بعد إعلان الطوارئ.. هل تمنع حكومة غرب كرفان الهجمات على حقول النفط؟
الفولة 5 مارس 2023 ـ فرض والي غرب كردفان خالد جيلية، الأسبوع الماضي، حالة الطوارئ في جميع أنحاء الولاية وفوض الأجهزة الأمنية والعسكرية بحسم التفلتات الأمنية بمناطق استخراج البترول.
وجاء قرار الوالي بعد تزايد حالات الاعتداء على حقول النفط في الولاية التي تنتج نحو 180 آلف برميل يومياً، من 20 حقل موزعة في عدد من محليات الولاية وتتركز مُعظمها في محلية “هجليج” المٌتاخمة لدولة جنوب السودان.
أسباب الطوارئ؟
قال مسؤول عسكري رفيع بولاية غرب كُردفان فضل حجب اسمه لـ”سودان تربيون”، إن الأسباب الرئيسية وراء إعلان الطوارئ في مناطق إنتاج النفط، هي تنامي الجماعات المسلحة في المناطق القريبة من الآبار المنتجة للبترول.
وأشار إلى أن الجماعات، التي بعضها تضم عسكريين سابقين في قوات الدفاع الشعبي، أقدمت على وقف الإنتاج بصورة متكررة في عدد من المواقع من بينها “بليلة” ودفرة ومامبو، وهي حقول تنتج أكثر من 100 ألف برميل يومياً.
ونوه إلى أن لجنة أمن الولاية ظلت على الدوام تبعث قيادات عسكرية للتفاوض مع المجموعات الاحتجاجية، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل في ظل التمدد الكبير للمجموعات العسكرية وما يمكن أن تسببه من مخاطر للولاية عموماً.
وأضاف:”خلال أقل من 3 أشهر أوقف حقل بليلة لأكثر من 8 مرات، وحجز العاملين لساعات طوال في المكاتب ومنعهم من الطعام والشراب، وكان لزاما على سلطات الولاية أن تتحرك لوقف الفوضى قبل أن تعم”.
جماعات مسلحة
وقال عبد الرحمن يوسف أحد الناشطين في ملف مناطق أنتاج البترول بولاية غرب كردفان لـ”سودان تربيون”، إن الحقول حول منطقة بليلة والفردوس أصبحت غير آمنة في ظل الاستهداف المتكرر لها من جماعات مسلحة تقول بأن لديها مطالب تطالب الحكومة بتنفيذها.
وأضاف: “عمليات التخريب التي تتم بصورة دورية يبدو أنها مخططات تقف خلفها جهات تتلقى دعماً بغرض تعطيل إنتاج البترول”.
وزاد: “خلال فترة حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك ظهرت جماعات مسلحة كانت على صلة بنظام الرئيس المخلوع ساندته في الحرب ضد دولة جنوب السودان في سنوات سابقة، هذه المجموعات استخدمت من عناصر النظام السابق بغرض خنق حكومة حمدوك ضمن مخططات كانت تستهدف إشعال الأطراف وإغراقها بالصراعات فعطلت أكثر من مرة إنتاج النفط بعد أن سيطرت على الحقول بقوة السلاح”.
وأوضح يوسف أن انتشار السلاح بصورة مكثفة وتساهل السلطات في حسم الجماعات المتفلتة قاد لتأزم الوضع الأمني الذي وصفه بالخطير.
لكن مسؤول شباب بلدة “دفرة”، التي بها وأحد من أكبر الحقول المٌنتجة للنفط بولاية غرب كُردفان، حسكنيت محمد حميدان دافع عن لجوئهم لخيار الإغلاق للمطالبة بحقوقهم التي حصرها في الصحة والتعليم ورصف الطُرق، ولكنه نفى أي صلة لهم بالنظام السابق مقراً في ذات الوقت بمساندهم للجيش إبان حربه في جنوب السودان لحماية مناطق البترول من الاستهداف.
واتهم الشركات العاملة بتجاهل مطالب المجتمع المحلي والتلاعب ببند المسؤولية المجتمعية الذي يلزم الشركات أن تُنشئ مشروعات تنموية لصالح المجتمع المضيف.
وقال إن هذه المناطق التي ظلت الداعم الرئيس لاقتصاد السودان لما تنتجه من كميات كبيرة من النفط، لكن سُكانها يعاني من انعدام المستشفيات ومياه الشرب النقية وغياب الطرق المعبدة على الرغم من مطالبهم المُتكررة”.
وتابع: “لم نحصد من شركات النفط سوى الأمراض الخبيثة بسبب الأثر البيئي الخطير الذي خلفه استخراج البترول طوال العشرون عاماً الماضية، فأنتشر السرطان وسط المجتمعات، كما أن مخلفات النفط أدت لنفوق كميات كبيرة من الماشية بسبب غياب التثقيف وعدم التزام الشركات بالتخلص الآمن من النفايات”.
ودافع عن انتماء عدد كبير من أبناء قبيلة المسيرية لقوات الدفاع الشعبي والقتال بجانب الجيش الحكومي من أجل حماية مواقع البترول.
وهاجم والي غرب كردفان خالد محمد جيلية ورأى بأن إعلان حالة الطوارئ لا يلزمهم.
وتابع بقوله “لن نلتزم بحالة الطوارئ ونظل نطالب بحقوقنا المشروعة بكافة الطرق سلمياً او اللجوء لاستخدام السلاح”.
ودرجت المجتمعات المحلية على إغلاق محطات وحقول إنتاج النفط، للضغط على الشركات لتنفيذ مطالب تتعلق بالنسب المخصصة للتنمية، ومعالجة الآثار البيئية، وتوظيف السكان المحليين، علاوة على المال المخصص للمسؤولية المجتمعية وأوجه صرفه.
وخسر السودان ثُلثي إنتاجه النفطي بانفصال جنوب السودان العام 2011، الأمر الذي فاقم من أزمات البلاد الاقتصادية.
تخريب ممنهج
وكشف بيان أصدره تجمع شباب حول حقول بلدة “هجليج” أرسلت نسخته لـ”سودان تربيون”، عن خروج نحو 543 بئر عن الخدمة بسبب ارتفاع وتيرة التخريب الممنهج الذي طالها من قبل مجهولين.
وبرأ البيان السكان المحليين من مسؤولية تخريب الآبار لكون أن استهداف المنشات النفطية يتم بطرق واليات لا يستخدمها إلا ذوي الخبرة والدراية.
وأضاف: “ندين أعمال التخريب والتي ستضر بالإنتاج واقتصاد البلاد، وحتى نزيل اللبس والتهم تجاه أهلنا خلال الأيام المقبلة بعد اكتمال المعلومات سنكشف الحقائق والطرق الممنهجة التي يتم بها التخريب ومن يقف خلف هذه الأعمال بالأدلة والبراهين”.