Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الشرطة تقمع الآلاف في مليونية “غلاء المعيشة” وتوثيق عمليات نهب بيد قوات نظامية

متظاهرون في محيط القصر الرئاسي - 17 مارس 2022

الخرطوم 17 مارس 2022- قمعت الشرطة مجدداً الخميس، آلاف المحتجين ومنعتهم من الوصول للقصر الرئاسي مستخدمة الرصاص الحي وقنابل الغاز كما لاحقت العشرات في الشوارع المحيطة وسط عمليات نهب واسعة نفذتها قوات نظامية.

وخرج الآلاف في الخرطوم ومدن ولائية أخرى في مليونية التنديد بغلاء المعيشة بعد أن شهدت أسعار السلع ارتفاعاً كبيراً بالتزامن مع زيادات  أقرتها السلطات في أسعار المشتقات البترولية.

واندلعت منذ الأحد الماضي احتجاجات مطلبية في عديد من المدن السودانية منددة بالغلاء وزيادة تعرفة المواصلات واجهتها الشرطة بعنف مفرط.

وحاول آلاف المتظاهرين الخميس الوصول إلى البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي بالخرطوم لكن الشرطة مارست عنفا غير مسبوق فأطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والرصاص لتفريقهم ما أدى لوقوع عدد غير معروف من الإصابات.

وردد المحتجين هتافات مناوئة للجيش مطالبين بإبعاده من السلطة وتأسيس سلطة مدنية كاملة وحملوا لافتات تدين العنف المفرط الذي تمارسه السلطات لقمع الاحتجاجات الشعبية.

وأجتاز المتظاهرون حواجز أقامتها السلطات منذ وقت مبكر في تقاطع شارع القصر مع السيد عبد الرحمن وتمكنوا من الوصول لنقطة قريبة من القصر الرئاسي لكن تشكيلات عسكرية ردت عليهم بعنف مفرط فأطلقت عليه الغاز والمياه الملوثة والقنابل الصوتية.

وشهدت الشوارع الرئيسية في شرق الخرطوم ومحطة شروني للنقل العام والشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي بالخرطوم اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمحتجين.

ولاحقت قوة مشتركة بين الجيش والشرطة المحتجين رغم انسحابهم من محيط القصر حتى الخرطوم 2 ومحطة جاكسون للمواصلات.

وأفاد شهود عيان أن قوة من الجيش أطلقت الرصاص من سلاح “دوشكا” على مجموعة من المحتجين في محطة “شروني” للنقل العام موقعة عدد من الإصابات.

ووثق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي انتهاكات واسعة مارستها أجهزة الأمن بالتزامن مع المظاهرات شملت نهب الأموال والهواتف  تحت التهديد بالسلاح والضرب بالهراوات.

وقال شهود عيان لـ”سودان تربيون” إن قوة أمنية تتبع للشرطة اقتحمت معمل “استاك” الطبي واعتدت على الكوادر الطبية والمرضى واستولت على أموالهم وهواتفهم النقالة.

كما شهدت عدد من المدن السودانية مظاهرات حاشدة منددة بالغلاء الطاحن ورافضة للحكم العسكري وشهدت شوارع مدينة نيالا جنوب دارفور احتجاجات لليوم الخامس على التوالي كما خرج المئات في كل من القضارف وبورتسودان شرق السودان احتجاجات واسعة.

وكانت ولايات النيل الأزرق وجنوب دارفور قرروا الأربعاء تعليق الدراسة في جميع المراحل لأجل غير مسمى بسبب استمرار مظاهرات  منددة بالغلاء ورافضة لحكم العسكر.

ويشهد السودان منذ أكتوبر احتجاجات تدعو لها باستمرار لجان المقاومة رافضة للانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش الذي تسبب في أبعاد المدنيين من السلطة وتعليق معظم بنود الوثيقة الدستورية وإعلان حالة الطوارئ.