Saturday , 20 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الإساءة المخزية للقمان بداية لمحاربة العنصرية في السودان

أحمد حسين أدم

أحمد حسين أدم

أحمد حسين آدم

استمعت للتسجيل المقيت الموغل في العنصرية و التخلف و الاستلاب،  و الذي انتهك كافة المعايير و الخطوط الحمراء الدينية،  و الأخلاقية،  و الإنسانية،  و المهنية، و ذلك  في التسجيل الصوتي أثناء محاكمة المخلوع.  حيث سب أحد المحامين الدين في نهار رمضان ، و تفوه بألفاظ عنصرية نابية ضد الأستاذ لقمان أحمد مدير التلفزيون السابق ، حيث قال ” العبد أبنخرين ” و غيرها من ألفاظ يعف اللسان عن ترديدها …

ياله من مريض، مستلب و متخلف خارج أطر و سياقات التاريخ و العصر و القرن الذي يعيش فيه! الغريب في الأمر أن زميله الآخر كان متماهيا و مستمرئا لتعليقاته البذئية و التي تنم عن مرض عنصري عضال و حالة انكار عميقة شائهة لمعني و مغزي تكوين و هوية السودان الأصيلة المتفردة  الرائعة.

المؤسف و المحزن،  أن هذه الظاهرة ليست طارئة او سطحية،  فسبق أن عالجها و خاطبها العلامة فرانسيس دينج، تحت عنوان ” المسكوت عنه” ، كما أن المرحوم الدكتور منصور خالد قد ناقشها  باستفاضة في كتبه  و أسفاره ، هذه الظاهرة المرضية  المتخلفة عميقة  الجذور في المجتمع السوداني والذي يعاني الكثيرين منه من أزمة هوية خطيرة و إنكار غريب للذات .

المهم ، يجب أن تمثل هذه الحادثة المقيتة نقطة تحول حقيقية و صادقة ضد العنصرية و أدعيائها الفجرة…..

نعم،  يجب أن لا تمر مرور الكرام ، يجب أن يعاقب هذه الدعي  المتخلف علي جرمه الذي اقترفه منتهكا كافة المعايير و الاعتبارات المذكورة آنفا،

إن هذه الفعلة الشنعاء و الإساءة البالغة ليست ضد لقمان أحمد وحده ،  بل انها إساءة ضد الشعب السوداني و أخلاقه و حقيقة  ذاته و تكوينه،  انها ضد الدين و الإنسانية و الحقوق المدنية و السياسية ، بالتالي هي قضية رأي عام حقيقية…  لذلك، علي المحامين و القانونيين  كافة إدانة  هذه الإساءة الشنيعة، فهي بحق إساءة للقانون و أهل مهنته الكرام ، كما أدعوا كافة قوي المجتمع السوداني لادانة هذه الحادثة …

كما أناشد  الأستاذ لقمان إلى متابعة هذه القضية عبر القضاء،  و ألا يتنازل مهما كانت الضغوط و المغريات ، فلتكن هذه نقطة فارقة لتغيير المفاهيم و القوانين و الممارسات تجاه هذه الظواهر المتخلفة التي قسمت بلدنا و أدخلته في حروب مع ذاته…

إدارة وكالة سونا التي حذفت التسجيل المقيت قد ارتكبت خطأ مهنيا و أخلاقيا، يجب أن تحاسب عليه كذلك ، كان المفروض أن تقف إلى لقمان ” زميل المهنة” …. محزن …