قبيلة المساليت تُهدد بالانفصال من السودان اثر أعمال العنف الاخيرة في غرب دارفور
الخرطوم 27 أبريل 2022 ــ هددت قبيلة المساليت التي تُعد غرب دارفور معقلها الرئيسي، بتقرير مصيرها وفقًا لاتفاقية تعود للعام 1919، حال لم تفرض الحكومة تدابير لمنع تجدد العنف ويضع مجلس الأمن مناطقها تحت الحماية الدولية.
وجاء التهديد بعد أعمال عنف، بدأت في كرينك بالجمعة قبل أن تنتقل إلى الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، إثر هجوم واسع النطاق شنته قبائل عربية بمساندة من قوات الدعم السريع، قادت إلى مقتل 201 فردًا وفقًا لإحصائية حكومية.
وقال مجلس ديوان فرش قبيلة المساليت، في بيان، تلقته “سودان تربيون”، الأربعاء؛ إنه “في حال استمرار الوضع كما هو عليه الآن سنتخذ حق تقرير المصير وفقًا لاتفاقية قلاني”.
وطالبت الحكومة بوضع تدابير لتلافي الانفصال من بينها تعزيز الوضع الأمني بمناطقها بقوات الجيش والشرطة وإبعاد قوات الدعم السريع التي اتهمتها بتورطها في الضلوع في أعمال العنف التي اُرتكبت بحق المدنيين مرات عديدة.
وتضمنت مطالب القبيلة تقييد إجراءات قانونية ضد المعتدين الذين يدبرون الانتهاكات في مناطقها والسماح للمنظمات الإنسانية بتقديم خدماتها إلى المتأثرين بالأحداث.
ودعا البيان الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بوضع دار مساليت، تحت الحماية الدولية بموجب البند السابع من الميثاق الأممي الذي يتيح استخدام القوة لحماية المدنيين.
وفي 19 سبتمبر 1919، أبرمت قبيلة المساليت اتفاق مع بريطانيا وفرنسا، تنازل بموجبها عن منطقة أدري التي تقع في تشاد حاليًا لصالح باريس؛ إضافة إلى الانضمام لحكومة السودان الاستعمارية مع احتفاظهم بحق تقرير المصير.
وأبدى البيان حزن قبيلة المساليت على اللجوء لحق تقرير المصير حال فشل الحلول الأخرى.
وظلت مناطق المساليت تتعرض من خواتيم 2019، إلى هجوم من مسلحين يُطلق عليهم محليًا مليشيات، من بينها مستري والجبل وقيلو وجبل مون وشرق سربا وكرينك والجنينة.
وقالت القبيلة إن الغرض من الهجوم على ديارها “تنفيذ إبادة جماعية وتطهير عرقي وتدمير القدرات الاقتصادية لإخضاع الأهالي من أجل تهجيرهم ونهب ثرواتهم”
وأضاف: “إن القاسم المشترك بين الانتهاكات التي قُتل فيها مئات الأشخاص وتهجير الآلاف، هو الإفلات عن العقاب رغم اكتمال كافة أركان الجريمة في غياب أجهزة الدولة لإيقاف أعمال العنف التي تأتي بسيناريو واحد هو أخذ الحق باليد في جرائم غامضة”.
واندلعت أعمال العنف في كرينك على خلفية مقتل أثنين من الرعُاة، الأمر الذي قاد المسلحون إلى إمهال السُّلطات ساعتين للقبض على الجُناة، ليحدث اجتياح كامل للمنطقة بعد انتهاء المهلة.
وأحرق المسلحون دُور حكومية من بينها مركز للشرطة، وقالت هيئة محامي دارفور إن من بين القتلى 17 تلميذًا بالمدارس و6 معلمين ومساعد طبي، مشيرة لتلقيها معلومات تفيد بوجود جثث متفحمة بفعل الحرق الواسع للناطق.
ويُعتبر مجلس ديوان فرش المساليت أعلى سُّلطة في القبيلة، فهو المكون الأساسي للحواكير وفرشيات السلطنة. وسلطنة المساليت اسم سابق لديار المساليت قبل انضمامها للسودان بموجب اتفاقية قلاني 1919.