الرئيس الاريتري يرعى مؤتمراً لقادة الشرق في اسمرا
الخرطوم 1 أغسطس 2022- قال قيادي أهلي الاثنين، إن الحكومة الاريترية وجهت الدعوة للعشرات من زعماء العشائر في شرق السودان لحضور اجتماع تعتزم عقده بدايات الإسبوع المقبل يناقش أزمة المنطقة وطرق حلها.
وكانت صحيفة “السوداني” نقلت في وقت سابق من يوم الاثنين عن مصادر أن الحكومة الإريترية بدأت الإعداد لمؤتمر معالجة القضايا المصيرية في شرق السودان بالدعوة لملتقى تحضيري مطلع الأسبوع المقبل في أسمرا يشارك فيه القادة الأهليين الفاعلين والسياسيين وشيخ خلاوي همشكوريب سليمان بيتاي.
وأكّدت أن الوفود ستتحرك من ولاية كسلا براً الخميس المقبل لعبور الحدود المغلقة منذ سنوات بين البلدين، وأن الدعوة تمّت بتوجيهات وإشراف مباشر من الرئيس أسياس أفورقي.
وأبلغ قيادي أهلي فضل حجب اسمه “سودان تربيون” “أنهم سيشاركون خلال الأيام القليلة المقبلة في مؤتمر يرعاه الرئيس الارتري اسياس أفورقي لبحث الأوضاع في الإقليم”.
وأبدى استغرابه من توقيت عقد الملتقى كونه يجئ في وقت تشهد فيه المنطقة استقرارا لم يسبق له مثيل طوال الثلاث أعوام الماضية.
وردا على ما إذا كان اجتماع اسمرا هو الخاص بأهل الشرق الذي كان مفترضا عقده قبل عدة أشهر أجاب القيادي أن ” اجتماع أسمرا لا علاقة له بالمؤتمر الجامع لأهل الإقليم الذي ورد في اتفاق مسار الشرق”.
وأضاف “نحن ذاهبون للاستماع لرؤية القيادة الارترية بشأن التعامل مع الأوضاع في السودان عموماً والشرق على وجه الخصوص”
ومنذ العام 2019، تتوالى الصراعات الإثنية بولايات الشرق الثلاث “البحر الأحمر وكسلا والقضارف”، تارة بين البني عامر والنوبة، وأخرى بين الهدندوة والبني عامر مخلفة أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وحرق لعشرات المنازل.
بدوره قال والي كسلا الأسبق صالح عمار لـ”سودان تربيون” إن الدور الارتري في الشرق قديم واتفاق اسمرا للسلام الموقع في العام 2006 أحد فصوله.
وأبان أن التأثير بين الشرق “والسودان عموما” وارتريا متبادل ومن مصلحة البلدين العيش في استقرار،كما أشار إلى أن أي مسعى تقوم به ارتريا للسلام في السودان” مفهوم”.
وقال عمار إن القيادة الارترية مطالبة بالتحضير والدراسة الجيدة للوضع المعقد حاليا في السودان والتقاطعات الدولية والإقليمية قبل أن تقدم على أي خطوة كما شدد على ضرورة مطالبتها بالتحديد الدقيق للأطراف صاحبة الثقل في الإقليم والحذر عند التعامل مع لمجموعات التي كانت سببا في الفتنة ونقل النزاع إلى المنطقة بالنيابة عن آخرين.
وتابع ” إذا تحققت هذه العوامل فلا شك أن الدور الارتري سيجد الترحيب”.
تحركات أوسع
وكانت صحيفة “الشرق” نقلت منتصف يونيو الماضي عن مصادر لم تسمها أن إريتريا ترغب في التوسط بين الفرقاء السودانيين لحل الأزمة السياسية،رغم تحفظ الخرطوم، ورفض الولايات المتحدة الأميركية.
وفي غضون شهرين فقط، تسلَّم رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان رابع رسالة خطية من الرئيس الإريتري أسياس أفورقي.
وقالت المصادر إنَّ أفورقي يرغب في تقديم وساطة لحل الأزمة بين الفرقاء السودانيين، وبعث العديد من الرسائل الشفهية و المكتوبة، في هذا الخصوص.
وكشفت مصادر الصحيفة أنه في 11 أبريل الماضي، عندما وصل وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح والمستشار يماني قبراب كمبعوثين خاصين من رئيس بلادهم، في زيارة استغرقت يوماً واحداً، عرضا على البرهان التوسط لحل الأزمة لكنه اخبر الوفد بأنهم “غير محايدين” و”يدعمون الجانب الإثيوبي”، ويقدمون “دعماً لوجستياً لقومية الأمهرا” على الحدود السودانية.
لكن وفقاً لمصادر “الشرق” لم يثنِ هذا التحفظ أفورقي عن تكرار الطلب ذاته من خلال العديد من الرسائل.
ومع آخر زيارة في مايو الماضي، أكد البرهان للوفد الاريتري ضرورة أن يكون الدعم من خلال “الآلية الثلاثية”، أي الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والإيقاد لحل الأزمة بين الفرقاء السودانيين.
لكن مصادر سودانية رفيعة كشفت لذات الصحيفة أن مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي في، أبلغت الخرطوم خلال زيارتها الأخيرة في يونيو الجاري رفضها جهود إريتريا المستقلة لحل الأزمة بين الفرقاء السودانيين،وأكدت عدم دعمها لأي اجتماعات منفصلة قد تعقد مستقبلاً في أسمرا لحل الأزمة السودانية.