السودان يستنجد بصناديق النقد العربية لإنعاش اقتصاده
الخرطوم 18 يونيو 2022 ــ أعلن مسؤول سوداني رفيع عن توجه بلاده إلى الصناديق المالية العربية لإنعاش اقتصاده، وذلك بعد أشهر من تعليق المؤسسات الدولية تعاملها مع الخرطوم.
والأربعاء، تحدث وزير المالية جبريل إبراهيم عن أن السودان وقع مذكرة تفاهم مع الإمارات، بشأن مشروع زراعي ضخم يربطه طريق بري إلى ميناء جديد سيجري بناؤه على ساحل البحر الأحمر؛ دون أن يدلي بمزيدا من التفاصيل.
وتوقع جبريل إبراهيم، في برنامج مؤتمر إذاعي الذي تبثه الإذاعة السودانية، الجمعة؛ أن يصل إلى البلاد “وفدان من صندوق النقد العربي وبنك التنمية الإسلامي، خلال أسبوع، لاسئتناف تمويل المشاريع”.
وأشار إلى أن صندوقي الاستثمار في كل من السعودية والكويت، أبديا استعداد للاستثمار في السودان.
وأضاف: “نأمل أن يسد استثمار الصناديق العربية الفراغ الذي أوجده غياب المؤسسات المالية الدولية”.
وعلقت الدول الغربية والمؤسسات المالية العالمية، مساعدات تعهدت بها إلى البلاد بمليارات الدولارات، بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه الجنرال عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021، كما جرى تعليق عملية إعفاء الديون.
وأقر جبريل إبراهيم تعاملات السودان مع صندوق النقد والبنك الدوليين وبنك التنمية الأفريقي، لأسباب سياسية.
وأشار إلى أن بلاده كانت تعول على المانحين وشركاء السلام لتنفيذ اتفاق السلام، لكن الاضطراب السياسي أعاق هذه الأمر، بحيث لم نتجاوز صرف 10% من الموارد المرصودة في الموازنة لتنفيذ اتفاق السلام.
وأضاف: “جزء من تعثر تنفيذ اتفاق السلام عدم توفر الموارد المالية، بما في ذلك الترتيبات الأمنية وإعادة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم وتحقيق العدالة الانتقالية وإعمار المناطق المتضررة من الحرب”.
وووقعت حكومة الانتقال وتنظيمات الجبهة الثورية في 3 أكتوبر 2020، اتفاق سلام بعد أشهر طوالٍ من المفاوضات التي استفاضتها جنوب السودان.
ويُعاني السودان من أزمة اقتصادية تفاقمت بعد الانقلاب العسكري الذي أجبر المجتمع الدولي إلى توقف مساعداته التنموية وعملية إعفاء الديون وتفاهمات بقروض واستثمارات ضخمة.
والخميس، أظهر تقييم شامل للأمن الغذائي وهشاشة الأوضاع، أعده برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، مواجهة 15 مليون سوداني حاليًا انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي؛ متوقعا ارتفاع العدد إلى 18 مليون بحلول سبتمبر المقبل.
وتحدثت منظمات دولية مهتمة بأمر الطفولة، الخميس، عن أن ثلاث ملايين طفل سوداني يعانون حاليًا من سوء التغذية، منهم 650 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، متوقعة وفاة نصفهم حال عدم حصولهم على علاج.