خبير أممي ينتقد استمرار انتهاكات قوى الأمن والبرهان يطالب بالحياد
الخرطوم 4 يونيو 2022- صوب الخبير الأممي المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان اداما ديانغ السبت، انتقادات لاذعة للسلطات لاستمرارها في ارتكاب انتهاكات واسعة تطال المتظاهرين المطالبين بالحكم المدني، في وقت دعا رئيس مجلس السيادة المسؤول الأممي لإتباع نهج محايد.
وأنهي المسؤول الأممي زيارته الثانية للسودان عقد خلالها سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين السودانيين والمنظمات الحقوقية ناقشت أوضاع حقوق الإنسان في البلاد.
وقال اداما ديانغ في مؤتمر صحفي عقده السبت ” لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لإطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين العزل”. معربا عن صدمته لسقوط قتيل خلال المواكب التي خرجت الجمعة لاحياء ذكري فض الاعتصام.
وأضاف” أنا وآخرين دعونا لضبط النفس أمس ومع ذلك، يبدو أن هذا النداء لم يتم الالتفات إليه ووفقًا لمعلوماتنا فقد تم استخدام الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين”.
وقتل متظاهر الجمعة برصاص قوى الأمن خلال المواكب الاحتجاجية التي شهدتها الخرطوم ومدن ولائية عديدة كما اصيب العشرات بنحو متفاوت.
وأوضح بأنه أثناء زيارته أثار قضايا عديدة مع المسؤولين في الحكومة السودانية من بينها الاعتقال غير القانوني والاحتجاز الانفرادي لقيادات لجان المقاومة إضافة إلى غياب المحاكمة العادلة وضمانات الإجراءات القانونية.
وكشف عن تلقيه تقارير بشأن حالات تعذيب وعنف جنسي صاحبت اعتقال الناشطين في قيادة الحراك الشعبي.
وقال اداما إنه تقدم بطلب للنائب العام السوداني لتوفير دعم تقني للمساعدة في تحليل الصور والفيديوهات التي توثق لانتهاكات حقوق الإنسان.
وأضاف” لانستطيع تجاهل الانتهاكات وحان الوقت للعودة للحكومة الانتقالية السابقة واحترام حقوق الإنسان”.
ودعا الخبير الأممي الحكومة السودانية للتأكيد بأن حالة الطوارئ لم تعد سارية عقب رفعها الأسبوع الفائت وضرورة وضع حد نهائي لاستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين والاعتقال والاحتجاز والاستمرار في التحقيقات الجارية في انتهاكات حقوق الإنسان وإجراؤها بما يتماشى مع القانون والمعايير الدولية.
وأبدى قلقه بسبب النزاعات القبلية والاعتداءات التي طالت المدنيين في دارفور آخرها ما جرى في بلدة “كرينك” بولاية غرب دارفور ما أودي لمقتل ما لا يقل عن 272 شخصًا فضلاً عن تشريد الآلاف وحث على ضرورة التحقيق في هذه الأحداث ومحاسبة المتورطين كما طالب بإنفاذ برتوكول الترتيبات الأمنية الموقع ضمن اتفاق جوبا للسلام ونشر قوات حماية المدنيين في الإقليم المضطرب.
وحث أداما على ضرورة مساهمة السودانيين في الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية لاستئناف الإصلاحات القانونية والمؤسسية المهمة التي بدأتها الحكومة الانتقالية التي أبعدها الجيش عن السلطة.
وقال”أي مبادرات سياسية يجب أن تقوم على حقوق الإنسان إذا أريد لها أن تنجح، وأن تشمل العدالة والتعويضات للضحايا ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان كما يجب أن يكون هناك التزام قوي بحماية المدنيين”.
وتيسر بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان “يونيتامس” إضافة إلى الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد محادثات مع أصحاب المصلحة السودانيين تسعى لعودة الحكم المدني الذي انقلب عليه الجيش وتعتزم إطلاق حوار مباشر مع أصحاب المصلحة السودانيين غضون هذا الأسبوع.
وعقد أداما اجتماعا بنائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان “دقلو” الذي أبلغه التزام السودان بالتعاون مع كافة آليات الأمم المتحدة. ومجلس حقوق الإنسان، لترقية وتطوير حقوق الإنسان بالبلاد.
ودعا المسؤول إلى أهمية التعاون مع السودان بما يُعزز الجهود الوطنية التي تسهم في تحقيق الاستقرار في المجالات كافة، مشيراً إلى اهتمامهم بمتابعة تنفيذ كافة التوصيات المتعلقة بترقية حالة حقوق الإنسان بالبلاد.
دعوات للحياد
واجتمع الخبير الاممي بكل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه، كل على حده وجرى نقاش التطورات الأخيرة في السودان.
وأكد البرهان حرص السودان والتزامه بقضايا حقوق الإنسان باعتبارها جزءا أصيلا من عقيدة وعادات وتقاليد الشعب السوداني. ودعا الخبير الأممي لعدم تسييس قضايا حقوق الإنسان والتعامل معها بحياد واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
وأفاد تصريح لمجلس السيادة أن محمد حمدان دقلو أكد للخبير الأممي التزام السودان بالتعاون مع كافة آليات الأمم المتحدة.
وأشار التصريح لترحيب أداما بقرارات الحكومة برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المحتجزين، ووصفها بالخطوة الجيدة التي تصب في اتجاه تهيئة البيئة الداخلية لإجراء الحوار، داعياً جميع الأطراف إلى الاستعجال في إنهاء الأوضاع السياسية الراهنة التي قال إنها تؤثر سلباً على الأوضاع الاقتصادية وأوضاع حقوق الإنسان.
وأشار الخبير المستقل إلى أنه حث المجتمع الدولي عبر السفراء المعتمدين في الخرطوم، على ضرورة تقديم الدعم والمساندة للسودان.