Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

إتساع رقعة الإقتتال القبلي بغرب دارفور والمعارك تنتقل لمدينة الجنينة

Burid bodies

فتاة صغيرة تقف بين الجثث المدفونة لأشخاص قتلوا خلال النزاع القبلي في كرينك يوم 24 أبريل 2022

 

الجنينة 25 أبريل 2022 – إتسعت رقعة الاشتباكات القبلية الدامية بين المساليت والقبائل العربية في بلدة “كرينك” لتشمل مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور التي شهدت معارك ضارية الإثنين، في عدد من الأحياء خلفت قتلى وجرحي وفرار الآف السكان.

تجددت القتال القبلي الدامي منذ يوم الجمعة، بين القبائل العربية ومجموعات سكانية بعضهم يتبعون لأحد الحركات المسلحة بولاية غرب دارفور مخلفاً عدد كبير من القتلى وعشرات الجرحى.

وتجئ هذه الاشتباكات عقب مقتل إثنين من أبناء القبائل العربية من قبل مسلحين في منطقة “كرينك” شمال الجنينة ما قاد ذويهم للقيام بحملة عسكرية بغرض الثأر.

ونقلت مصادر مطلعة لـ”سودان تربيون” من مدينة الجنينة أن المعارك أصبحت بين قوات التحالف السوداني التي يقودها والي الولاية خميس ابكر المنتمي لقبيلة المساليت وقوات الدعم السريع التي ينتمي اغلب جنودها للقبائل العربية وأشارت أن المعارك تركزت حول أحياء “الجبل والجمارك والرياض وحول مقر قيادة الدعم السريع وجهاز المخابرات.

اتهامات بالتصفية

وأتهم موسى مصطفي وهو أحد أعضاء التحالف السوداني في حديث لـ”سودان تربيون” قوة تتبع للدعم السريع بارتكاب تصفيات جسدية على أساس عرقي وحملها مسؤولية مقتل قائد قوات التحالف ألياس مصطفى الذي لقي مصرعه الأحد رفقته ثلاثة من كوادر الحركة وأكد أن قوة من الدعم السريع أطلقت عليهم الرصاص الحي أثناء تشييعهم لضحايا أحداث مستشفى الجنينة في مستشفى المدارس.

وجددت مليشيات قبلية الأحد، هجوماً هو الأعنف من نوعه على بلدة “كرينك” 80 كيلو متر شرق مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور مخلفاً نحو 160 قتيل بينهم ضباط في قوات الدعم السريع وفقاً لمصادر مطلعة.

موجة نزوح جديدة

وأجبرت الاشتباكات العنيفة في شوارع مدينة الجنينة سكان نحو 5 من أحياء المدينة للنزوح من منازلهم لوسط الجنينة وقال أحد سكان حي الجبل أن شخصين قتلوا وأصيب نحو 4 آخرون نتيجة للقصف المدفعي العشوائي الذي طال الحي من قبل المليشيات المسلحة. وأشار لتعرض أعداد كبيرة من المنازل لأضرار بالغة نتيجة لتعرضها للاستهداف المباشر بالمدفعية الثقيلة موضحاً أن الاشتباكات مستمرة حتى قبيل أذأن المغرب بلحظات.

إحصائية القتلى

من جانبه كشف المدير التنفيذي لمحلية “كرينك” ناصر الزين لـ”سودان تربيون” إحصائية أولية بشأن ضحايا القتال الذي شهدته المنطقة طوال الثلاث أيام الماضية وقال بأن نحو 150 شخص قتيل تم حصرهم حتى ألان بينهم نساء وأطفال وكبار السن ووصف الأوضاع في المنطقة بالغير جيدة وأعلن عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للمحلية في خطوة تهدف للسيطرة على الأوضاع الأمنية المتردية بسبب الاقتتال الدامي.

استباحة الجنينة

وفي الأثناء، أتهم تجمع احتجاجي يعرف باسم كتلة ثوار ولاية غرب دارفور قوات الدعم السريع باستباحة مدينة الجنينة والسيطرة على المستشفى التعليمي واعتداءها على الكوادر الطبية بطريقة عنصرية واعتقالها لعدد من المواطنين واقتيادهم لأماكن غير معلومة.

وكشف بيان صادر من التجمع تلقته “سودان تربيون” عن تدمير قوات الدعم السريع لسيارة تتبع للجيش السوداني وقتلت 4 من أفراد القوات المسلحة بالقرب من مباني جهاز المخابرات العامة بعد أن ظنت بأنهم يتبعون لقوات التحالف ووصف ما يجري بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

مليشيات عابرة للحدود

وقال بيان صادر من سلطان دار مساليت سعد عبدالرحمن بحر الدين وصلت نسخته “سودان تربيون” أن ما تعرضت له بلدة “كرينك” ومدينة الجنينة من اعتداءات من قبل مليشيات مسلحة تعد انتهاك واضح لحقوق الإنسان والقانون الدولي وأكد أن المليشيات التي نفذت الهجوم هي مجموعات عابرة للمنطقة والولايات والحدود.

واتهم الأجهزة الأمنية بالتقاعس عن صد هذه الاعتداءات وأشار إلى أن محلية الجنينة تشهد سيولة أمنية وفوضى عارمة منذ مساء أمس الأحد وحمل الدولة وأجهزتها الأمنية مسؤولية ما يجري وطالب بالمحاسبة الفورية للمسؤولين والتحرك العاجل لوقف ما اسماه بالعبث.

ونادى بفرض هيبة الدولة وحماية المدنيين وأضاف ” في حال تعذر ذلك، نطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للمدنيين” وحثت منظمات الأمم المتحدة بالتدخل الإنساني لمواجهة الظروف الحرجة التي تمر بها الولاية.

وصول الوالي

إلى ذلك وصل والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر لمدينة الجنينة ظهر الإثنين، بعد غياب عن الولاية شارف على الشهرين وأبلغ مسؤول في حكومة الولاية “سودان تربيون” أن الوالي فور وصوله أنخرط في اجتماعات مكثفة مع لجنة أمن الولاية بحث السبل الكفيلة لوقف التدهور الأمني المريع في الولاية وتوقع أن تتخذ حكومة الولاية تدابير وقائية وتعلن حالة الطوارئ لوقف تمدد العنف القبلي ليشمل مناطق أخرى.

وكان مسؤول رفيع بولاية غرب دارفور شكا، من تجاهل السلطات المركزية في الخرطوم مطالب سبق وأن دفعت بها حكومة الولاية متعلقة بتوفير إسناد عسكري لوقف تمدد النزاعات القبلية واستبدال قوات الدعم السريع المكونة من أبناء القبائل العربية في المنطقة.