منح الأجهزة العسكرية صلاحيات واسعة لحسم الصراع القبلي بولاية غرب دارفور
الجنينية 23 أبريل 2022- دفعت السلطات العسكرية في الخرطوم بتعزيزات أمنية غير مسبوقة لولاية غرب دارفور السبت، بعد يوم واحد من القتال الدامي بمحلية “كرينك” شرق مدينة الجنينة خلف نحو 8 قتيل ونحو 16 جريح وحرق لمعسكر يأوي ألاف النازحين.
وتجدد العنف القبلي الدامي الجمعة، بين القبائل العربية ومجموعات سكانية بعضهم يتبعون لأحد الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام بولاية غرب دارفور مخلفاً عدد غير معروف من القتلى وعشرات الجرحى.
وتجئ هذه الاشتباكات عقب مقتل إثنين من القبائل العربية من قبل مسلحين في منطقة “كرينك” الأمر الذي قاد ذويهم للقيام بحملة عسكرية بغرض الثأر.
وأبلغ المدير التنفيذي لمحلية كرينك ناصر الزين “سودان تربيون” عن وصول عتاد عسكري وأعداد كبيرة من الجنود وطائرة حربية لمحليته ضمن خطوات تهدف للسيطرة على الأحداث التي شهدتها المنطقة أمس الجمعة.
ومن جانبه قال مسؤول رفيع بولاية غرب دارفور مفضلا حجب أسمه لـ”سودان تربيون” أن السلطة المركزية بدأت تستشعر خطورة الأوضاع الأمنية في الولاية المتأزمة منذ سنوات مشيراً إلى أن مطالب حكومة الولاية بتوفير الإسناد العسكري لحسم الصراعات القبلية وجدت استجابة جزئية من قبل الحكومة المركزية.
وأوضح أن القوة الأمنية التي ستصل الولاية بجانب أخرى وصلت لمناطق النزاع أعطيت صلاحيات واسعة للتعامل بحسم مع المتفلتين الذين يروعون السكان كما أن الطائرات الحربية ستتدخل لفض الحشود في حال تجمعها لتنفيذ أي هجمات تستهدف المواطنين.
وطالبت السلطات الأمنية في الولاية بسحب قوات الدعم السريع المكونة من أبناء القبائل العربية في المنطقة واستبدالها بقوة أخرى من إلا أن هذا الطلب لم يتم الاستجابة له، في ظل مشاركة قوت تابعة لوالي غرب دارفور من أبناء المساليت اللذين هم أيضا يشاركون في القتال.
و أفاد شهود عيان لـ “سودان تربيون” أن منطقة كرينك شهدت اليوم حشود قبلية تجمعت من محليات تتبع لولاية شمال دارفور تنوي الاستمرار في الهجوم العسكري.
وفي الأثناء أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي تشكيل قوة أمنية مشتركة بصلاحيات واسعة للتدخل وفض اي احتكاكات بين الأطراف المتنازعة في منطقة جبل مون.
وطالب خلال مخاطبته أهالي المنطقة بضرورة نزع فتيل الفتنه والسعي لنبذ العنف والتطرف الإثني ودعا للتعايش السلمي والاحتكام لصوت العقل وتناسي المرارات ونشر ثقافة السلام .
وتشهد منطقة جبل مون القريبة من الحدود التشادية ومناطق أخرى في ولاية غرب دارفور اشتباكات متكررة بين قبائل الرعاة العربية والمزارعين في المنطقة من أبناء المساليت تستعمل فيه الجماعات العربية أسلحة متطورة تفوق العتاد الحربي المتوفر للقوات الحكومية هناك.