السودان وإثيوبيا يتفقان على حل أزمة الحدود سلميًا
أديس أبابا 15 أكتوبر 2022 ــ اتفق السودان وإثيوبيا على حل المشاكل الحدودية عبر الطرق سلمية، وهذا أمر يمكن أن يقلل من اشتباكات قوات البلدين على الحدود الشرقية في موسم الحصاد.
وظلت هذه القوات تخوض معارك في حرب غير معلنة، بدأت منذ أن أعاد الجيش انتشاره في الحدود الشرقية في نوفمبر 2020، مستردًا مساحات زراعية كبيرة كان يفلحها إثيوبيون تحت حماية جيش ومليشيات بلادهم طوال 26 عامًا.
وعقد رئيس الحكم العسكري الجنرال عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، السبت، جلسة مباحثات مشتركة حول العلاقات الثنائية وأفاق التعاون المشترك، على هامش انعقاد منتدى تانا بمدينة بحردار.
وأمن البرهان وآبي أحمد، وفقًا لبيان صادر عن مجلس السيادة تلقته “سودان تربيون”، على “ضرورة معالجة كافة المشكلات الحدودية بالطرق السلمية عبر اللجان الفنية المتخصصة”.
وقال البرهان إن قضايا الخرطوم وأديس أبابا العالقة يمكن حلها عبر الحوار، كما يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الفنية لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، مبديًا ترحيبه بمقترح آبي أحمد الخاص بقيام تكامل اقتصادي بين البلدين.
بدوره، أشار رئيس وزراء إثيوبيا إلى أن سد النهضة سيعود بفوائد كبيرة على السودان ولن يكون خصمًا عليه، مشددًا على أن علاقة بلاده مع الخرطوم “ذات خصوصية”.
وشارك في المباحثات من الجانب السوداني وزير الخارجية المُكلف علي الصادق ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق إبراهيم مفضل وسفير الخرطوم في إديس إبابا جمال الشيخ، فيما ضمت وزير الخارجية وحاكم إقليم أمهرا من الجانب السوداني.
الأمن والسلم
وبدأت فعاليات منتدى تانا العاشر للأمن والسلام في أفريقيا، بمشاركة واسعة من رؤساء وقادة حكومات الدول الأفريقية، لبحث موضوعات الأمن وإحلال السلام والصراعات وتعزيز الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الأفريقية.
وقال البرهان، الذي تحدث في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، إن هذا “المنبر يُناقش القضايا الأفريقية السياسية والأمنية بعمق يصل إلى جذورها ويقترح لها حلولا واقعية قابلة للتطبيق، وهذا المنهج يُحقق شعار الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية”.
وأشار إلى أن المنتدى يُعقد في ظل تداعيات جسيمة لجائحة كورونا، إضافة إلى تحديات الأمن والسلم ومخاطر تُهدد الأمن الغذائي، علاوة على انتشار الكوراث الطبيعية الناتجة من التغيرات المناخية.
وأضاف: “ظل السودان يقوم بدور محوري في منطقة القرن الأفريقي لموقعه الجيواستراتيجي وإيمانه بمبدأ التعاون، كما يعمل على تمتين أواصر حُسن الجوار بين دول الإقليم بوصفه الرئيس الحالي لمنظمة الإيقاد”.
الوضع الداخلي
وأفاد رئيس الحكم العسكري بأن مسيرة الانتقال في بلاده واجهت تحديات وتعقيدات كبيرة، إلا أن “المؤشرات الراهنة تُبشر بقرب الوصول إلى وفاق بمشاركة القوى السياسية والمجتمعية وأطراف السلام”.
وأشار إلى أن هذا الأمر يقوي ضمانات استقرار فترة الانتقال وتشكيل حكومة مدنية تُدير البلاد وتهيء المناخ وتتخذ تدابير إقامة انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية.
وجدد البرهان موقف الجيش الذي أعلنه في 4 يوليو الفائت، بانسحاب المؤسسة العسكرية من السجال السياسي لتتفرغ لأداء مهامها التي تتمثل في حماية وصيانة أمن وسيادة البلاد.
وفي 25 أكتوبر 2021، نفذ البرهان انقلابا عسكريا على حكومة الانتقال المدنية، لكنه أبدى نية لتراجعه عن قبضته القوية على السُّلطة لينخرط في محادثات مع الحرية والتغيير، تحت ظل ضغط دولي كثيف.
ويتوقع أن يتوصل الطرفين إلى اتفاق يُطلق حكما مدنيا على البلاد، في غضون أسبوع، بعد قبول قادة الجيش بمسودة دستور انتقالي يجد دعما محليا كبيرا وتأييد دولي أساسًا للحل السياسي.
وقالت الحرية والتغيير إنها ستعقد، السبت، اجتماعا، يُناقش أسس الحل السياسي ومصير قادة الجيش وملاحظاتهم على مسودة الدستور الانتقالي الذي أعدته لجنة تسيير نقابة المحامين.