Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

تقشير البصلة

الجميل الفاضل

الجميل الفاضل
نقص هرمون الوطنية أو فقدانه، يمثل عقدة أزلية تلازم كافة التنظيمات أممية الطابع والمعتقد.. عقدة تلاحقها كظلها، حيثما حلت، وأينما ذهبت.
مثل هذه التنظيمات تتعامل في العادة مع الدولة الوطنية كشر لابد منه، فرضه الواقع الدولي الراهن، أو كمعطى مرحلي يوفر لها على الأقل منصة لإشباع شهوتها في تغيير العالم برمته على نحو ما تعتقد.
وبكل تأكيد فإن فاقد الشيء لا يعطيه، وإن تمظهر به سمةً وشكلاً واسماً.
كما أنه لن يغير تمسح مثل هذه التنظيمات بالوطن والوطنية، من حقيقة وجوهر توجهاتها وتطلعاتها وانتماءاتها الأممية.
فالتستر بدثار وطنية زائف، مع الحرص الزائد دائما على إبراز ديباجة تحمل النسب الوطني، ظل سمة من سمات ومسميات أحزاب وتحالفات الإسلاميين في السودان، ولعل آخر نسخ مثل هذه التحالفات التي تلحق بشكل متعمد صفة الانتماء للوطن.. تحالف “قوى التوافق الوطني” وتحالف آخر أعلن عنه مؤخراً حول “وثيقة التراضي الوطني”.
أن تسمي الكيانات العابرة للحدود بصفات تناقض طبيعتها المتعدية.. لم يقف عند حزب المؤتمر الوطني، الذراع السياسي للحركة الإسلامية في السودان، بل إن محاولات طمس هوية الانتماء للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين شملت حركة النهضة في تونس، وتجمع الإصلاح اليمني، وجبهة الإنقاذ الجزائرية، وغيرها وغيرها من تنظيمات إخوانية كحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
ومع إرهاصات ما يمكن أن يقع في البلاد اليوم أو غداً، فإن عملية تقشير بصلة التمكين الإخواني في السودان ستظل مستمرة طبقة بعد طبقة.
إذ إن نذر مواجهة مفتوحة مع تيار الإسلام السياسي باتت وشيكة على أية حال.
وهي مواجهة في الحقيقة واسعة النطاق جداً، ومتعددة الأطراف لأقصى حد، رغم أن البعض لازال يتصور أنها مجرد نزال صغير مع أربعة أحزاب بلا قيمة أو وزن، أحزاب لا حول لها ولا قوة.
فمن شأن الأقدار دائماً، أن تستدرج مقدوريها إلى ساحة النفاذ، عند حلول الأجل بالضبط، فللقدر ساعة دقيقة غاية الدقة، لا تستقدم بطبيعة الحال ولا تستأخر.

حالتي
أشهد ألا انتماء الآن
إلا أنني في الآن لا.