اجتماع استثنائي للقوى السياسية وتزايد الانتشار العسكري بمروي
الخرطوم 13 ابريل 2023 – قال مصدر عسكري سوداني للجزيرة الخميس إن قوات الجيش انتشرت بكثافة في محيط مطار مروي، وإن قوات الدعم السريع لم تنسحب حتى الآن، فيما قررت قوى مدنية برئاسة رئيس حزب الأمة التواصل مع البرهان وحميدتي لنزع فتيل التوتر.
وأكد المصدر وصول ناقلات جنود تابعة للدعم السريع إلى العاصمة الخرطوم.
وأفاد أن الأمور تتصاعد وسط معلومات عن إرسال قوات الدعم مزيدا من السيارات العسكرية إلى مروي، بلغت وفقا لمراسل العربية 52 سيارة.
وفي وقت مبكر من صباح الخميس قال بيان للجيش السوداني إن قوات الدعم السريع -التي يرأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان- حركت قوات في العاصمة والولايات دون إخطاره، وهو ما نفته قوات الدعم السريع.
ونقلت “رويترز” عن مصدرين عسكريين أن محور خلاف حميدتي مع الجيش هو تردده في تحديد موعد نهائي واضح لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وأضاف المصدران أن الجيش وبسبب قلقه من نوايا حميدتي نشر المزيد من الجنود في الخرطوم في حالة تأهب، ويأتمر الجيش بأمر قائد مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان.
من جانبه، قال رئيس حزب الأمة القومي برمة ناصر طبقا للجزيرة إنه عقد اجتماعا مع قيادات من القوى المدنية والسياسية والأهلية في دار حزب الأمة صباح اليوم الخميس.
وأضاف أن المجتمعين قرروا تشكيل وفد يجتمع بكل من رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع من أجل تحقيق التهدئة ونزع التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة مروي بالولاية الشمالية.
ووصف ناصر التوتر العسكري بين الجيش والدعم السريع بأنه حساس، ولكنه يمثل سحابة صيف ستعبر، حسب تعبيره.
وقبل اجتماع حزب الأمة قال ناصر إن الوضع الأمني قريب من الانزلاق وعلى نحو لا يتحمل الإجراءات الروتينية العادية، مؤكدا أن بيانات الجيش وقوات الدعم السريع وصلت إلى مرحلة ما قبل إطلاق الطلقة الأولى، حسب تعبيره.
وفي ذات السياق، دعا تجمع المهنيين السودانيين قادة القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة والمخابرات إلى تغليب صوت العقل.
وطالب التجمع بمنع النظام البائد من استغلال التباين الحاصل لإحداث صدام بين القوات النظامية.
وكان الجيش السوداني قال في بيان إن تحركات قوات الدعم السريع داخل العاصمة والولايات مخالفة لمهام ونظام عملها، محذرا من أن البلاد تمر بما وصفه بالمنعطف الخطير، وأن التحرك سيؤدي إلى مزيد من التوترات التي تقود إلى انفراط عقد الأمن في البلاد.
وأضاف “نجدد تمسكنا بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي، ونحذر القوى السياسية من المزايدة بموقف القوات المسلحة”، وفق تعبيره.
وكان مصدر عسكري قال في وقت سابق إن قوات الدعم حركت قوات ضخمة في مدينة مروي شمالي البلاد دون إخطار الجيش، وإنه تم استدعاء قوات من مناطق أخرى لمواجهة الموقف.
وقال المصدر إن القوات المسلحة طالبت قوات الدعم السريع بالانسحاب من منطقة تمركزها الجديدة في مروي في غضون 24 ساعة، وإن لم تفعل فسيتم إجبارها على ذلك.
وأظهرت لقطات وصول تعزيزات من قوات الجيش السوداني مساء أمس الأربعاء إلى مروي.
وقال مصدر مطلع في حكومة الولاية الشمالية إنهم تفاجأوا بانتشار نحو 100 سيارة نقل عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع بالقرب من مطار مروي دون أي تنسيق مسبق مع سلطات الولاية.
في المقابل، قال مكتب الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع إن بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت ما سماها مزاعم بأن قوات الدعم السريع قامت بأعمال حربية باتجاه مطار مروي.
وأوضح المكتب -في بيان- أن قوات الدعم السريع “قوات قومية تعمل في إطار القانون بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى”.
وأضافت أن وجودها في الولاية الشمالية وبمدينة مروي يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها التي تمتد حتى الصحراء.
وتقع مدينة مروي في الولاية الشمالية وتبعد عن العاصمة الخرطوم 360 كيلومترا شمالا، وتضم مطار مروي الدولي الذي يعد من أكبر المطارات في البلاد ويستخدم قاعدة عسكرية أيضا.
كما تستضيف المدينة الفرقة الـ19 التابعة للجيش السوداني المعنية بحماية المرافق الإستراتيجية في المنطقة التي تضم أيضا سد مروي الذي يبعد عن المدينة 40 كيلومترا ويغطي نصف حاجة البلاد من الكهرباء.