فريق أرجنتيني لتشريح آلاف الجثث المكدسة في السودان خلال أسابيع
الخرطوم 2 مارس 2023 ــ قال مستشار قانوني إن السُّلطات وافقت على استقدام فريق دولي، للمساعدة في تشريح أكثر من ثلاث آلاف جثة في مشارح العاصمة الخرطوم، خلال أسابيع.
وأجلت النيابة العامة تشريح جثث المشارح، نظرًا لاعتراض لجان المقاومة وكيانات مهنية وطبية وأسر الضحايا للخطوة، مشترطين الاستعانة بفريق دولي.
وقال المستشار القانوني لأسر المفقودين عثمان البصري، لـ “سودان تربيون”، الخميس؛ إن “وزارة الخارجية أكملت إجراءات دخول فريق طب شرعي أرجنتيني، ليعمل على تشريح الجثث في الأسابيع المقبلة”.
وأشار إلى أن الفريق سيبدأ تشريح الجثث على مرحلتين، تتعلق الأولى بالوقوف على وضع المشارح والاحتياجات المطلوبة، فيما تتمثل المرحلة الثانية في حماية الجثث وفرزها ووضعها في أكياس حافظة.
وتُشكك لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص “المفقودين” والتابعة للنيابة العامة، في مصداقية عدد من الأطباء الشرعيين الذين أوقفت بعضهم في أوقات سابقة.
وتقول اللجنة إنها توصلت لتجارة أعضاء بشرية وبيع جثث مجهولة الهوية في مشارح العاصمة الخرطوم، إضافة إلى دفن جثامين من ضحايا مجزرة فض الاعتصام بطريقة غير قانونية وتزوير تقارير تشريح.
وتوقع محققان، تحدثا لـ “سودان تربيون” في 24 سبتمبر 2022، وجود أكثر من 200 جثة لضحايا الاختفاء القسري، وسط الثلاث آلاف جثمان مجهول الهوية في مشارح العاصمة الخرطوم.
وقال عثمان البصري إن الفريق الأرجنتيني يضم 36 خبيرًا متخصصين في مجالات مختلفة، منها الطب العدلي وحفط وحماية الجثث.
وأفاد بأن الفريق سيعمل على تأسيس نظام حديث للطب للشرعي السوداني.
وفي 14 يوليو 2021، منعت النيابة العامة فريق أرجنتيني يتكون خبراء انثرلوجيون وطب شرعي، وصل الخرطوم بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لمساعدة المحققين الوطنيين في بعض الجرائم؛ من زيارة المشارح.
وآنذاك، سجل هذا الفريق زيارة إلى مقبرة جماعية بمنطقة أم درمان، يُرجح أنها تضم ضحايا لمجزرة فض الاعتصام حول محيط قيادة الجيش التي جرت في 3 يونيو 2019. كما سجل زيارات ميدانية إلى مقبرة الـ 28 ضابط، ومقبرة جماعية أخرى فيها رفاة طلاب جرى قتلهم أثناء فرارهم من معسكر تدريب قسري في العام 1998.
وبدأت الجثث تتراكم في مشارح العاصمة الخرطوم منذ أن قررت لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص في 19 ديسمبر 2019، منع دفن أي جثمان مجهولة الهوية إلا بعد تطبيق بروتوكولات الصليب الأحمر الدولي.