البرهان متفائل باقتراب تسوية الأزمة السياسية
الخرطوم 10 أكتوبر 2022 ــ أبدى قائد الحكم العسكري الجنرال عبد الفتاح البرهان، الاثنين، تفاؤله باقتراب تسوية الأزمة السياسية التي تُعيش فيها البلاد قرابة العام.
وتتعقد الأزمة السياسية التي سببها انقلابا عسكريا نفذه الجنرال عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021 بشكل كبير لتعدد الأطراف وكثرة مبادرات حلها التي تعثرت جميعها في إحداث أي توافق بين الفرقاء.
وقال البرهان، الذي خاطب حشدا في منطقة كدباس بولاية نهر النيل، “إنه متفائل بأن تشهد الفترة المقبلة انفراجاً في المشهد السياسي بعد استشعار الجميع بالمخاطر”.
وجدد تمسك الجيش بقرار الانسحاب من العملية السياسية حتى يتسنى للسياسيين تشكيل حكومة مدنية واصفاً التشكيك في هذا الأمر بالمزايدة ومكايدات.
ورفض البرهان اتهامات توجه للقوات المسلحة بالانحياز لأطراف معينة، وقال إن “الجيش لا ينحاز إلى أي فئة أو حزب خلاف الشعب الذي يستمد منه السند والعضد وأن من يروجون انحيازه للمؤتمر الوطني يريدون أن يسوقوا الناس بالخلا” وهو تعبير بالعامية يعني عكس الحقائق.
وفي 4 يوليو الماضي، أعلن الجيش انسحابه من المفاوضات التي تيسرها أطراف دولية وإقليمية لإفساح المجال للقوى السياسية للتوافق لتشكيل حكومة مدنية يعقبه حل مجلس السيادة ولكن القوى التي تقود الاحتجاجات شككت في الأمر وتمسكت بإسقاط العسكريين الحاكمين.
وحول مبادرة رجل الدين كدباس، قال البرهان انه تلقى اتصالا من راعي المبادرة وأبلغه بمسعاه في إصلاح ذات البين ولم شمل أهل السودان، حيث “أنه بارك له هذا المسعى لكونه أنه مع أي مبادرة تعمل لتوحيد أهل السودان”.
وفي سبتمبر الفائت استضاف رجل الدين الشيخ محمد حاج حمد الجعلي في بلدة “كدباس” قوى الحرية والتغيير الائتلاف الحاكم السابق وممثلين عن لجان المقاومة وأحد أطراف تجمع المهنيين السودانيين بجانب الحزب الجمهوري في لقاء قال بأنه يعمل على توحيد قوى الثورة التي ساهمت في ثورة ديسمبر وناهضت قرارات 25 أكتوبر.
بدوره، شدد نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” لدى لقائه وفد الآلية الثلاثية المؤلفة من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد على ضرورة التوصل إلى حل من خلال اتفاق يمهد لتشكيل حكومة لاستكمال الفترة الانتقالية مشيراََ إلى حكمة الشعب السوداني التي يتمتع بها في تجاوز المصاعب كافة التي تواجه البلاد.
وفي الاثناء، كشف سفير الاتحاد الافريقي محمد بلعيش في تصريحات صحفية عقب لقاء “حميدتي” عن قرب الوصول لتسوية سياسية مرضية لكل أطراف العملية السياسية، وقال إننا “نرى أننا نقترب أكثر فأكثر من تسوية مرضية لكل أطراف العملية السياسية”.
ووصف بلعيش اجتماعهم مع “حميدتي” بالإيجابي والبنّاء وأوضح أنه تناول التطورات الجارية في الساحة من خلال الحراك الذي تقوده اللجنة التسييرية لنقابة المحامين الى جانب الحوار الجاري بين المكونات السياسية.
وكانت الآلية الثلاثية علقت ملتقى الحوار “السوداني – السوداني” يونيو الماضي والذي قاطعته القوى المؤيدة للديمقراطية واستعاضت عنه بلقاءات فردية مع القوى السياسية والقادة العسكريين ومنظمات المجتمع المدني وذلك من أجل حملهم على اتفاق من شأنه أن يعيد البلاد للمسار الديمقراطي الذي انقلب عليه الجيش.
وقال الدبلوماسي الأفريقي انّه آن الأوان لينخرط الجميع في العملية السياسية بروح بنّاءة إخراج البلاد من هذا النفق، من أجل تطبيع علاقات السودان مع محيطه الإقليمي والدولي، ومعالجة الوضع الاقتصادي فضلاََ عن استكمال السلام الشامل وترسيخ الإجراءات التي تصب في استقرار السودان.