Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

«لم الشمل» … لحظات فرح بدار المسنات تمحو حزن الامهات

الخرطوم 23 مارس 2023- شكل “لم الشمل” أكبر تحدي أمام من تعاقبن على إدارة دار المسنات الذي يقع بمنطقة السجانة وسط العاصمة السودانية الخرطوم.

وتوجت جهودهن بجمع عدد من المسنات بأسرهن في لحظات فرح محت حزن الأمهات وإعادتهم إلى أحضان ذويهم.

وروت مديرة سابقة لدار المسنات  لسودان تربيون كيف ان تسعينيات القرن الماضي وصلت نزيلة  إلى الخرطوم من أحد الولايات تقصد مناسبة زواج وبعد انتهاء المراسم  أضاعت المنزل بينما ظن أصحاب الدار أنها عادت لقريتها بينما اعتقد الأبناء انها تقيم عند أقربائهم وعندما  سجل بعض الأشخاص زيارة ودية إلى الدار تعرفوا على اسمها وابلغوا أسرتها التي سارعت لأخذها وسط أجواء من الفرح والدموع

وأقامت دار المسنات الثلاثاء 21 مارس احتفالا بعيد الأم برعاية “حنين الأمل الخيرية” بالتضامن مع مبادرة “سالم”الخيرية ، وتم تكريم المديرات السابقات اللائي تعاقبن علي إدارة المسنات تقديرا لبصماتهن في تطوير خدمات الدار.

اخلاص حسن احمد

وأوضحت المدير الحالية لدار المسنات إخلاص محمد علي  أن الدار مهيأة بنحو جيد وان المسنات لا يواجهن اي مشاكل ويتلقين الرعاية الكاملة.

وقالت إن الإدارة تواجه حالية مشكلة مسنة من شرق  السودان ترفض السكن في الدار وتردد كلمة ” الحوش” مضيفة أرسلنا صورها لمسيد في كسلا كانت تقيم فيه والآن يباشر المكلفين مهامهم للم  شملها بمن كانت تعيش معهم.

ولفتت إخلاص إلى دور الخيرين ومساهمتهم في توصيل المساعدات التي تشتمل على مكيفات وشاشات وكراسي وطاولات.

وقالت أسماء الرشيد سيد احمد ردا على  سؤال وجهته سودان تربيون للمديرات السابقات حول تقييم تجربتهن في إدارة هذا الصرح الانساني ،ان فترتها من 1998-2007  انها كانت قاسية وأضافت استصعبت الأمر في بدايته وتساءلت كيف أراعي أمهات يمرن بظروف خاصة وأتعامل مع مجتمع غيبي.

وزادت لكن سرعان ماوثقت في نفسي وأدرت الدفة بسهولة  بعد فصل المسنين من الرجال وإنشاء دار خاصة بهم فالتعامل مع الأمهات أسهل بكثير.

وأشارت أسماء إلى أن الدار مأوى من لا مأوى له ويصعب التأقلم عليها سريعاً من بعض النزيلات اللائي وظفن أوقات فراغهن بفتح فصول محو أمية والأعمال اليدوية.

وأوضحت أن المسنين من الجنسين لايتجاوز عددهم الستين وعدته دليلا على الترابط الأسري في السودان وأن المجتمع لازال بخير.

ويضم دار المسنات 15 نزيلة  تتجاوز أعمارهم الستين عاما من بينهن مصابات بأمراض السكري والضغط بجانب معاقات حركيا ونظزيا ومنهن 7 غير مدركات بسبب الشيخوخة.

وبحسب ضوابط الدار لايتم تسجيل أي حالة تربطها علاقة بأسرة ومعظم الحالات من المستشفيات، الشارع المجتمع المحلي وشرطة أمن المجتمع.

وتصف وداد صلاح الدين حسن التي تقلدت إدارة الدار لسنوات طويلة التعامل مع الأمهات ذو خصوصية لأنك التهاب الدولة ولا الوظيفة إنما تخاف الله لأن التعامل مع حالات خاصة وهم بحاجة إلى دعم جماعي وتوافق بين فريق العمل.

وقالت إن أكبر تحدي أمامها الا يحدث أي تقصير في حق الأمهات والسعي للم شملهم بأسرهم لأنه الحياة وسط الأسرة تختلف كما ان الدار ليست المكان الأمثل للعيش.

وكانت معظم النزيلات في الدار في من الأجانب لكنه الآن يضم نساء من ولايات السودان المختلفة ومن الشروط لضم الأمهات إلى الدار ألا تكون مصابة بمرض معدي حيث تجرى دراسات عن الحالة بصورة عامة.

و تعيش ماما (ع) في الدار منذ فترة طويلة وعملت طوال حياتها قابلة  في عدد من المستشفيات بولايات السودان المختلفة وفي السعودية.

أسماء الرشيد

و قالت لسودان تربيون “قصدت الدار وحدي برغم أنني شهدت ولادات كثيرة لكن لم يقسم الله لي ولد أعيش في الدار “مبسوطة” ولا ينقصني شئ واليوم اشهد الاحتفال بالأمهات وانا في حالة فرح ، يغمرني الناس بالهدايا واستعد لأداء الحج هذا العام.

واعتبرت زينب ابو جودة التي كانت مديرا  لدار المسنات من يونيو 2022-سبتمبر 2023 إن إدارة الأمهات تجربة فريدة تعلمت منها الكثير وشعرت بالحزن عندما غادرتهم لأني حرمت من الحنان والجمال والبر

وأضافت أمام الأمهات تحس بالرهبة وتضطر أن تخفض صوتك احتراما لهم.

وتمارس المسنات حياة طبيعية داخل الدار وعمدن قبل أيام بتحضير “الحلو – مر” استعداد لرمضان كما يقمن بكل الطقوس لاستقبال عيد الفطر.

وسردت إخلاص حسن أحمد مدير سابق بدار رعاية المسنات تجربتها في الفترة التي امتدت خمس أعوام، موضحة أن الدار كانت تستضيف نحو 21 مسنة من مختلف ولايات السودان.

وأوضحت إن النظام كان على ثلاث مراحل ودوريات في الفترة الصباحية والظهيرة والليلية بهدف التواصل مع المسنات حال حدث أي طارئ، بجانب  وجود طبيب خصصته الوزارة يحضر أسبوعيا.

وبعثت إخلاص رسالة للجميع بأن الأمهات ليست مسؤولية وزارة الرعاية وإنما المجتمع كله ومن المفترض المحافظة عليهن

وعمدت مجموعة حنين إلى صيانة دار المسنات وتلقت الدار مجموعة من الهدايا الفخمة احتفالا بعيد الأم بجانب مساهمة مجموعة من الفنانين لتقديم فاصل من الأغاني ادخل البهجة والسرور في نفوس المسنات.