Thursday , 21 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

اتساع  رقعة العنف القبلي وسقوط مزيد من الضحايا في أحداث النيل الأزرق

نزوح المئات من شرق الروصيرص بعد تنامي العنف القبلي - ارشيفية

الخرطوم 16 يوليو 2022- استمرت حالة العنف والتوتر البالغين في إقليم النيل الأزرق السبت ما قاد لارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات القبلية وسط تضارب في أرقام القتلى.

وتعيش ثلاث من محليات الإقليم منذ أيام هجمات عنيفة بعد تفاقم الأوضاع الناجم عن تنازع بين الهوسا وقبائل الانقسنا الذين أعلنوا رفضهم المغلظ لمنح الهوسا إدارة أهلية باعتبارهم ليسو من أصحاب الأرض فيما ارتفعت الأصوات المنادية بترحيلهم من الولاية كما نفذت ضد المنتمين للهوسا حملات انتقامية في الأحياء والشوارع.

ووصف شهود عيان تحدثوا لـ”سودان تربيون” الأوضاع في المنطقة بالبالغة التعقيد، وقالوا إن بعض المواطنين نفذوا هجمات على الهوية في عديد من المناطق حيث قتل رجل بعد ضربه بالعصي وأحرقت سيارته بعد تأكيد انتمائه للهوسا كما تم التعدي علي أسرته وقتل عدد من أفرادها برغم محاولات إسعافهم.

وأدت الهجمات العنيفة والقتل بسبب الانتماء لموجات نزوح عالية حيث بات السكان يفرون من منازلهم طلبا للحماية.

ولم يكترث الأهالي لقرارات الحكومة ولجنة الأمن التي أقرتها الجمعة بحظر التجوال ومنع التجمعات في الأماكن العامة، حيث تكتظ الشوارع بالشباب المسلحين وسط غياب كامل للأجهزة الأمنية.

وقالت وزارة الصحة الاتحادية في بيان مساء السبت إن التقرير الوارد من النيل الأزرق تحدث عن وصول الوفيات لـ 33 حالة و108 إصابة، 5 منها تم تحويلها خارج الإقليم.

وأفادت بتشكيلها فريق استجابة سريعة بالتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء، ومنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود البلجيكية والفرنسية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتم توفير كل المعينات عبر الإمدادات الطبية والشركاء كما تم استنفار الكوادر الطبية العاملة بالولاية للتوجه لمستشفى الدمازين.

بدورها قالت لجنة الأطباء المركزية إن عدد الوفيات التي تم حصرها في النيل الأزرق بلغت 19 حالة بجانب اصابات متعددة بلغت في مجملها نحو 40، وأشارت لاستمرار الأحداث وأن هناك عدد كبير من القتلى  والإصابات لم تصل المستشفيات ومرافق العلاج.

وأعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في السودان فولكر بيرتس عن قلقه حيال أحداث النيل الأزرق.

ودعا في تغريده بتويتر الأطراف والمجتمعات المحلية إلى ضبط النفس والامتناع عن الانتقام الذي يحدث الآن.

وقال إن العنف بين المجتمعات والخسائر في الأرواح في منطقة النيل الأزرق “أمر محزن ومقلق للغاية”.

وحث المجتمعات ومن يقودها على ضبط النفس والامتناع عن الانتقام والعمل مع الإدارة الاهلية وسلطات الاقليم لاتخاذ خطوات ملموسة نحو التعايش السلمي.

واتهم المتحدث باسم تحالف قوى الحرية والتغيير وجدي صالح عناصر النظام المعزول بتأجيج أحداث النيل الأزرق من خلال فرض سياسات الانحراف عن شعارات الثورة.

وقال صالح لـ “سودان تربيون” إن أحداث النيل الأزرق ” من منتوجات الانقلاب،التي يقف خلفها عناصر النظام البائد بفرض سياسات يحاولون من خلالها الانحراف عن شعارات الثورة ومقايضة الاستقرار مقابل التخلي عن التحول المدني الديمقراطي”.

ودعا أهالي النيل الأزرق إلى التهدئة وتحكيم صوت العقل ومعالجة أوجه الاختلاف من خلال حوار مع كل مكونات المجتمع.

ودان بيان للحرية والتغيير تطورات الاحداث في النيل الأزرق وقال في بيان إن قوات الشرطة وغيرها من القوات النظامية تواصل فقدان هيبتها وثقتها لدى المواطنين في كافة ربوع البلاد، إذ شكلت غياباً تاماً عن مناطق الأحداث، وتماطلاً في الاستجابة لنداءت المواطنين السابقة في المنطقة للتحرك المسبق لحفظ الأمن؟

كما شجبت الجبهة الثورية أحداث العنف و الاقتتال الأهلي في النيل الأزرق وطالبت القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني في الولاية بتفعيل وسائل التوعية بين المواطنين لتفويت الفرصة على من أسمتهم أصحاب الغرض والمتربصين بالسلام.

وناشدت في بيان لمتحدثها الرسمي أسامة سعيد رجالات الإدارة الأهلية بالتدخل لوقف الاقتتال والعمل على تسوية النزاعات و الخلافات بالحكمة بعيدا عن العنف.

بدوره حمل الحزب الشيوعي سلطات إقليم النيل الأزرق المسؤولية كاملة في تراخيها عن حماية المواطنين والتغافل عن بوادر الأزمة التي امتدت لأكثر من شهرين وعمليات التحشيد القبلي التي تمت والتسليح الذي ساهم في إشعال الفتنة.

ودعا في بيان لتكوين لجنة قانونية للنظر في أصل الصراع الدائر الآن وتحديد من قام بعملية التسليح ومصادر السلاح.