الالية الثلاثية تحدد منتصف مايو المقبل موعداً لإنطلاق الحوار “السوداني ـ السوداني”
الخرطوم 27 أبريل 2022- أعلنت الآلية الثلاثية لحل الأزمة السودانية المتطاولة والتي تضم “يونيتامس ، الاتحاد الأفريقي والإيقاد” الأربعاء، منتصف مايو المقبل موعداً لانطلاق الحوار “السوداني ـ السوداني” لحل الأزمة السياسية الناجمة عن استيلاء العسكر على السلطة.
ويسود عدم الاستقرار السياسي في البلاد منذ حل مؤسسات الحكومة الانتقالية وإعلان حالة الطوارئ في البلاد في أكتوبر 2021، أثر مطالبة القوى السياسية للعسكر بتسليم رئاسة مجلس السيادة لمدني يختارونه وتنفيذ إصلاحات بالمؤسسة العسكرية.
وأطلقت بعثة الأمم المتحدة السياسية في السودان (يونتامس) في يناير الماضي مشاورات مع القوى السياسية والمدنية السودانية، تليها مرحلة ثانية تتولى فيها تسهيل حوار بينهم بهدف التوصل لاتفاق للخروج من الأزمة السياسية الحالية والاتفاق على خارطة طريق تقود نحو تنظيم انتخابات لحكومة ديمقراطية. وأنضم الإتحاد الأفريقي والإيقاد لاحقا لهذه العملية السياسية.
وقال عضو الآلية مبعوث الإتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لباد في مؤتمر صحفي مشترك عقد الأربعاء، أنهم أتفقوا على بدأ الحوار عقب نهاية عطلة عيد الفطر وأوضح بأن هناك أطراف سياسية لم تتخذ حتى الآن قرارا بشأن مشاركتها في الحوار.
وأكد على أنهم سيعملون من خلال المبادرات المطروحة على إدارة حوار شفاف يتوافق مع الأهداف التي ينشدها الشعب السوداني لاستعادة الوضع الدستوري.
وتابع ” سيكون هذا الحوار بين السودانيين شاملاً ولا إقصاء فيه لاحد”، مشيرا لمشاركة النساء والقيادات الشبابية في لجان المقاومة
وأفاد ” في حوار 2019 نالت النساء نسبة قد تكون قريبة من الصفر كما تم تغييب لجان المقاومة وهي الان فاعلة في المشهد السياسي واجتمعت مع طيف منهم ووجدتهم متمسكون بمبادئ وشعارات الثورة ويتحدثون بوعي ومسؤولية. و نأمل أن تجهز اللجان وفودها العاملة في القضايا المطروحة في الحوار وتتجاوز خلافاتها”.
وقال انهم سوف يسعون لتعميق القناعة التي توصل إليها أغلب الفاعلين بضرورة قيام حوار وطني نزيه وشفاف بين مختلف القوى السياسية للاتفاق حول قضايا سياسية يمهد الطريق للوصول وضع دستوري ديمقراطي في المرحلة الانتقالية.
وأوضح أن حزب المؤتمر الوطني المحلول غير مدعو لهذه المشاورات. وأكد أن مشاركة أحزاب إسلامية – حزب الإصلاح الان وحزب المؤتمر الشعبي- قيد الدراسة.
وأضاف ” مشاركة هذه الأطراف هو أمر خاص بالسودانيين يقرروا فيه ما يريدون ولن نتدخل في ذلك”.
ومن جانبه حذر رئيس بعثة “يونتيامس” فولكر بيرتس من انزلاق السودان نحو المجهول ما لم يتم إنهاء الأزمة السياسية في أسرع وقت ممكن.
وأكد أن الحوار الذي تيسره الآلية الثلاثية يهدف لاستعادة الوضع الدستوري والعودة إلى مسار انتقالي ذي مصداقية باتجاه حكم ديمقراطي مدني.
وأضاف ” أن معالجة المأزق السياسي الراهن تكتسب أهمية ملحة وإلا فإن البلد يخاطر بالانزلاق للمزيد من عدم الاستقرار وتهديد المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تحققت منذ ثورة ديسمبر”.
وأشار لاتفاق السودانيين لمعالجة الأزمة السياسية عن طريق الحوار الذي قال بأنه ستناقش فيه عدد من الأولويات منها الترتيبات الدستورية التي تشمل العلاقة بين الجيش والمدنيين والعلاقة بين المؤسسات المختلفة و آليات اختيار رئيس وزراء و برنامج حكومي والاتفاق على خارطة طريق بشأن ما تبقى من المرحلة الانتقالية والإطار الزمني لإنجاز الانتخابات في نهاية المرحلة الانتقالية.
فيما دعا ممثل الإيقاد إسماعيل وايس الحكومة السودانية إلى إتخاذ إجراءات من شأنها تعزز البيئة الملائمة للحوار بما في ذلك إطلاق سراح المعتقلين ووقف الاعتقالات التعسفية واستعمال العنف تجاه المتظاهرين كبادرة لحسن النية.
وأضاف “نقدر إطلاق سراح المعتقلين ونعتبره تطور إيجابي ونطالب بالإفراج عن قيادات لجان المقاومة قبل عيد الفطر كشرط ضروري”.
وأكد أن هناك قضايا ملحة يجب على السلطات معالجتها عن طريق حوار موسع مثل تقاسم السلطة والثروة والعلاقة بين المركز وبقية الولايات.
وأطلقت السلطات سراح قيادات لجنة إزالة التمكين “المجمدة” بعد اعتقالهم حوالي الشهرين رافقته محاولات لعرقلة خروجهم من الحبس.