انقسام في شرق السودان بعد إعلان مناصري «ترك» إغلاق الإقليم
بور تسودان 30 مارس 2023 ـ أعلنت قوى أهلية ونقابات عُمالية في شرق السودان الخميس، رفضها القاطع لاتجاه المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المُستقلة إغلاق الإقليم احتجاجا على توقيع الاتفاق النهائي بين قادة الجيش وقوى مدنية.
والثلاثاء الفائت قرر المجلس الأعلى لنظارات البجا ــ جناح ناظر الهدندوة محمد الأمين ترك، إغلاق شرق السودان بالتزامن مع توقيع الاتفاق النهائي السبت المقبل.
ويتولى ترك منصب نائب رئيس ائتلاف الكُتلة الديمقراطية الذي يضم حركات مسلحة من دارفور ترفض جميعها الالتحاق بالعملية السياسية.
وقال مقرر المجلس الأعلى عبد الله أوبشار لـ”سودان تربيون” “نحن لسنا جُزءاً من هذا الإغلاق، ونرفض بصورة قاطعة إقحام قضية شرق السودان في الصراع السياسي الذي يدور الآن”.
ورأى أن استغلال أزمة شرق السودان في الخلاف بين القوى السياسية من شأنه أن يؤدى إلى تعقيد الأزمة وإطالة أمدها، كاشفاً عن استعدادهم للتفاوض مع الحكومة الانتقالية الجديدة وفقاً لمرجعيات عديدة من بينها مؤتمر سنكات للقضايا المصيرية.
وفي سبتمبر 2021، أغلق أنصار الناظر ترك الطرق الرابطة شرق السودان بالعاصمة الخرطوم، ما هيأ الوضع العام الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش على الحكومة المدنية في 25 أكتوبر 2021.
وفي الأثناء قال القيادي البارز في تجمع عُمال الموانئ فكي محمود لـ”سودان تربيون” أن المتضرر الأول من إغلاق الإقليم هم سكان المنطقة، مشيراً إلى أنهم يرفضون استغلال الموانئ في النزاعات السياسية داعياً إلى حل الخلافات السياسية بعيداً عن إغلاق الطُرق والموانئ وتعطيل حياة المواطنين.
بدوره قال المُتحدث باسم المجلس الأعلى للإدارات الأهلية في شرق السودان إبراهيم جامع لـ”سودان تربيون” إنهم لن يسمحوا بتمرير أجندة سياسية ترمى لإغلاق الإقليم والموانئ الرئيسية في البلاد.
وتوقع فشل الإغلاق كما حدث في ديسمبر الماضي، وعدم استجابة سُكان الإقليم لدعوات مناصري الناظر ترك بإغلاق الشرق ليوم واحد كاشفاً عن حملات تعبئة وسط عمال الموانئ للوقوف سداً منيعاً أمام أي محاولات تهدف لإعاقة العمل.
وقال حزب التواصل، إنه يتايع الدعوات التي أطلقتها عناصر النظام البائد ممثلة فيما يعرف بإسم “تنسيقية شرق السودان” والتي تدعو لإغلاق الطرق الرئيسة شرق البلاد ليوم واحد في الأول من أبريل موعد التوقيع على الاتفاق النهائي.
وأكد الحزب في بيان تلقته «سودان تربيون» رفض هذا السلوك غير المسؤول الذي ظل ينتهجه المجلس الأعلى والمتمثل في قطع الطرقات وتعطيل الحركة من وإلى شرق السودان وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي والذي هو شرط لتحسين أوضاع البلاد المنهارة.
وجدد الحزب تأكيده على أن شرق السودان لن يكون معبرا” لأجندة لا علاقة لها بأهل الإقليم وسيصطف كل أهله خلف أجندة السلام والدولة المدنية التي تفتح الباب للإستقرار والإزدهار الإقتصادي”.
من جهته اعتبر المحلل السياسي والمهتم بشؤون شرق السودان الزين محمود في حديثه لـ«سودان تربيون» تهديد مجموعة ترك بإغلاق شرق السودان من شأنه خلق عواقب وخيمة بعد إعلان كيانات أهلية أخرى التدخل.
وأكد أن الاتفاق الإطاري يحظى بقبول وتأييد واسع من سكان شرق السودان ودلل بالورشة التي عقدت كواحدة من القضايا الخمس المعلقة في الاتفاق والتي وجدت مشاركة واسعة من القوى السياسية وقادة الإدارة الأهلية ومنظمات المجتمع المدني والطرق الصوفية.
وأوصت ورشة، نُظمت في سياق العملية السياسية، بتنفيذ مسار الشرق وتنظيم مؤتمر سياسي شامل لحل خلافات أطراف شرق السودان برعاية الحكومة المدنية المرتقبة، لكن مجموعة ترك التي التحقت بالكتلة الديمقراطية رفضت الالتحاق بهذا الاتفاق.