الأمم المتحدة تقول إن عملية السلام في جنوب السودان لم تتقدم
نيويورك 10 ديسمبر 2021- حذرت الأمم المتحدة، قادة جنوب السودان من أن عملية السلام الهشة القائمة حالياً تواجه تهديداً خطيراً نظراً لعدم تحقيقها أي تقدم يذكر، داعية إلى إعادة إحياء المفاوضات بشكل عاجل.
وعانت الدولة الأحدث عهداً في العالم من عدم استقرار مزمن منذ الاستقلال عام 2011، بما في ذلك حرب أهلية استمرت 5 سنوات بين قوات موالية للرئيس سلفا كير وأخرى موالية لنائبه رياك مشار أدت إلى مصرع نحو 400 ألف شخص.
وخيّمت السجالات بين الأحزاب المتخاصمة على اتفاق عام 2018 الذي أنهى الحرب، بينما لا تزال بعض أبرز بنود الاتفاق غير مطبّقة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى جنوب السودان نيكولاس هايسوم، إن العملية قد تصبح غير قابلة للاستمرار ما لم تُسرّع وتيرتها.
وأفاد هايسوم في إيجاز صحافي بأن “على الأحزاب أن تمنح العملية طابعاً ملحاً جديداً وتظهر رغبة مستدامة جماعية وسياسية لوضع حلول نهائية لأجزاء الاتفاق الأهم”.
وأضاف: “بكل بساطة، لا يمكن الاستمرار في نهج يقوم على بقاء الأمور على حالها”.
كما دق هايسوم ناقوس الخطر حيال أزمة الفيضانات الشديدة التي تجتاح البلاد، وأثرت على أكثر من 800 ألف شخص بعد أمطار موسمية استمرت 6 أشهر.
وأردف: “لا يمكنني وصف الوضع إلا بأنه سيئ. لا تتراجع مياه الفيضانات وما زال هناك مئات آلاف النازحين ممن هم بحاجة إلى مساعدات ملحة”.
ويعاني جنوب السودان من الحرب والمجاعة وأزمة سياسية واقتصادية مزمنة منذ نال استقلاله عن السودان في يوليو 2011.
ومع اتساع نطاق الاستياء، دعا بعض المواطنين إلى انتفاضة شعبية سلمية للإطاحة بالنظام القائم، مؤكدين أنه لم يعد بإمكانهم التحمل.
وواجه التحالف الهش بين كير ومشار تهديداً جديداً في أغسطس عندما اندلعت معارك دامية بين فصائل متخاصمة ضمن حزب نائب الرئيس “الحركة الشعبية لتحرير السودان / الجيش – في المعارضة”.
ولقي 32 شخصاً على الأقل مصرعهم في المواجهات فيما أفاد مشار بأن الخلافات تهدف إلى إخراج عملية تشكيل قيادة موحدة للقوات المسلحة عن مسارها، وهو بند بين أهم بنود اتفاق السلام الذي سيقي البلاد من أي نزاع مستقبلي.
ومنذ التوقيع على اتفاق عام 2018، واجه مشار معارضة متزايدة ضمن صفوف المقرّبين منه، إذ اشتكى كبار المسؤولين من أنهم خسروا لصالح الحزب الحاكم. وما زال على الحزبين التوصل إلى اتفاق لتشارك السلطة لتوحيد قواتهما.