الأربعاء، فيما اتهم الجيش قوات الدعم السريع بارتكاب عملية اغتياله.
وبدأت منذ 23 أبريل المنصرم، أعمال عنف ذات طابع عرقي في ولاية غرب دارفور، على خلفية معارك بين الجيش والدعم السريع؛ قبل أن تخضع حاضرة الولاية الجنينة لسيطرة مليشيات مسلحة.
واستنكر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، هجوم الدعم السريع الذي استهدف والي غرب دارفور وقتله في مدينة الجنينة.
وأدان الجيش، في بيان تلقته “سودان تربيون”، ما وصفه بـ “التصرف الغادر الذي قامت به الدعم السريع باختطاف واغتيال والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر”.
ونعى التحالف السوداني، وهو ائتلاف يضم عدد من الحركات الموقعة على اتفاق السلام، مقتل رئيسه ووالي غرب دارفور.
وقال رئيس هيئة أركان التحالف السوداني الصادق إبراهيم المقدم، إنهم يحتفظون بحق الرد، مشددًا على أن سلوك الغدر يتنافي مع المواثيق الدولية في التعامل مع الأسرى.
اتهامات بتورط الدعم السريع
وبثت صفحات تابعة لقوات الدّعم السريع، في وقت سابق من الأربعاء، مقاطع فيديو تُظهر إنزال الوالي خميس من سيارة عسكرية داخل مقر رئاسة قوات الدّعم السريع قطاع غرب دارفور.
وحاولت عناصر تتبع لهذه القوات الإعتداء عليه أمام قائد القوات اللواء عبدالرحمن جمعة بارك الله.
وبعد وقت وجيز من اختطاف الوالي، بث ناشطون مقاطع فيديو، أظهرت جثمانه وهي ملطخة بالدماء بعد التمثيل بها.
ويعد خميس المنتمي لعرقية المساليت كبرى قبائل غرب دارفور، أحد قيادات حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد نور عند إندلاع الحرب في إقليم دارفور خلال 2003 ، قبل أن ينشق منه ويؤسس فصيل حمل نفس الاسم.
ونشطت الحركة التي يرأسها منذ العام 2006 وحتى العام 2010 في مناطق بولاية غرب دارفور، ليختفي بعدها قبل أن يظهر مجددًا عقب سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير في العام 2019 مؤسسا حركة التحالف السوداني ومُشاركاً في مفاوضات السلام التي رعتها حكومة جنوب السودان التي انتهت بالتوقيع على اتفاق جوبا 2020.
واعتبرت حركة العدل والمساواة اغتيال والي غرب دارفور، بمثابة تطور خطير في الانتهاكات الفظيعة التي اُرتكبت ولا تزال تُرتكب في الجنينة.
وأضافت: “اقتحمت مليشيات مسلحة مقر إقامة الوالي واختطفته إلى جهة مجهولة، ثم ظهرت مقاطع فيديو تُظهر اغتياله بوحشية وبربرية لا مثيل لها”.
وطالبت الحكومة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل، عن الانتهاكات التي تجري في الجنينة والتي قالت إنها إبادة شاملة طالت المدنيين.
واستنكر القيادي في حركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي ووالي شمال دارفور، نمر عبد الرحمن، اغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر .
وطالب نمر عبدالرحمن، في تصريح لـ “سودان تربيون” بحقيق دولي وإقليمي في قتل الوالي والانتهاكات التي تحدث بالجنينة.
وشدد على أن مقتل الوالي خميس أبكر، يُعد مؤشر خطير على اتفاقية السلام الموقعة في أكتوبر 2020.
تفاوت في التسليح
وكان والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، قال في مقابلة أجرتها معه قناة “الحدث” ظهر الأربعاء، إن مدينة الجنينة تعرضت لاستباحة كاملة من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المسلحة المساندة لها.
وكشف عن تعرض جميع المنازل والممتلكات والمرافق للتدمير التام.
ونفى توصيف ما يجري في الجنينة بأنه صراع قبلي بين المساليت والقبائل العربية مبيناً بأن الاشتباكات بدأت بين الجيش والدعم السريع في الأيام الأولى للحرب، ثم امتد الهجوم إلى الأحياء التي يقطنها المساليت قبل أن يتسع نطاق الهجمات لتشمل جميع الأحياء والقبائل.
وأشار إلى سقوط عدد كبير من القتلى وارتفاع عدد الجرحى إلى أكثر من ثلاث آلاف جريح، وأكد عدم إمكانية تقديم الاسعافات الأولية والخدمات العلاجية للجرحى بسبب خروج جميع المستشفيات عن الخدمة.
وتحدث خميس عن استهداف الأطباء وتصفية 5 منهم خلال الفترة الماضية.
ووجه انتقادات لعدم استجابة حاكم اقليم دارفور والحكومة المركزية لنداءاتهم المتكررة قبل شهر، معرباً عن أسفه لعدم تدخل القوات المسلحة لحماية المواطنين منذ اندلاع الحرب مبيناً أنها لم تخرج لحماية المواطنين وظلت في مقرها بالفرقة 15 مشاة.
وقال إن المواطنين اضطروا للتسلح من أجل حماية أنفسهم وأسرهم، لكن لم يستطيعوا المقاومة بسبب التفاوت في التسليح بينهم وبين الدعم السريع والمليشيات.
وعزا تركيز الدعم السريع على ولاية غرب دارفور لموقعها الاستراتيجي وحدودها مع ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى.
وقال إن تشاد استطاعت السيطرة على حدود وأغلقتها أمام دخول الأسلحة ولكن ليبيا وإفريقيا الوسطى لم تتخذا ذات الإجراءات.