أسر ضحايا ثورة ديسمبر تتهم السلطات العسكرية بالسعي للتخلص من الجثث المجهولة
الخرطوم 20 أبريل 2022 – انتقدت أسر ضحايا الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس المخلوع عمر البشير الأربعاء قرار تشكيل لجنة فنية لدفن الجثث المتكدسة في المشارح واتهمت جهات حكومية بالعمل على إخفاء الأدلة بشأن الجرائم والانتهاكات التي مورست ضد المحتجين السلميين.
وأصدرت السلطات السودانية الخميس الماضي قراراً بتشكيل لجنة فنية لدفن جثث ضحايا القمع الدموي نسبة لتراكمها بثلاجات المشارح والمستشفيات منعا للمخاطر البيئية والصحية الناتجة عن تكدس الجثث.
ووصف الأمين العام لمنظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر أبوبكر عمر الإمام في تصريح لـ “سودان تربيون” تشكيل لجنة فنية لدفن الجثث في المشارح بالغريب.
وأضاف بقوله ” طالما هناك تهم وبلاغات مدونة لمفقودين منذ سنوات كان من الأولى إجراء فحص DNA وحفظ المستندات قبل التحدث عن التخلص من هذه الجثث بطريقة تشير إلى أن هناك غرض وراء الأمر”.
وترأس عضو مجلس السيادة الانتقالي، رئيس اللجنة العليا للطوارئ الصحية عبد الباقي عبدالقادر الزبير بالقصر الجمهوري الأربعاء الاجتماع الأول للجنة المختصة بالتعامل مع الجثث المتراكمة بالمشارح، بحضور النائب العام المكلف خليفة أحمد خليفة رئيس اللجنة.
وأكد الإمام ان الجهات التي أمرت بالتخلص من الجثامين دون إجراء آي فحوص هي نفسها التي دعت النائب العام السابق بطرد الخبراء والذين تم استدعاؤهم بواسطة النائب العام الأسبق تاج السر الحبر لإجراء الفحوص.
وتابع “ترك الجثامين بتلك الصورة يؤكد مدى إصرار هذه الجهات لإخفاء الجرائم والتي تم ارتكابها تجاه هؤلاء الناس”.
في الأثناء أكد عضو اللجنة خالد محمد خالد، في تصريح صحفي أن الاجتماع أمن على سرعة تشكيل اللجان الفنية والقانونية من المختصين في الطب الشرعي والأدلة الجنائية والنيابة للشروع في عملها وفق البروتوكولات العالمية المتفق عليها.
وكما أمن على إشراك أسر المفقودين في أعمال اللجنة، مشيراً إلى تأكيد الأطباء الشرعيين لالتزامهم القيام بواجبهم المهني تجاه حفظ حقوق الموتى، وبموقفهم السابق تجاه قضيتي الشهيد ود عكر والجثمان 103، والتي وعد النائب العام بالإعلان عن نتائج التحقيق فيها قريبا.
وأعلن عن مواصلة أعمالها يوم السبت المقبل بعرض خطة عملها تجاه التعامل مع الجثامين المتراكمة في المشارح، وفق البروتوكولات العالمية المعتمدة والمعمول بها.
وتوجد في الخرطوم ثلاثة مشارح فقط في مستشفيات الحكومة وأدى انقطاع التيار الكهربائي المتكرر إلى تحلل جزء كبير من الجثث المكدسة فيها، مما دعا المواطنون في المناطق القريبة من المشارح إلى الاحتجاج مطالبين بإيجاد حل للأزمة.
وكان أطباء شرعيون في السودان كشفوا في العام 2021 عن عمليات تلاعب في أرقام جثث بمشرحة التميز، ودفنها دون التعرف عليها، وقدّم هؤلاء الأطباء استقالاتهم من لجان التشريح المُشكلة بواسطة النيابة العامة.
وتتمسك اسر ضحايا ثورة ديسمبر وفض الاعتصام في يونيو 2019 وأعمال العنف التي تلتها بتحليل هذه الجثث لإثبات تورط القوات النظامية وقوات الدعم السريع في هذه العملية.