Friday , 19 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

شح النقد الأجنبي يضطر بنك السودان لإلغاء تنفيذ مزاد التاسع من مارس

مقر البنك المركزي السوداني وسط الخرطوم

الخرطوم 28 مارس 2022 – قالت مصادر متطابقة لسودان تربيون الثلاثاء إن بنك السودان المركزي لم يتمكن من توفير النقد الأجنبي المطلوب للمزاد الذي اقيم في التاسع من مارس الجاري ، ما يشيع المخاوف من أزمة نقد خانقة تهدد المصارف بالترافق مع تردي الأوضاع الاقتصادية.

وأعلن البنك المركزي عن مزاد للنقد الأجنبي في 9 مارس الجاري مخصصا مبلغ 60 مليون دولار، فيما بلغت قيمة الطلبات المستوفية الشروط والتي جرى استلامها 52 مليون دولار.

وقالت مصادر مصرفية، لـ “سودان تربيون”، إن “محافظ البنك المركزي أوقف تنفيذ المزاد، بعد أن استلم طلبات جميع المصارف بحجة ضعف الموارد”.

وأشارت إلى أن التجار قدموا، الثلاثاء، طلبات إلى البنك المركزي لمنحهم المبالغ التي خُصصت إليهم في المزاد، لكن البنك أبلغهم بأنه “سيرد عليهم لاحقًا”.

ويقدم التجار، عبر المصارف، لشراء النقد الأجنبي من البنك المركزي في المزدادات التي يُعلنها، بغرض استيراد السلع الضرورية وبعد أن يُخصص المبلغ لأي تاجر، يتم خصمه من الأرصدة المحلية في البنك الذي قدم عبره.

وقالت المصادر إن “البنك المركزي لم يخصم من أرصدة البنوك أو يخصص لهم عملة الدولار، في اليوم التالي من قيام المزاد كما هو متوقع”.

وتحدثت المصادر عن أن البنك المركزي لم “يلبي أي طلب مقدم في المزاد المعلن”.

ويُعد المزاد الموقوف تنفيذه بسبب ضعف الموارد، آخر مزاد يقيمه البنك المركزي للنقد الأجنبي حيث كان يقيم المزادات أسبوعيا.

ودرج البنك المركزي على  إقامة المزادات بعد أن أتبع، مُنذ فبراير 2021، منهجية “المرن المدار” لسعر صرف العملة المحلية، وهو الأمر الذي كان يتيح له التدخل في السوق.

وفي 7 مارس الجاري، أعلن البنك المركزي عن تحرير سعر صرف العملة الوطنية، مما جعلها تفقد قرابة 25% من قيمتها؛ لكن تراجع عن الخطوة نهاية الأسبوع المنصرم وقرر العودة للتدخل في أسعار الصرف.

وتآكل احتياطي البنك المركزي، الذي بنته حكومة الانتقال عبر تنفيذها إجراءات اقتصادية قاسية بحق السكان، بعد الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش في أواخر أكتوبر 2021.

وبعد الانقلاب، أوقف البنك وصندوق النقد الدوليين مؤقتًا مدفوعاتها المتفق عليها للسودان، بجانب المانحين الآخرين من الدول الغربية، كما توقف المغتربون عن إرسال الأموال عبر النظام المصرفي؛ وقاد هذا إضافة إلى تدني الصادرات إلى تآكل رصيد البنك المركزي من العملات الأجنبية.