Sunday , 24 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

السودان: الدعوة الي “وقف الحرب” هو المطلوب الاول و الاخير

Ali Trayo

علي ترايو

 

صوت “وقف الحرب” يجب ان يعلو فوق صوت “أزير الرصاص” و “هدير المدافع”

بقلم: ترايو احمد علي
[email protected]

بصرف النظر عن الحديث عن “توازن القوى” علي الأرض بين المتصارعين و بغض النظر الحديث عن “كيف تطورت الأوضاع إلى ما هي عليها الان” و بعيدا عن “من الذي سيفوز باللعبة ” و تجاوزا للاستقطاب الجماهيري المتصاعد، فان دقة الظرف اللحظي التاريخي و ما يمكن ان تنطوي عليها استمرار الحرب من مخاطر و عواقب كارثية ، يجب أن يركز تفكير الجميع و يجب ان يصب جهودهم على “كيفية إيقاف هذه الحرب“.
يجب أن يكون هذا هو الصوت الذي يعلو فوق صوت “أزير الرصاص” و “هدير المدافع“.

صحيح أنه في ظل سيادة أجواء اللامبالاة السياسية و الكسل الفكري و فقدان اليقظة ، فإن كل الدعوات والتحذيرات والتنبيهات حول إمكانية وقوع الحرب و ما يمكن ان تحملها من نتائج كارثية، كلها قد وقعت على آذان صماء. و لكن مع كل ذلك ، فإن إعادة التذكير على المخاطر الجمة و التداعيات الخطيرة لهذه الحرب تبقى مسؤولية تاريخية مهمة و ان الدعوة إلى إيقافها تصبح ضرورة مرحلة.

استمرار هذه الحرب خطيرة لأنها تستخدم فيها كافة أنواع أسلحة الدمار (من مدفعية ثقيلة و دروع و صواريخ) علي “ساحة مدنية” و في قلب الحواضر المكتظة بالسكان (بما في ذلك العاصمة) و استخدام للمدنيين كدروع بشرية (أو أهداف لها). لذلك تصبح الدعوة إلى إيقافها ضرورة مرحلة و مسؤولية تاريخية.

استمرار هذه الحرب خطيرة لأنها تؤدي إلى سطوة مشاعر الكراهية و الانتقام الوحشي و تحيل السعادة إلى كآبة والفرح إلى حزن و تحطم الأحلام و تقتل الآمال و تجلب الإهانة و المهانة و المذلة. لذلك تصبح الدعوة إلى إيقافها ضرورة مرحلة و مسؤولية تاريخية.

استمرار هذه الحرب خطيرة لأنها تعني الفوضى العارمة و شيوع عدم الاستقرار في كل الإقليم المحيط بالسودان و تهديد للأمن والسلم الدوليين. لذلك تصبح الدعوة إلى إيقافها ضرورة مرحلة و مسؤولية تاريخية.

من البلاهة و السذاجة ان يتوقع احد ان نتائج الحروب الشاملة ، خاصة التي تتخذ المدن ميدان لها و “المدفعية الثقيلة” قوامها (مثل التي تجري الآن في مدن السودان)، من البلاهة و السذاجة ان يتوقع احد ان نتائجها النهائية تكون مثل نتيجة مباراة نهائيات كأس العالم. الحرب “لعبة” مختلفة و نتائجها مختلفة و هي كارثية بطبيعة الحال. لذلك تصبح الدعوة إلى إيقافها ضرورة مرحلة و مسؤولية تاريخية.

بالرغم من مأساة “قصر النظر” علي قراءة مؤشرات و نذر الحرب (قبل وقوعها) و بالرغم من “غياب اليقظة” علي استيعاب حجم مالأتها ، فان “الهبة الشعبية” علي وقف استمرارها تصبح ضرورة قصوى و “فرض عين”. لذلك لابد ان يعلو صوت “وقف الحرب” فوق كل الأصوات قبل ان تنتهي “اللعبة” إلى قصة “تراجيدية” عنوانها: “كانت هناك بلد تسمى السودان“.!!!