Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

السودان : أصوات ومبادرات نسوية تدعو لاسكات البندقية ووقف الدمار

دمار جراء الاشتباكات والقصف قرب الخرطوم، في 25 ابريل 2023. (رويترز)

الخرطوم 31 مايو 2023- تبارت مجموعات نسوية في تكوين مبادرات فردية وجماعية لِوقف الحرب الدائِرة في الخرطوم بين الجيشِ السوداني وقواتِ الدعم السريع.

وتضم المبادرات ناشطات سياسيات من داخل وخارج السودان ويعملن جميعاً لوقف الحرب ونبذ العنصرية.

ورَكَزت بعض المبادرات على تقديم مساعدات للنازحين من الخرطوم إلى الولايات في محاولة لتخفيف وَيّلَات الحرب التي أجبرت الكثير من النساء على هجر منازلهن تحت ضغّطِ السلاح.

وتشدد إلهام مالك وهي ناشطة سياسية ومؤسسة مبادرة “سودانيات لبناء السلام المستدام”على ضرورة وقف الحرب وأن المتضرر الأكبر مما يجري في السودان  حاليا هم النساء وأشارت في حديثها لسودان تربيون إلى أن المبادرة تسلط الضوء على وقف النزيف وإفشاء السلام وتعمل دون انتماءات سياسية أو جهوية على رتق النسيج الاجتماعي ووقف العنف بين أبناء الوطن.

وبحسب الناشطة السياسية فاطمة طه فإن الحراك النسوي نشط بعد الحرب وأن هناك مبادرات فردية وجماعية في الولايات تعمل على توفير الخدمات للنازحين الذين وصلوا من الخرطوم مع توفيق أوضاعهم وتوفير المساعدات اللازمة .

ودعت في حديثها لسودان تربيون إلى أهمية تشبيك تلك المبادرات التي تعمل على تنفيذ هدف واحد هو وقف الحرب وناشدت النساء بضرورة الانخراط في الأعمال التي تخفف وطأة الصراع المسلح على النساء مؤكدة أنهن أكثر الخاسرات من تلك الأجواء الدموية ، وأدانت ترهيب النساء وحالات الاغتصاب التي شاعت في الفترة الأخيرة على يد عناصر قوات الدعم السريع .

ونفذت مبادرة “صوتي انا” حزمة من الخدمات الإنسانية للنازحين من الخرطوم إلى ولايتي الجزيرة والقضارف وعملت على تأمين مسكن لهم وتوفير العون الغذائي كما قام التحالف النسوي في عدد من الولايات بمد يد العون لنازحي  الخرطوم وتوفيق أوضاعهم ، كما بذلت منظمة “نعم للسلام لا للحرب” جهدا مقدرا في تقديم مساعدات للنازحين بقرى الجزيرة.

وقالت صفاء الزين ناشطة سياسية ومن المؤثرات في مبادرة نساء لبناء السلام المستدام ان لديهم رسالة  واحدة مفادها  ضرورة وقف الحرب ودعم السلام وإيقاف القتال وبناء جيش وطني بعقيدة عسكرية وان تعم الحرية والسلام والعدالة وأبدت أملا في أن يصل صوت المبادرة لكل نساء السودان وأن يكون لهن دور فعال في إيقاف هذا النزيف والاحتراب وقالت إن المرأة أكثر من تكتوي  بنار الحرب عبر تقديم فلذات أكبادها والعنف ضدها والاغتصاب.

دعوات لوقف القتال

وأصدرت المجموعات النسوية بياناتٍ مُتتالية تُدين استمرار الحرب في الخرطوم وعدم استجابة طَرَفيّ القتال للهدنة التي جرى التوصل اليها أكثر من مرة بوساطة سعودية أميركية.

وحذرت البيانات النسوية من أن منع دخول الإغاثة بسبب الاشتباكات قد يؤدي إلى وضع إنساني كارثي بالدولة قد  تتحمل تَبِعَاتهُ النساء  .

وأدانت مجموعة “نساء ضد الحرب” الانتهاكات الخطيرة بحق المدنيين جَرَاء الاقتتال، ما نَتَجَ عنها نزوح وتشريد آلاف المدنيين.

واستهجنت في بيان صدر في 30 مايو الجاري استمرار الاعتداء على المؤسسات الحيوية ومحطات المياه والكهرباء ومنازل المدنيين وثكنات عسكرية ونهب وسرقة ممتلكاتهم الخاصة، وأكدت أن المادة ” ب ” في اتفاقية جدة أوجبت حماية المدنيين.

وأستنكر البيان غض الطرف الدولي عن التصرفات العدوانية والخروقات المستمرة لطرفي الحرب محذرا من أنها مؤشراً خطيراً لاستمرار المزيد من الانتهاكات بحق المدنيين.

وطالب البيان بِضرورة وقف جرائم الحرب وتطبيق كافة القرارات الدولية الخاصة بالنزاعات .

وعلى صعيدٍ مواز حذرت مُبادرة “سودانيات لبناء السلام المُستدام” من أن إعاقة الإغاثة وإيصال الاحتياجات الإنسانية للمواطنين قد يتسبب في كارثة إنسانية.

ورفضت المبادرة في بيان الثلاثاء 30 مايو احتلال قوات الدعم السريع منازل المواطنين وتحويلها إلى سكنات عسكرية وتعنيف ساكنيها وانتهاك حقوقهم المادية والاجتماعية والنفسية.

وقال البيان أن استمرار الصراع يؤدي إلى ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين ويساهم في انتهاك حقوق الأطفال القاصرين والأبرياء.

ويُذكر أن نقابة الأطباء غير المنتسبين للحكومة أكدت ان عدد القتلى من المدنيين وصل 960 قتيل وتمت إصابة 3,721 بجانب أعداد كبيرة من المفقودين ،

وأكدت المبادرة على أهمية الوقف الفوري للحرب بشكل نهائي لأجل استقرار البلاد.

وفي سياقٍ آخر بدأت مبادرة “سودانيات لبناء السلام المستدام”  في تكوين 7 مكاتب لتخفيف آثار الحرب على النساء من بينها مكتب الطوارئ والأمن الغذائي الخدمات النفسية والاجتماعية بجانب الدعم القانوني والاستشاري.

وتحوي المبادرة الوليدة جملة أهداف على وقف إطلاق النار براً وجواً وحماية المواطنين الأبرياء خاصةً المرأة ومعالجات الصدمة النفسية للنساء والقُصّر، وإطلاق مشاريع لزيادة الدخل ، والاتصال بالمنظمات التطوعية المحلية والعالمية وحث الخيرين بالداخل لجمع تبرعات عينية .