Wednesday , 4 December - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

قمع مفرط على أعتاب القصر وسقوط قتيلين في أم درمان وبحري

متظاهرون أمام بوابة القصر الجنوبية - 28 فبراير 2022

الخرطوم 28 فبراير 2022- استخدمت قوات الأمن السوداني الاثنين العنف المفرط لتفريق المتظاهرين الذين تمكنوا من الوصول للبوابة الجنوبية للقصر الرئاسي، في الوقت الذي قتل فيه متظاهرين بطلقات نارية في أم درمان والخرطوم بحري.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل شخص لم يتم التعرف على بياناته اثر إصابته برصاص حي في الرأس بأم درمان، واتهمت القوات الأمنية باستخدام العنف المفرط والرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين السلميين.

وفي ساعة متأخرة من مساء الاثنين أعلنت اللجنة الطبية المستقلة سقوط شهيد أخر اثر إصابته بطلق ناري متناثر في البطن والصدر بسلاح بندقية خرطوش.

وكسر الآلاف طوقا امنيا نصبته القوات الأمنية منذ وقت مبكر ووصلوا للقصر الجمهوري في مليونية  أطلق عليها “تأسيس سلطة الشعب” دعت إليها لجان المقاومة المحرك الفعلي للاحتجاجات المناهضة لإجراءات الجيش.

وخرج المتظاهرون من مناطق متفرقة في الخرطوم وتجمعوا في محطة “شروني” للنقل العام قبل أن يتوجهوا للقصر الجمهوري مطلقين هتافات مناوئة للحكم العسكري ومطالبة بالحكم المدني.

ورصدت “سودان تربيون” في الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي مواجهات عنيفة وعمليات كر وفر بين المحتجين ومجموعة كبيرة من الأجهزة الأمنية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع بصورة مكثفة لتفريقهم.

لكن تزايد أعداد المحتجين أجبر قوات الشرطة على التراجع مما مكن الموكب الضخم من الوصول للبوابة الجنوبية للقصر ، قبل أن تجهز عليهم تشكيلات عسكرية مختلفة وتطلق الرصاص الحي.

ومع تزايد القمع ، أطلقت كل من لجنة العمل الميداني بلجان المقاومة وتجمع المهنيين نداءات للمحتجين تحثهم فيها على الانسحاب الفوري من محيط القصر والالتزام بالمسارات والطرق التي يتوجب التراجع عبرها في شكل مجموعات.

لكن الشرطة و أفراد من الجيش طاردوا المتظاهرين راجلين حتى تخوم الخرطوم “2” وموقف “جاكسون” للنقل العام، واعتدوا بالهراوات والعصي على العشرات بينهم فتيات ما أوقع إصابات عديدة وسطهم.

وكانت السلطات نشرت تعزيزات أمنية مكثفة في شوارع الخرطوم قبل بدء الاحتجاجات وأغلقت جسر “المك نمر” الرابط بين مدينتي الخرطوم وبحري، في خطوة تهدف لإعاقة المحتجين القادمين من مدينة بحري.

وفي أم درمان تجمعت أعداد كبيرة في شارع الأربعين مرددين هتافات مناوئة للجيش وتطالب بعودته للثكنات، وحملوا صور ضحايا الاحتجاجات، لكن القوات الأمنية ردت عليهم باستخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع وطاردتهم داخل أحياء العباسية وبانت.

و أكد شهود عيان من الخرطوم بحري لـ”سودان تربيون” إصابة عدد كبير من المتظاهرين بنحو متفاوت في حملة عنف وصفت بالوحشية مارستها قوات الأمن ضد المحتجين.

وأكدت  لجنة الأطباء المركزية في بيان سقوط قنبلة غاز داخل غرفة العمليات بمستشفي الأربعين في تعد وصفته بأنه انتهاك لحرمة المستشفيات.

وقال بيان أصدرته اللجنة “تحاصر القوات الانقلابية المستشفيات وتمنع شعبنا عن التداوي بعد قمعه وهو سلوك وحشي وغير إنساني ولا يمت للشرف والنزاهة والأخلاق بشيء كما يعد انتهاك حرمات المستشفيات والمرافق الصحية من الكبائر يوازي قتل الأرواح”.

وفي مدينة بور تسودان شرقي السودان أفاد شهود عيان ان الشرطة تعاملت بعنف مفرط مع المحتجين الذين تجمعوا في سوق المدينة الكبير.

ونددت اللجنة الإعلامية لقوى الحرية والتغيير بسلوك القوات النظامية في مواجهة المتظاهرين الذين قالت إنهم اظهروا اليوم قدرتهم على هزيمة آلة الانقلاب القمعية بالنجاح في تجاوز القمع المفرط وصولا إلى القصر الجمهوري .

وأضافت في بيان “تصدت قوات الانقلابية بوحشية لفض تجمع الثوار أمام القصر وتبذل في الوقت نفسه ما وسعها من قمع في كل من بحري و أم درمان ضد الثوار السلميين .. ارتقى جراء القمع الدموي شهيد في أم درمان بالإضافة لعشرات الجرحى.