البرهان يعلن انسحاب الجيش من المفاوضات السياسية

الخرطوم 4 يوليو 2022- أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان الاثنين، انسحاب الجيش من المفاوضات السياسية التي تيسرها أطراف دولية وإقليمية فاسحاً المجال للقوى السياسية للتوصل لتوافق حول تشكيل حكومة كفاءات.

وتأتي تصريحات البرهان بعد يوم من نعي  تحالف الحرية والتغيير للعملية السياسية متهماً الجيش بتدميرها عقب موجة العنف التي صاحبت مليونية الثلاثين من يونيو الماضي.

وتقود الآلية الثلاثية المؤلفة من بعثة الأمم المتحدة في السودان والاتحاد الأفريقي ومنظمة الايقاد جهودا منذ أشهر لإنهاء الأزمة السياسية المتطاولة التي دخلها السودان عقب انقلاب عسكري نفذه الجيش أواخر أكتوبر الماضي.

وقال البرهان في خطاب مفاجئ  بثه التلفزيون الرسمي “إن المؤسسة العسكرية لن تشارك في المفاوضات الجارية حالياً التي تسهلها الآلية الثلاثية ،لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية الأخرى من الجلوس وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة  تتولى إكمال مطلوبات الفترة الانتقالية”.

وأبدى أمله في أن تُنخرط هذه القوى في حوار فوري و جاد يعيد وحدة الشعب السوداني.

وتنظم لجان المقاومة منذ أواخر أكتوبر الفائت احتجاجات تدعوا لها باستمرار ضد الحكم العسكري وتنادي بإسقاطه وإبعاد المؤسسة العسكرية من الفعل السياسي وهو أمر يرفضه قادة الجيش ويرفضون تسليم السلطة إلا في حال توافق القوى السياسية او قيام انتخابات ويردون على المظاهرات بقمع مفرط.

وأشار البرهان أنه بعد تشكيل الحكومة التنفيذية سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى من القوات المسلحة والدعم السريع يتولى القيادة العليا الأجهزة النظامية يكون مسؤولاً عن مهام الأمن والدفاع وما يتعلق بها من مسئوليات تستكمل مهامه بالاتفاق مع الحكومة التي يتم تشكيلها.

وجدد التزام القوات المسلحة بدعم تحقيق أهداف ثورة ديسمبر ودعم التحول والانتقال الديمقراطي وحماية وإكمال مطلوباته.

وتابع ” واضعين نصب أعيننا التدهور الذي ضرب قوى الدولة المختلفة وإزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات العامة نتيجة للتخاصمات السياسية ومحاولات احتكار السلطة وإقصاء الآخر وعدم إعلاء المصالـح والقيم الوطنية”.

وأكد أن القوات المسلحة لن تكون مطية لأي جهة سياسية للوصول لحكم البلاد مشيراً إلى أنها ستلتزم بتنفيذ مخرجات الحوار الذي تيسره الآلية الثلاثية.

ودعا الشباب إلى التمسك بالسلمية لأن حق التعبير عن الرأي مكفول للجميع، قائلا” ما قدمتموه من تضحيات محل تقدير وتحقيق أمالكم وطموحاتكم في الانتقال الديمقراطي”.

وتأسف البرهان لسقوط الضحايا من كل الأطراف وشدد أن المؤسسة العسكرية والأمنية ستقف إلى جانب تحقيق العدالة وتساعد في التحقيق الذي يفضي إلى تبيان الحقائق وتقديم المتورطين في إزهاق الأرواح للعدالة.