إدانة واسعة للإعتداء على موكب (الديم) وسط مخاوف من تزايد العنف
الخرطوم 27 يوليو 2022 ــ أدانت قوى سياسية ولجان مقاومة ومجلس الأمن والدفاع، التعدي على موكب نظمته قوى الحرية والتغيير بمنطقة الديم، جنوبي العاصمة الخرطوم.
واعتدى أفراد بزي مدني، الثلاثاء، على موكب الحرية والتغيير الذي سيرته لدعم السلم الاجتماعي بعد وقوع نزاع قبلي بإقليم النيل الأزرق، حيث وقعت إصابات عديدة بين قادة وأعضاء الائتلاف.
وقررت تنسيقية لجان مقاومة الديوم الشرقية، ليل الاثنين، عدم السماح لأي كيان بمخاطبة الجماهير في تقاطع باشدار بمنطقة الديم باستثناء لجان المقاومة.
لكن التنسيقية عادت وقالت بعد حادثة الاعتداء إنها لم تمنع المواكب السلمية وإنما رفضت إقامة منصة لأي حزب أو ائتلاف، للحيلولة دون نقل الصراعات الحزبية من المكاتب إلى شوارع الثورة.
وأبدت في بيان، تلقته “سودان تربيون”، رفضها للعنف، قائلة إن الجميع في الثورة سواسيه وحملت نتائج وعواقب الأحداث لكل الأطراف.
وبرزت مخاوف من إدخال العنف في المواكب التي ظلت تُنظم مُنذ ديسمبر 2018، بصورة سلمية على الرغم من القمع الوحشي الذي تُقابل به قوى الأمن والشرطة هذه الاحتجاجات.
وحذرت تنسيقية لجان أحياء أمبدة من استمرار العنف، لأنه يُؤدي إلى “مزيد من التشرذم والتفتيت ويقلل من فرص إنهاء الانقلابات العسكرية وبناء السودان الذي يحلم به الجميع”.
واستنكرت التنسيقية تفشي خطاب الكراهية بين السودانيين، مما يزيد من احتمالات توسع العنف، داعية إلى قبول الآخر المختلف وتبني خطاب السلم الاجتماعي وإنهاء الوسائل الغير سلمية للتعبير على الرأي.
وانتشر في السودان خطاب الكراهية ونبذ الآخر بصورة كبيرة في الأونة الأخيرة، فاقم من الأمر عدم توحد القوى المناهضة للحكم العسكري في كيان واحد واستشراء التخوين بينهم، علاوة على أعمال الصراع القبلي في بعض مناطق البلاد.
وأدانت تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم استخدام العنف في المواكب السلمية، وطالبت بالالتزام بطرق التعبير اللا عنفي، مؤكدة على أحقية المكونات المناهضة للحكم العسكري تنظيم الفعاليات الثورية.
وتعثرت محاولات قوى الحرية والتغيير لضم أكبر قوى مناهضة لسُّلطة قادة الجيش، بما في ذلك لجان المقاومة، لكن الأخيرة وضعت اشتراطات صعبة أمام هذه الوحدة.
وتشترط لجان المقاومة في ميثاق تأسيس سُّلطة الشعب توقيع الأحزاب عليه منفردة وليس كائتلاف، وذلك بعد نشر نقد لتجربة تقاسم السلطة التي إنهاءها الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021.
تحذيرات جدية
واعتبر تجمع لجان أحياء الحاج يوسف العنف الذي مُورس ضد موكب “السودان: الوطن الواحد”، بتقاطع باشدار بمنطقة الديم بمثابة “نتاج لغرس بذور المزايدة والطهرانية الزائفة من قبل البعض، حتى أصبحت سرطانا يسرى في جسد القوى الثورية”.
وطالب التجمع بأخذ العظة من أحداث موكب الحرية والتغيير في مقبل الطريق، حيث أن قتال القوى المناهضة للحكم العسكري الداخلي يُعد حبلا سريا يغذي سلطة قادة الجيش.
وقالت لجان مقاومة الكباشي إن العنف ضد الموكب يُعتبر “إمتداد لخطاب الكراهية وتجريم الشركاء من القوى السياسية الموجودة في الشارع، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا”.
وأبدت حكومة الظل بحزب بناة السودان القلق البالغ تجاه الأحداث العنيفة التي صاحبت موكب الحرية والتغيير، وقالت إن الحياد عن الالتزام الصارم بسلمية الاحتجاجات يمثل منحنى حاد سيؤدي حال استمراره إلى الدخول في حلقات عنف يصعب السيطرة عليها.
وأشارت إلى أن تعدي الأحزاب على حق الشعب في الدعوة إلى الاحتجاج وتخليها غير المبرر عن دورها ووظيفتها الأساسية، يؤدي إلى “عسكرة المجال السياسي مما يشكل تهديدا حقيقيا للأمن والسلامة ويضيف تعقيدات لا قبل للدولة بتحمل تداعياتها”.
تنديد العسكر
وعقدت اللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع ــ أعلى سُّلطة في البلاد، اجتماعا ترأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وحضره المكون العسكري وقادة القطاع الأمني والعسكري.
وأدانت اللجنة الأحداث ضد موكب الحرية والتغيير وقالت إنه يمكن “أن تسفر عنها تداعيات تغذي ممارسة العنف والعنف المضاد مما يؤثر على الأمن الوطني”.
وأعلن المتحدث باسم الجبهة الثورية أسامة سعيد عن وقوفهم بحزم ضد تحويل حالة السلمية التي صاحبت الثورة إلى حالة عنف وعنف مضاد”.
وتتقاسم الجبهة الثورية السُّلطة مع قادة الجيش الذين نفذوا انقلابا عسكريا على حكومة الانتقال التي كانت الحرية والتغيير بمثابة ائتلافا حاكما لها.