الاتحاد الأوربي يجدد التزاماته في اليوم العالمي للمرأة
كتب بواسطة
السفير روبرت فان دن دوول
رئيس بعثة الاتحاد الأوربي في السودان
في كل عام، يكون يوم الثامن من مارس يومًا مهمًا حيث نحتفل عالميًا بجميع النساء حول العالم، ولا سيما أولئك الذين يقودون الحملة من أجل المساواة والازدهار وحقوق المرأة. ليس من قبيل المبالغة في السودان أن نقول إن النساء كن من أهم القوى الثورية على الأرض في عام 2019. لم تحدث النساء المتظاهرات فرقًا نوعيًا كبيرًا فحسب، بل كان لهن أيضًا دورًا رئيسيًا في تشكيل صورة الثورة، سواء داخل السودان او الخارج. ينظر الأوربيون بإعجاب واحترام إلى دور المرأة في التغيير في السودان ونواصل تشجيع الشعب السوداني والمجتمع المدني والقادة السياسيين والسلطات في السودان على الاستمرار في تمكين المرأة في السودان قدر الإمكان.
نتذكر جميعًا الصورة الشهيرة للفتاة السودانية الاء صلاح وهي تقف فوق سيارة مرتدية ثوبًا أبيض ، تقود حشدًا من المتظاهرين في ترنيمة شعرية وثورية، جعلتها مشهورة في جميع أنحاء العالم وساعدت في تأجيج الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس البشير. ترمز الصورة إلى الدور الرئيسي الذي لعبته النساء في الخطوط الأمامية للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، حيث غالبًا ما كان عددهن يفوق عدد الرجال.
لطالما كانت بعثة الاتحاد الأوربي وستظل دائمًا في طليعة المطالبين من أجل تمكين المرأة. تقوم البعثة الاوربية، إلى جانب سفارات دول الاتحاد الأوربي الأخرى في السودان، بالتحدث والالتقاء والتشاور باستمرار مع القيادات والجماعات والمنظمات النسائية في السودان. نستمع دائما إلى مخاوفهم وآمالهم وأحلامهم وعملهم من اجل تطوير دور المرأة ، فإنني دائمًا معجب بطاقتهم لجعل السودان أفضل للأجيال الحالية والقادمة. إنني دائمًا منبهر جدًا عندما ألتقي بالقيادات النسائية في الوزارات والجامعات والمدارس وفي الأعمال التجارية والمجال الطبي وفي مخيمات اللاجئين.
يدعم الاتحاد الأوربي المرأة في السودان من خلال أربعة جوانب رئيسية.
أولاً ، يشجع الاتحاد الأوربي السلطات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني النسائية والأحزاب السياسية لإصلاح القوانين المحلية لتعزيز المساواة بين الجنسين وتحسين وضع المرأة. لا يتمثل دورنا في فرض القيم أو الثقافة الأوربية ولكن مساعدة النساء في السودان على تحقيق قيم المساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص. بالنسبة لنا في الاتحاد الأوربي. من المشجع للغاية أن نسمع في أوربا أن السودان تبنى قوانين جديدة تمكن المرأة وينفذها لتحسين وضع المرأة. فمثلا نحن نشيد جدا بقرار السودان حظر ختان الإناث.
الجانب الثاني من دعمنا هو التشجيع والترحيب بجهود السودان المستمرة لتعزيز التوازن بين الجنسين في صنع القرار. من المهم الالتزام بالاتفاقيات والالتزامات المختلفة لمنح المرأة 40٪ من المقاعد في مؤسسات معينة. نحن نؤيد تلك الاقتراحات والمقترحات المحلية وندعو الى تطبيقها على الارض. الفكرة ليست فقط تعيين النساء في مناصب عليا ولكن أيضًا تعيين نساء مؤهلات وقادرات وذوات خبرة في المستويات الفنية يكن قادرات على إحداث تغيير حقيقي واحداث اختلاف على أرض الواقع. هناك العديد من النساء المؤهلات في السودان وآمل أن أرى المزيد والمزيد من الإسهام بشكل إيجابي في بناء المجتمع والدولة. سوف نستمر في دعم بناء القدرات وبرامج التدريب التي من شأنها تمكين المرأة في دائرة القرار.
الجانب الثالث من دعمنا هو رفض الاتحاد الأوربي لاى نوع من انواع العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان او في ادولة حول العالم. العديد من النساء كن ضحايا الحرب والعنف خاصة في دارفور والمنطقتين. سنواصل دعم القيادات النسائية والجماعات والجمعيات التى تعمل على منع أي عنف قائم على النوع الاجتماعي ضد المرأة. كما سنواصل البقاء على اتصال بالسلطات لتقديم مرتكبي الفظائع التي وقعت خلال الحروب للعدالة.
الجانب الرابع لدعمنا فب قضايا المرأة في السودان او دول العالم وهو الأهم ، اننا سنواصل العمل على النهوض الاقتصادي بالمرأة في السودان. وفقًا للتقارير الدولية ، يستمر الفقر في الارتفاع في السودان ويزيد من انتشار البطالة ، لا سيما بين النساء والشباب. في بلد يتميز بسكانه الشباب حيث يمثلون 60٪ من السكان وعمرهم أقل من 25 عامًا. التقارير الدولية تقول أن الشباب أقل احتمالية للمشاركة في القوى العاملة والتوظيف، مقارنة بالبالغين ، وهو أمر مقلق وله آثار يمكن أن تؤثر على النسيج العام الاجتماعي والاقتصادي للبلد. وفقًا لأرقام البنك الدولي ، هناك 3٪ فقط من الشركات في السودان تقوم بتشغيل النساء في منصب مدير أعلى ، و 8٪ من النساء مهم مالكات لشركات او اعمال تجارية او اقتصادية او تنموية. هذا يحتاج إلى التغيير.
عندما نتحدث عن المساواة بين الجنسين فاننا نؤمن بأن المساواة بين كل الناس هي مفتاح للسلام والأمن والازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة. يعمل الاتحاد الأوربي دوليا وفي كل دول العالم على جميع المستويات لتعزيز وحماية التقدم في مجال المساواة بين الجنسين. تم تجسيد هذا الالتزام في خطة العمل الثالثة للاتحاد الأوربي للمساواة بين الجنسين، والتي تهدف إلى تعزيز الاستقلال الاقتصادي المتكافئ للنساء والرجال في كل المجتمعات، وتعزيز التوازن بين الجنسين في صنع القرار، وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي.
تمثل الحقوق والمساواة بين الجنسين مجالات أساسية للتغيير في السودان. هنا ، لا تزال المرأة تتمتع بقدرة محدودة على الوصول إلى الموارد ، وسلطة محدودة لصنع القرار ، مع مشاركة ضئيلة في المنتديات السياسية، لا سيما في المناطق الريفية، وتتعرض للممارسات الضارة والأعراف الاجتماعية.
يمول الاتحاد الأوربي إجراءات لدعم النساء والفتيات في السودان، ولا سيما من خلال المشاريع التي تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة في التحول السياسي، والتمكين الاقتصادي للمرأة، والقضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي، وخاصة مشروعات مكافحة ختان الاناث. تصل هذه الإجراءات وتدعم أكثر من مائة الف امرأة ورجل، فتى وفتاة، وهم يستفيدون بشكل مباشر في ولايات مختلفة في السودان من هذه المشروعات والبرامج. لتنفيذ الإجراءات التحويلية ، يعمل الاتحاد الأوربي جنبًا إلى جنب مع المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية والمنظمات الشعبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي.
وبالمثل ، كان الاتحاد الأوربي يدعم مبادرة تسليط الضوء الإقليمية التي استفاد السودان بموجبها من الإجراءات التي تهدف إلى القضاء على ختان الاناث. في عام 2022 فصاعدًا ، سيواصل الاتحاد الأوربي دعم النساء في الشرائح الضعيفة وتقديم الدعم المالي للمنظمات النسائية المدنية. لا يزال الطريق إلى التكافؤ طويلاً ، لكن الاتحاد الأوربي ينضم إلى نساء السودان في تلك الرحلة بتصميم لتحقيق حقوق وفرص متساوية للنساء والشباب والرجال على حدٍ سواء في سودان مسالم ومزدهر.
أتمنى لكل مرأة يومًا عالميًا سعيدا!