تحذيرات من نذر حرب في شرق السودان بسبب قرارات (حميدتي)
الخرطوم 24 فبراير 2022- انتقد سياسيون من شرق السودان الخميس، إصدار مجلس السيادة قرارا بتشكيل لجنة لترسيم الحدود قبليا في الإقليم ، وحذروا من اندلاع حرب وشيكة حول الأرض والحواكير حال تطبيق القرار.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” أصدر هذا الأسبوع حزمة قرارات لمعالجة الأوضاع في الإقليم الشرقي، شملت تكوين لجنة لجبر الضرر ، وأخرى فنية معنية بتخطيط الحدود الإدارية للقبائل والنظارات لكن ترسيم الحدود قبليا أثار نقاشات حادة واعتراضات صريحة عليه.
وقال الأمين السياسي للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة وهي من الأطراف الموقعة على مسار شرق السودان في اتفاق السلام جعفر محمد الحسن في مؤتمر صحفي الخميس، إن قرار حميدتي يعد مؤشراً خطيراً من شأنه الدفع بالمنطقة صوب نفق مظلم.
وأبان أن الصراع الدائر هناك لا يمت بصلة لقضايا الأرض والحوا كير متهما جهات في المركز بتدبير مؤامرات ضد الإقليم لإعاقة التغيير.
وقال الحسن ” صراعنا في شرق السودان ليس قبلياً وإنما خلاف حول الثروة والسلطة”.
وكشف عن التوجه للقواعد لصياغة مشروع جديد يخاطب التنوع محذرا من مغبة إلغاء مسار شرق السودان.
وأردف “محاولة إلغاء المسار وتقسيم الحدود على أساس قبلي يعني بداية للحرب”.
ولوح بإغلاق الإقليم حال لم يتم معالجة قضيتهم وفقا لتسوية علنية تراعي القبول بالآخر وتحقق العدالة الانتقالية وجبر الضرر للضحايا.
وأردف ” لدينا استطاعة لإغلاق كامل لشرق السودان ويمكن عمل ذلك إذا لم يكن هناك حلول ولن نستغل القبائل فنحن مفوضين من قواعدنا الثورية”.
ووصف ما جرى خلال العامين الماضيين بالمخيف بسبب الانتهاكات الكبيرة التي تعرض لها المواطنين من عمليات قتل ممنهجة وتهجيرهم من مساكنهم ونهب ممتلكاتهم.
من جهته قال رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة الأمين داؤود، إن طرح قضية الهوية في شرق السودان؛بالوقت الراهن يهدد وحدة الإقليم.
ودعا لفصل الملف الاجتماعي عن السياسي، وعدم الاعتماد على القبائل في العمل السياسي كما يحدث الآن مؤكدا أن الحكومة لن تستطيع نزع أراضي القبائل ومنحها لأخرى حاثا عل تحقيق مطالب كل القبائل بشرق السودان.
وأضاف ” نحترم الجهد الذي يقوم به نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو لحل أزمة الشرق لكن الصراع عندنا ليس نزاع حواكير ويجب ترسيم الحدود إداريا وهي مسؤولية ينبغي على الدولة القيام بها”.
وكشف داؤود عن تعرضه لحملات تشويه إعلامية ضخمة لإجباره على التنازل عن قضية الشرق وتابع ” صبرنا كثير على الأذى ولن أتنازل عن قضية الإقليم ولن نسمح بتسويفها وطمس القضية السياسية الحقيقية”.
بدوره قال القيادي عبد الوهاب جميل إن النخب السياسية تنظر للإقليم الشرقي كحديقة خلفية وتعتبره حقل تجارب، لافتا الى أن هذه السياسية أدت لتهميشه وحرمان مواطنيه من الخدمات لسنوات طويلة.
وأعلن رفضهم لما اسماها بالوصاية التي يفرضها المركز عليهم وقال “الحكومة الانتقالية ليست وصية علينا” داعيا لطرح برنامج عمل لجنة ترسيم الحدود للرأي العام.