Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

تزايد التوتر على الحدود بعد مقتل 18من الرعاة السودانيين اثر هجوم تشادي

تشييع مهيب لضحايا الهجوم التشادي - الجمعة 5 أغسطس 2022

الجنينة 5 أغسطس 2022- قُتل 18 شخصاً وأصيب 17 آخرون في هجمات شنتها جماعات تشادية مسلحة في غرب دارفور ونشرت السلطات السودانية قوات على الحدود مع تشاد  للسيطرة على الموقف بعد حشد القبائل العربية  مقاتليها للثأر ممن اعتدوا على افرادها.

وأتى الحادث بعد ساعات قليلة من مباحثات خاطفة أجراها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” مع رئيس المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد ديبي بانجمينا التي وصلها من غرب دارفور على رأس وفد أمني بحثت قضايا عديدة على رأسها أمن الحدود.

ونفذ المسلحون التشاديون هجومين يومي الأربعاء والخميس كانت حصيلته الكلية 18 قتيل، حيث اثنين من الرعاة في الهجوم الأول بينما كان عدد الضحايا في هجوم الخميس 16 شخصا و17 مصاباً.

وشيع سكان الجنينة في موكب مهيب الجمعة ، جثامين الضحايا الذين قتلوا في منطقة “بئر سليبة” التابعة لمحلية سربا إلى مقابر “النسيم” بحضور “حميدتي”.

وهتف المشيعون “الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية” وسط حالة من التوتر وعدم الرضا من التعديات المستمرة على الرحل في غرب دارفور.

المئات من ذوي الضحايا هتفوا مطالبين بالقصاص

واستنكر “حميدتي” الحادثة وعدَها انتهاكاً واضحاً لحدود السودان كاشفاً عن تلقيه شكاوى من جهات عديدة بسبب تجاوزات ترتكبها جماعات مسلحة عابرة للحدود.

وكشف لدى مخاطبته حشداً من ذوي الضحايا عن زيارة مرتقبة لموقع الحادث للتقصي أكثر حوله ووضع التدابير الملائمة لعدم تكراره، لافتا الي أن تكرار الاعتداءات على المواطنين في الحدود السودانية التشادية هي مسؤلية القوات المشتركة موجها المواطنين بعدم التجمهر في مواقع الأحداث.

وكشف المسؤول السيادي عن قرارات مصيرية سيتخذها مجلس الأمن والدفاع الذي دعا لاجتماع طارئ مساء الجمعة لبحث أمن الحدود.

بدوره قال نائب والي غرب دارفور التجاني الطاهر كرشوم لـ”سودان تربيون” إن لجنة أمن الولاية اتخذت تدابير احترازية الخميس بعد تلقيها بلاغاً بوقوع الحادث الأول الذي راح ضحيته شخصين ونهب قطعان من الإبل ،بإرسال قوة للسيطرة على الحدود لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، لكن المجموعة المتفلته هاجمت المنطقة مرة أخرى وقتلت 16شخصاً وأصابت 17 آخرين.

وكشف المسؤول عن إرسال تعزيزات أمنية لتأمين الحدود لمنع تسلل المليشيات التشادية داخل البلاد.

وأشار إلى أن لجنة أمن الولاية اتخذت إجراءات عاجلة تشمل تحريك القيادات المجتمعية إلى منطقة الأحداث للعمل على إرجاع الأموال المنهوبة وإيقاف أي فزع أهلي إضافة لطلب المساعدة في القبض على الجناة بالتنسيق مع القوات المشتركة السودانية التشادية.

ودعا لضبط النفس والتعامل بنوع من الحكمة وإعطاء الحكومة فرصة للقبض على المتفلتين، مؤكدا بان الولاية ستتعامل بشكل حاسم لمنع دخول المتسللين إلى الأراضي السودانية.

وفي الأثناء أبلغت مصادر “سودان تربيون” أن مناطق “أرمنكول” و”بير دقيق” إضافة إلى “بئر سليبة” التي وقع فيها الحادثة تشهد تجمعات كبيرة من القبائل العربية للثأر على مقتل ذويهم فيما وصلت تعزيزات أمنية مكثفة من قوات الدعم السريع والجيش لهذه المنطقة لإثناء المواطنين عن عبور الحدود ومنح الأجهزة العسكرية فرصة تعقب الجناة بالتنسيق مع قيادة القوات المشتركة بين السودان وتشاد.

وفي الأثناء قال عضو التنسيقية العٌليا لأبناء الرحل محمد صالح كبرو لـ”سودان تربيون” إن مليشيات تشادية مسلحة هاجمت الأربعاء الماضي بادية للعرب الرحل وسرقت نحو 100 رأس من الإبل من منطقة “أبوسروج” شمال الجنينة كما أسفر الهجوم عن مقتل شخص وجرح اثنين من الرعاة.

وأضاف أن فزعا أهليا تتبع أثر الجُناة حتى الحدود السودانية التشادية لكن القوات المشتركة السودانية التشادية المرابطة هناك منعتهم من عبور الحدود.

وتابع بقوله ” يوم الخميس عادت نفس هذه الميلشيا وسرقت 200 رأس من الإبل وأدخلتها الأراضي التشادية “.

وأكد أن القوات المشتركة حالت بين الفزع الأهلي والمجرمين بعد عبورهم للحدود،والتزمت بإعادة الماشية المنهوبة وحينما ذهبت القوات لمقرها للتواصل مع قيادتها، تفاجأ الفزع بهجوم مباغت من المجموعة نفسها مطلقة عليهم الرصاص بصورة عشوائية.

وأبان أن هذه المناطق ظلت طوال الفترة الماضية تشهد حوادث مماثلة ضد الرعاة.

وعلى الرغم من تواجد القوات المشتركة السودانية التشادية إلا أن المناطق الواقعة على الحدود الطويلة الرابطة بين البلدين تشهد تفلتات أمنية ونشاط مكثف لجماعات مسلحة تنشط في عمليات النهب وقتل المواطنين.

وتسلم السودان الأربعاء الفائت قيادة القوات المشتركة السودانية ــ التشادية ، بعد انتهاء مؤتمر لتقييم التجربة.

السودان يطالب تشاد بتوقيف المتفلتين

ودعت الحكومة السودانية السلطات التشادية لسرعة القبض على منفذي الهجوم ، بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع رأسه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وشارك فيه نائبه حميدتي ولجنة الأمن بولاية غرب دارفور عبر تقنية الاتصال المرئي.

واستمع المجلس لتقارير من الأجهزة الأمنية حول الموقف وأبدى أسفه علي الأحداث، كما اعرب عن قلقه حيال تطورات الأزمة وانزلاقها لصراع اجتماعي له أبعاده وانعكاساته داخليا وخارجيا.

واتخذ مجلس الأمن والدفاع عددا من القرارات لمنع تطور الأحداث ،تمثلت في مواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية لاحتواء الموقف و”حث الجانب التشادي على ملاحقة المجرمين واسترداد المال المسروق بأسرع ما يمكن”.

ودعا للعمل على تعزيز قدرات ودور القوات المشتركة السودانية التشادية وضبط التحركات على الحدود بين البلدين بما في ذلك تحركات الرعاة علاوة على مراقبة الأنشطة المختلفة وتطبيق الإجراءات الرسمية على كافة التحركات.

وعلى الرغم من تواجد القوات المشتركة التي انتقلت رئاستها للسودان حديثا إلا أن المناطق الواقعة على الحدود الطويلة الرابطة بين البلدين تشهد تفلتات أمنية ونشاط مكثف لجماعات مسلحة تنشط في عمليات النهب وقتل المواطنين.

ويتهم أبناء القبائل العربية القوات المشتركة من الجانب التشادي بتوفير الحماية للمجموعات المسلحة العابرة للحدود.

وأكد المجلس حرصه على سلامة وأمن المواطنين وحماية ممتلكاتهم وصون أراضي البلاد وأمن على عمق العلاقات الثنائية بين السودان وتشاد وضرورة الحفاظ عليها.